كيف ”تعافى“ إعلام القاعدة الرقمي خلال العقدين الماضيين؟
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 16 إلى 22 سبتمبر 2024. وأبرز عناوينها:
- مقاتلو القاعدة في مالي يسيطرون مؤقتاً على المطار الدولي؛ ماذا لو تكرر المشهد في دول قريبة؟
- كيف ”تعافى“ إعلام القاعدة الرقمي خلال العقدين الماضيين؟ الباحث مصطفى عياد يدعو إلى تغيير أساليب المكافحة
وضيفة الأسبوع، الدكتورة جينا فيل Gina Vale المحاضرة في جامعة ساوثامبتون في المملكة المتحدة. الدكتورة جينا متخصصة في علم الجريمة والإرهاب بتركيز على المرأة والشباب. نشرت أخيراً كتاب The Unforgotten Women of the Islamic State ”نساء الدولة الإسلامية المنسيات.“
انفجار ”البيجرات“
انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) في عناصر حزب الله في لبنان يومي 17 و 18سبتمبر، استقطب ردوداً لافتة في أوساط الجهاديين من القاعدة إلى داعش إلى هيئة تحرير الشام ومعارضيها.
فكاد كل معارض لحزب الله ”يفرح“ لموجة الانفجارات هذه. فلم يكن الحدث جدلياً أو على الأقل لم يخلق جدلاً حاداً كما كان الحال في الموقف من حماس بسبب علاقتها الإيرانية. في هذا الحدث، يميز الجهاديون تمييزاً واضحاً بين إيران العدو الذي يرعى حزب الله وإيران الحليف الذي يدعم حماس. العنصر الحاسم في هذا التمييز كان سلوك إيران وحزب الله في سوريا تحديداً.
وهكذا، اعتبر الجهاديون على اختلاف أطيافهم أن ما طال الحزب مُستحق بالنظر إلى دوره في قتل السوريين منذ العام 2011. فنشروا النكات وعلّقوا على الفيديوهات المنقولة من لبنان بكلمة ”ترفيهي.“
آخرون اعتبروا أن التفجيرات أظهرت ”حقيقة“ الحزب من حيث أنه ”انتصر“ لعناصره برد رأوه أشد من رده على قصف أهل غزة.
قلّة اعتبروا ”الشماتة“ غير لائقة، خاصة أن أطفالاً قضوا في هذه الانفجارات.
للرد على هذا، نشرت مؤسسة النازعات، من إعلام القاعدة الرديف، مطوية بعنوان ”البرهان بجواز الفرح بهلاك حزب إيران“.
ومن لندن كتب هاني السباعي ”نعم يجوز إظهار الشماتة والسرور والحبور في مصائب حزب اللات بلبنان وإيران وفراخها الشيعة في اليمن والعراق؛ جزاء وِفَاقاً لجرائمهم ضد أهل السنة في أفغانستان والعراق وسورية واليمن ولبنان.“
وعندما سُئل السباعي عن الأطفال، قال: ”الشماتة هنا مقصورة على قادة حزب اللات.. أما أطفالهم فتوجد قرينة بديهية بأنهم غير مقصودين بالشماتة.“
مناصرو هيئة تحرير الشام ومعارضوها على حد سواء ”فرحوا“ لما حدث. الإعلامي أحمد زيدان كتب في التلغرام: ”كل من يطالبنا بالصمت وعدم الشماتة …. عليه أن يعلم أننا اليوم في تفتناز نشيع شهيد ممرض، وشهيد صبي، بالإضافة ل 8 جرحى مدنيين، بينهم أطفال، بقصف همجي وحشي ليلة أمس،“ نفذه حزب الله أو إيران.
أبو محمود الفلسطيني كتب كذلك: ” لم أستطع فهم من أزعجه فرحة الشعوب المظلومة إذا حل بعدوها اللدود مصيبة؟ … لعل انزعاجهم كان بسبب الدفاع عن خياراتهم، والهروب من عقدة التحالف مع مجرم.“
ومثلهم معارضو الهيئة. تحت هاشتاغات مثل ”#لن_ننسى،“ نشروا صور توزيع الحلوى وصوراً من مجازر ضد السوريين شارك فيها حزب الله.
