الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من  ٢٨ أكتوبر إلى ٣ نوفمبر ٢٠٢٤. إلى العناوين:

  • منظر جهادي: انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تأتي ”بأفضل“ للعالم الإسلامي
  • فيما تنشغل نخب عربية بتمجيد طهران في غزة، عرب سنة أحوازيون يحذرون من مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
  • هاكر يسرق عملة مشفرة بقيمة أربعة ملايين دولار

ضيف الأسبوع، الأستاذ ميثاق عبدالله، رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز نتحدث عن معاناة أهل السنة في إيران من ممارسات الحكم في طهران؛ وعن تناقضات السياسة الإيرانية في الداخل والخارج عندما تطرح إيران نفسها حامية وراعية للقضية الفلسطينية.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية

لم تنشغل الحسابات الجهادية لا المرتبطة بالجماعات ولا الأفراد  بالحديث عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ربما مرد ذلك إلى شعور عام بأن تغيير الإدارة الأمريكية لن يؤثر في مجريات الحرب على غزة أو تخفيف آلام الغزيين. فكلا المرشحين مجرب: دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً من ٢٠١٧ إلى ٢٠٢١؛ وكاملا هاريس نائبة للرئيس من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٥.

لكن عشية الانتخابات، نشر الداعية والمنظر الجهادي هاني السباعي في حساباته على التلغرام وإكس وفيسبوك جواباً عن سؤال أي الاثنين أفضل. يقدم السباعي للجواب بأن العالم الإسلامي غير معني بنتيجة الانتخابات من حيث أنه ليس فاعلاً فيها. يقول: ”من عجائب المقدور أن العالم الإسلامي لا محل له من الإعراب.“ وبالتالي مجريات الأمور في هذا الجزء من العالم لن تتغير بانتخاب أي منهما: ترمب أو هاريس. يقول: ”فأيهما أفضل القتل بالسيف أم بالغاز أم بالشنق أم بالرصاص! أم بالقصف؟! ترمب أنفع للمسلمين على المدى البعيد.. وهاريس ‘مسكّن‘ مؤقت للألم! على المدى القصير!“

لا شك في أن هذا الشعور يأتي من إطالة أمد الحرب وحجم الدم المسال في قطاع غزة منذ أكثر من عام بلا أفق أو مخرج من هذا الحضيض. الداعية طارق عبدالحليم الذي يبرز بين المنظرين في انتقاده حماس التي تتصدر الحرب في غزة، بات يشير إلى الحرب التي يعرفها أنصار الحركة بـ ”طوفان الأقصى“ بعبارة ”طوفان السبت.“ عبدالحليم يعتبر أن الانتصار الذي يتغنى به أنصار حماس لم يتجاوز السبت ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يقول: ”انتهت القصة، وتم الانتصار ! وصار تاريخاً، لا يمكن تغييره. انتهت المعركة !ما تفعله اسرائيل بعد ذلك هو عدوان لا دخل له بالانتصار ‘السابق‘!!”

المرصد ٢٦٩| منظر جهادي: انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تأتي بمن هو "أفضل“
انتخابات الرئاسة الأمريكية … الزيف يطغى على الحقيقة

وفي ملف الانتخابات الأمريكية، شكى وحذر عارفون من أن انتشار الشائعات والأخبار الزائفة وصل حداً غير مسبوق أثناء الحملات التي سبقت يوم الحسم؛ والأهم أن هذا الزيف لم يقتصر على حسابات الأفراد بل تعداه إلى المؤسسات والحكومات. ومن ذلك أن صرّحت السلطات الأمريكية بأن دولاً مثل روسيا رعت حملات لنشر فيديوهات مفبركة وزائفة تتعلق بصحة وسلامة الاقتراع بهدف ”تثبيط الثقة بالعملية الانتخابية.“

خدمة BBC Verify المتخصصة في التحقق من الشائعات وتحري الأخبار أو المعلومات الزائفة حذرت من أن هذا الزيف حاز على مشاهدات بالملايين على منصات التواصل الاجتماعي وبالتالي فإن هذا السيل من التحريف قد يؤدي إلى أحداث عنف شبيهة بما حدث في ختام الانتخابات الماضية وخاصة أحداث السادس من يناير ٢٠٢١.