لكن يبدو أن البعض حاول أن يُصوّر حماس معارضي النظام للتفجيرات بأنه فرح بإسرائيل، فانتشرت صورة يظهر فيها علم الثورة مع علم إسرائيل في صف واحد. صفحة ”من إدلب“ المعارضة علّقت على التلغرام: ”فرحنا بالضربات ضد الشيعة … في لبنان لا يعني أبدا أننا ندعم الكيان الصهيوني. (هاشتاغ) #الإيراني_والصهيوني_عدو.“
جماعة نصرة تقتحم مطار باماكو
يوم 17 سبتمبر، شن مقاتلو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة في غرب إفريقيا هجوماً منسقاً على عدة أهداف في العاصمة المالية باماكو كان أبرزها المطار الدولي.
بحسب ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية، بدأ الهجوم فجراً في قرية فلاجي على بعد ساعتين بالسيارة جنوب باماكو. القرية فيها مدرسة لتدريب الدرك ومقر وحدات النخبة من التدخل السريع.
عند بعد الظهر، بدأ الهجوم في مطار موديبو كيتا الدولي في باماكو. بحسب الصحيفة، الهجوم على مقرات الدرك كان لشل حركتهم بحيث لا يردعون هجوم المطار الذي يضم جناحاً تجارياً وقاعدة جوية يديرها سلاح الجو المالي ووحدة من مرتزقة فاغنر الروس. قبل حلول المساء، كان الجيش استعاد السيطرة على المطار بعد أن قتل المهاجمون أكثر من 70 شخصاً.
مؤسسة الزلاقة التابعة لنصرة نشرت صوراً وفيديوهات توثق الهجوم. ومما نشرته كلمة صوتية لأحد ”الانغماسيين“ واسمه أبو حذيفة البمباري تبنى فيها الهجوم وحذّر من قمع ”شعوب الفولان“ تحديداً، وهم عرقية تنتشر في إفريقيا وخاصة الساحل.
أخيراً، تعرّض الفولان لحملات قمع وتعذيب من الحكومة العسكرية في باماكو لاتهامهم بالإرهاب. الزلاقة بثت أيضاً كلمة لـ أمادو كوفا الذي ينتمي إلى الفولان ويتزعم كتائب ماسينا، إحدى مكونات جماعة نصرة.
أنصار القاعدة في إحدى مجموعاتهم على التلغرام ابتهجوا بهذا الهجوم. أحدهم قال عن الطائرات التي عطّلها انغماسيو نصرة ”هذه الطائرات التي كانت تمطر أهلنا بالحمم ها هي خردة تحترق.“ وفي تعليق آخر: ”هذه الهجمات كانت تأتي فقط من حركة الشباب (في الصومال)، الآن تأتي من النصرة.“
آخر علّق: ”ياريت لو يسرقو الطيرات ويدخلو فيها امريكا. اللهم اعد غزوة الحادي عشر من سبتمبر.“ ومن هنا جاء تحذير الخبراء. الباحث المتخصص بافل وتشيك على منصة إكس وصف الهجوم هذا بأنه ”الأقوى أثراً بين هجمات القاعدة منذ سنين.“ وحذّر: ”لنتخيل الآن لو أنهم فعلوا الشيئ نفسه في عاصمة بوركينافاسو.“
بصمة القاعدة الرقمية
الذكرى الثالثة والعشرون لهجمات سبتمبر مناسِبة لدارسة إعلام القاعدة الرسمي خاصة المركزي مقابل إعلام داعش المركزي. فمن نافلة القول أن إعلام داعش الرقمي ”طموح“ أكثر بكثير من إعلام القاعدة.
لكن ما يلفت خلال العقدين الماضيين، منذ هجمات سبتمبر، هو قدرة إعلام القاعدة على البقاء ”وإعادة بناء ذاته“ إلى درجة تثير القلق.
الباحث المتخصص مصطفى عياد كتب في موقع معهد الحوار الاستراتيجي The Institute for Strategic Dialogue (ISD) كيف استطاع إعلام القاعدة تخطي موجات الحجب ”بل وتكاثر“ على الإنترنت طوال عشرين عاماً الماضية مستفيداً من انشغال الجهات المعنية بالتصدي لإعلام داعش الرقمي.