برزت من بين المنصات التي عززت هذا المحتوى الزائف منصة إكس، وللدلالة على أثر هذه المنصة، وجد موقع BBC Verify أن مستخدمي إكس تمكنوا أخيراً من كسب ”آلاف الدولارات“ بتشارك محتوى انتخابي بغض النظر عن صحته أو دقته؛ بل إن هؤلاء المستخدمين وجدوا أن كسب المال من إكس صار أسهل من أي وقت سابق. BBC وجدت شبكات من المستخدمين ينشرون المحتوى فيما بينهم إلى قواعد هائلة ليحصلوا على مشاهدات بالملايين. من هذه الشبكات ما أيد ترمب وأخرى أيدت هاريس وثالثة كانت مستقلة. ما حدث هو أنه في ٩ أكتوبر، غيرت إكس قواعد الدفع للحسابات ذات البصمة الإلكترونية أو Reach – الحسابات القادرة على الوصول إلى أكبر جمهور ممكن. التعديل كان بحيث يُحسب ألـ Reach بحجم الحركة على الإدراجات أو ألـ engagement بالإعجاب أو المشاركة أو التعليق التي تأتي من حسابات مؤثقة حصراً. في السابق كان ألـ engagement يُحسب بعدد الإعلانات المدرجة تحت منشور معين. وعليه، تعاونت حسابات مؤثقة في تشارك المحتوى فيما بينها ونشره. المهم هنا أمران. أولاً أن توثيق الحسابات على إكس صار أسهل من أي وقت مضى. وثانياً أن إكس لا تفرض قيوداً على المعلومات الزائفة كما تفرضها منصات سوشيال ميديا أخرى. وبالتالي، شريط الأخبار في إكس صار خليطاً من الحقيقي والزائف بل إن تحري الحقيقي صار أصعب من أي وقت مضى.

شهران من الغارات على داعش

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم أنها نفذت خلال الشهرين الماضيين ٩٥ غارة ضد داعش في العراق وسوريا أسفرت عن قتل ١٦٣ داعشياً واعتقال ٣٣ آخرين بمن فيهم ٣٠ من قادة التنظيم في مستويات عليا ومتوسطة.

هذه العملية بدأت في ٢٩ أغسطس الماضي، بغارة في الأنبار غرب العراق كانت ربما الأقسى على التنظيم؛ حيث قُتل فيها أربعة قادة بارزون هم أحمد حامد العيثاوي أو أبي مسلم المعروف بأبي حفص وكان نائباً لوالي العراق الحالي وأمير مكتب الرافدين أبي عبدالقادر، وأبو همام مسؤول العمليات في غرب العراق ووالي الأنبار، وأبو علي التونسي مسؤول التطوير التقني وتصنيع المتفجرات، وشاكر عبد أحمد العيساوي المسؤول العسكري في غرب العراق.

المرصد ٢٦٩| منظر جهادي: انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تأتي بمن هو "أفضل“
الحوثيون يرعون سعوديين مطلوبين وقاعديين

الحوثيون في صنعاء يرعون ”مجلساً عسكرياً“ من سعوديين منشقين وقياديين في تنظيم القاعدة.

الصحفي اليمني فارس الحميري نقل على إكس، بناء على مصادر يمنية ”خاصة،“ أن عشرات السعوديين ”المطلوبين أمنياً للرياض أو معارضين“ وصلوا اخيراً إلى صنعاء وصعدة ومناطق سيطرة الحوثيين تزامناً مع وصول أربعة قياديين من القاعدة.

الحميري قال إن الحوثيين رعوا اجتماعات السعوديين والقاعدة بما أفضى إلى تشكيل ما يُسمى ”المجلس العسكري“ ومقره صنعاء بحيث توافق الجميع على شكله التنظيمي وتسمية المهام ”بالإضافة إلى تسمية مسؤولين لأبرز المناطق السعودية.“

عن دور القاعدة تحديداً أوضح الحميري في رسالة خاصة لهذا البرنامج أن القياديين الأربعة الذين شاركوا في الاجتماعات ”يحملون جنسيات سعودية، قادوا وساطات متعددة بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، ونجحوا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين والتنسيق في عدة جوانب، وساهموا في إنجاح عمليات تبادل اسرى لاكثر من مرة.“

وأضاف: ”لهم أدوار متعددة في المجلس، حيث يعدون من أوائل الشخصيات السعودية التي عمل الحوثيون معهم منذ وقت طويل بحثا عن التنسيق مع القاعدة، وكذا بحث تشكيل كيان يجمع السعوديين المنضوين تحت راية القاعدة أو الفارين المطلوبين أمنياً في بلادهم.“

تعليقاً على هذا الخبر، قالت الباحثة اليمنية ندوى الدوسري على إكس إنه مع تآكل قدرات حزب الله، يسعى الحوثيون إلى ”إعادة التموضع“ ليصبحوا ذراع إيران الأقوى في المنطقة. وعليه فإن ”سيطرتهم على مضيق باب المندب، وتهريب السلاح في المنطقة والتعاون مع داعش والقاعدة وشباب الصومالية ستجعلهم الأكثر فتكاً بين أعضاء ‘محور المقاومة.“

الباحث الصومالي غوليد ويليق حذر من أن إيران باتت تطبق على التجارة البحرية في المنطقة من المحيط الهندي إلى خليج عدن والبحر الأحمر وحتى الخليج العربي، مذكراً بأن الحوثيين أتموا تطوير صواريخ على شاكلة الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى وهربوها إلى جماعة القاعدة في الصومال على الطرف الآخر من خليج عدن وبحر العرب.

في الأثناء، بثت مؤسسة الكتائب الذراع الإعلامية لجماعة شباب الصومالية كلمة لزعيم التنظيم أبي عبيدة أحمد عمر ديري امتدت ٤٥ دقيقة، دعا فيها القبائل الصومالية إلى الوحدة تحت راية التنظيم بهدف قتال إثيوبيا. ديري قال إن الحكومة الصومالية غير جادة في قتال إثيوبيا وإن ”الجهاد“ الذي تبشر به القاعدة هو السبيل الوحيد لطردهم.

المرصد ٢٦٩| منظر جهادي: انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تأتي بمن هو "أفضل“
ضعف أمنيات العملة المشفرة

تعزيز الأمن السيبراني الفردي والجمعي لا يزال قاصراً عن سد الثغور التي قد ينفد من خلالها الهاكر. في آخر اختراق، تمكن هاكر من سرقة عملة مشفرة crypto currency بقيمة أربعة ملايين دولار.

الحادث وقع في الفضاء الافتراضي، في موقع الكازينو الرقمي الشهير متاوين Metawin، حيث تمكن الهاكر من سحب العملات في وقت قياسي مستغلاً ضعف أمنيات السحب المعروفة بـ frictionless withdrawal system. فالاصل في هذا النظام هو تسهيل سحب الأرباح والخروج من النظام في أسرع وقت ممكن، فلا يخضع السحب لإجراءت أمنية مشددة من قبيل التحقق من هوية المستخدم على أكثر من مستوى. في تلك الأجزاء من الثانية تمكن الهاكر من التسلل وتحويل مسار الأرباح إلى حسابات أخرى.

والشيء بالشيء يُذكر وبالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبدو أن مستقبل الـ بتكوين الشهيرة معلق بشخص الفائز من هذه الانتخابات. يقول خبراء إن الإدارة الأمريكية التابعة للحزب الديمقراطي ممثلة بـ بايدين – هاريس كادت تقضي على البتكوين وتسببت بإفلاس بنوك متخصصة مثل Silvergate و Signature؛ ذلك أن الإدارة الديمقراطية تفرض قيوداً متشددة على التعامل بالبتكوين. في المقابل، رئاسة ترامب قد تنعش سوق البتكوين لأن الرجل نفسه يتعامل بالبتكوين وألـ NFT.

هتش ومعركة حلب

منذ أسابيع ترددت أنباء في إدلب ومحيطها عن أن هيئة تحرير الشام، الحاكم الفعلي في ذلك الجزء من سوريا،  تُعد لمعركة تحرير حلب.

هذا الأسبوع، قال حساب أبو هادي المعارض إن ”الجولاني ينتظر إشارة وضوء أخضر من الخارج“ لبدء المعركة. لكن المشكلة بحسب أبي هادي هي أن إعلام الهيئة يروج لهذه المعركة بما يقضي على ”عنصر المباغتة.“ يقول: ”يجب على قيادة الهيئة التخلي عن استفزاز النظام والميلشيات التابعة له عبر اعلامه للحفاظ على أرواح المدنيين والمرابطين وعندما تأخذون الضوء الأخضر افعلوا ما تشاؤون.“

في الجانب الآخر، يرى معارضون أن الهيئة غير جادة في شن مثل تلك المعركة لأنها لم تعد موثوقة أو مؤتمنة على ”الجهاد“ هناك. ومنهم من قال إن الحديث عن هذه المعركة يأتي في غياب ”حاضنة شعبية“ تحمي ظهر الهيئة. في المطلق، دعا معارضون من يرغب بالمشاركة في المعركة المفترضة إلى الانضواء تحت ألوية وفصائل أخرى غير الهيئة.

ومن المعارضين من رأى أن الترويج لمعركة ”مقبلة“ هو حيلة من الهيئة للقضاء على الحراك الشعبي المتواصل عملياً منذ مايو العام ٢٠٢٣. بعض المعارضين اعترفوا بأن هذا الحراك بات يخبوا شيئاً فشيئاً فيما وصفه آخرون مثل الدكتور فاروق كشكش بأنه ”هزيمة أخلاقية“ لحقت بالهيئة وأميرها أبي محمد الجولاني.

لكن من بين تعليقات المعارضين برز ما قاله الشيخ عبدالرزاق المهدي عندما حذر من أن معركة من هذا النوع ستكون ”مكلفة جداً“ بالنسبة للمدنيين، وعليه ”يجب على القادة العسكريين شرعاً دراسة الوضع جيداً قبل الإقدام على عمل عسكري.“