يستدل عياد على ذلك بالحملة الأخيرة التي قام بها اليوروبول ضد منصات داعش وحساباتهم الفردية والجماعات حتى كادت تختفي من ”الويب العميق dark web.“ إلا أن إعلام القاعدة لم يتأثر إطلاقاً بهذه الحملة. وهذا ليس استثناء.
يقول عياد إنه بالرغم من أن ”أيام مجد القاعدة أونلاين ولّت“ عندما كان التنظيم يدير 5600 موقعاً؛ ويشهد كل عام ظهور 900 موقع جديد ومدونة ومنتدى؛ إلا أن قدرة إعلام القاعدة الرقمي على التعافي تثير القلق بما يستدعي البحث عن وسائل جديدة لمكافحته.
هتش ومعضلة ”الأمني العام“
نقل حساب شام الكرامة وشامة الشام المعارض لهيئة تحرير الشام معلومات قد تتطور إلى تغيير في الهيكلة الأمنية للهيئة على نحو ما رأينا في قضية العملاء.
التغييرات تتعلق بأفراد كانوا ”ركائز“ لأبي أحمد حدود، الأمني العام في الهيئة ”قبل قضية العملاء.“ يقول حساب شام الكرامة إن الناطق الرسمي لجهاز الأمن العام حكيم الديري الملقب ضياء العمر استقال ”بسبب مشاكل بينه وبين حدود.“
كذلك انتقل أبو النور الديري مسؤول ملف داعش من الجهاز الأمني إلى الجناح العسكري. كما جرى ”تهميش“ براء الأمني ”وتكسير رتبته.“
داعش العراق والاختراق الأمني
يستمر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي في تسليط الضوء على الاختراق الأمني الذي تشهده ولاية العراق والذي تسبب في قتل 14 قيادياً دفعة واحدة في عملية للقيادة المركزية الأمريكية والقوات العراقية نهاية أغسطس الماضي.
من المقتولين نائب والي العراق أحمد العيثاوي، وأبو علي التونسي الذي رصدت أمريكا مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. من المقتولين أيضاً العسكري العام لولاية الأنبار أبو محمود العيساوي.
هذا الأسبوع، نشر حساب قناة فضح صورة العيساوي، وقال إنه معروف ”بعلاقته المشبوهة مع العملاء والمخابراتيين وتجار الحبوب في الولاية وتحديدا في مثلث الرطبة-حديثة-الرمادي.“
ومن هنا ينشر الحساب رسالة موجهة إلى والي ولاية العراق وأمير مكتب الرافدين ”أبي عبدالرحمن (عبدالقادر)“ يشكو كاتبها من ”استهتار“ أمني الولاية بالجانب الأمني وعلى رأسهم العيساوي. يعلّق الحساب أن الرسالة تثبت ”بالدليل القاطع أن أبا محمود العيساوي قرر عدم تحذير جنود الدولة وأمرائهم بخطر الجواسيس.“
داعش أذربيجان
لفت في العدد الأخير من صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في داعش عنوان الصفحة الأولى المتعلق بوجود التنظيم في أذربيجان.
العدد الصادر يوم الخميس 19 سبتمبر تضمن مقالاً ”خاصاً“ عن اشتباكات بين عناصر التنظيم والقوات الحكومية في غابات شمال أذربيجان. الباحث آرون زيلين لفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها صوراً لداعش من ذلك البلد؛ موضحاً أن التنظيم نشر في نوفمبر 2019 صور ”بيعة“ عناصر التنظيم ”للخليفة“ الجديد بعد قتل أبي بكر البغدادي.
طالبان هجرة
نقل حساب أفغانستان انترنشنال على منصة إكس أن دائرة الجوازات في حكومة طالبان أصدرت 30 ألف جواز سفر خلال يومين فقط فيما ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن 72 ألف أفغاني غادروا البلد في أسبوع واحد. منذ 2020 ، عندما سيطر طالبان على الحكم، غادر أفغانستان حوالي ثمانية ملايين نسمة.