كيف شرعنت قيادة القاعدة التعاون مع الحوثي؟

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٤ إلى ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤. إلى العناوين:

– القاعدة ترعى ”تحوّل“ أخوندزادة من رمز إلى ديكتاتور … الصحفي الأفغاني بلال صرواري يرسم معالم هذا التحول.

– لماذا يتعاون الفاتيكان مع إسرائيل على ”جمع المعلومات“ في أوروبا؟

– حساب جهادي: كيف شرعنت قيادة القاعدة التعاون مع الحوثي؟

وعن حزب الله في شرق سوريا واستراتيجية إيران في التغيير الديموغرافي هناك، نتحدث بعد قليل إلى عمر أبو ليلى الخبير السوري في مسائل الصراع والإعلام والتنمية البشرية والمدير التنفيذي لشبكة دير الزور٢٤.

>

ترامب يعود رئيساً

إذاً، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوز ساحق في انتخابات الخامس من نوفمبر. حتى الآن، ردود الفعل في الحسابات الجهادية جاءت في الحد الطبيعي المتوقع بلا زخم أو كثير الأخذ والرد، كما كان الحال قبل الانتخابات. في المطلق، يتفق الجهاديون على أن ترامب لن يكون أفضل ممن سبقه أو من المرشحة المهزومة كاملا هاريس فيما يتعلق بالموقف من العرب والمسلمين. لكن بعض الجهاديين أعطى أفضلية شكلية لأحدهما على الآخر.

المنظر الجهادي هاني السباعي، في خطبة الجمعة يوم ٨ نوفمبر، كرر ما قاله سابقاً أن ترامب وهاريس وجهان لعملة واحدة. لكنه، استطرد أن ترامب سيكون ”أنفع للمسلمين على المدى البعيد.“ كيف؟ السباعي لم يوضح ذلك.

كيف ترعى القاعدة ”تحوّل“ أخوندزادة من رمز إلى ديكتاتور؟

في المقابل، الداعية والمنظر طارق عبدالحليم، رأى خلاف ذلك. فاعتبر أن فوز ترامب ”سيأتي بنهاية سريعة شديدة الدموية للعملية في غزة، وسيضم غزة والقطاع إلى إسرائيل.“ لكنه استطرد أن هاريس لم تكن لتحقق نتيجة أفضل، سوى أن ”إبادة“ الفلسطينيين في عهدها إن وقع لكانت أبطأ.

وبين هذا الرأي وذاك، لفت تعليق في حساب مناصر للقاعدة على التلغرام باسم عبدالله اليوسفي يقول إن ترامب، وحليفته إسرائيل، سوف يهزمان في غزة في نهاية الأمر. قال: ”بوش الأب كان أقوى من ترامب وبوش الإبن كان أقوى منهما … فهزمه الله في أفغانستان هو وسلسلة الرؤساء الذين من بعده بمن فيهم ترامب، أمام ثلة من المجاهدين الصادقين. وكذلك سيهزم نتنياهو أمام مجاهدي فلسطين.“

أخوندزادة والقاعدة والانفراد بالسلطة

في مسعى آخر للانفراد بالسلطة، قرر زعيم طالبان هبة الله أخوندزادة حظر توزيع السلاح والذخيرة في وزارتي الدفاع والداخلية ومديرية المخابرات؛ وحصرها في مكتب يُشرف عليه شخصياً في معقله في قندهار جنوب شرق أفغانستان.

المؤسسة الإخبارية طلوع نيوز العاملة في أفغانستان، نقلت عن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن القرار وقع فعلاً بهدف ”تحقيق الاستخدام الأمثل والأسلم للسلاح.“

لكن موقع Afghanistan International المعارض اعتبر أن قرار أخوندزادة يهدف إلى تجريد أشخاص بعينهم من سلطة السلاح وهم  سراج الدين حقاني وزير الداخلية، والملا محمد يعقوب وزير الدفاع، وعبدالله واثق مدير الاستخبارات العامة. أضاف الموقع أن أخوندزادة ”غضب“ في الآونة الأخيرة من قرار حقاني توزيع السلاح على أنصاره في المحافظات الشرقية؛ الأمر الذي لا يمكن أن يُفهم إلا في إطار تنازع السلطة داخل طالبان.

وهنا نأتي إلى منشور مهم للصحفي الأفغاني بلال صرواري على منصة إكس. يقول إن هذا القرار يأتي متسقاً مع تحوّل أخوندزادة من صورة ”الزعيم الروحي ذي النفوذ المحدود على شؤون الحرب“ إلى صورة الزعيم السلطوي صاحب الكلمة الفصل في القرارات الاستراتيجية الحاسمة. صرواري يحدد بداية هذا التحول بالشهر السادس من سيطرة طالبان على كابول في أغسطس ٢٠٢١. اللافت هنا أن صرواري يربط هذا التحول بتأثير من قيادة تنظيم القاعدة ”التي تعقد اجتماعات دورية مع أخوندزادة لمناقشة قضايا استراتيجية.“ وهنا يُذكّر صرواري بأن أخوندزادة لا يثق مثلاً بمدير الاستخبارات واثق الذي يتمتع بدعم دولي وخاصة قطر. كذلك القاعدة لا تثق بواثق وإن كانت تلتقيه وتتعامل معه.

الجانب الآخر من هذا القرار يتعلق برغبة أخوندزادة ”باحتكار العنف،“ سواء في أفغانستان أو المنطقة بما يجبر القوى الإقليمية والدولية على أن تحسب الحساب له ولطالبان. التحدي الوحيد لهذه السيطرة يأتي من داعش خراسان. يقول صرواري إن هذه الجماعة هي الوحيدة التي تحمل السلاح في المنطقة ولما تقدم الولاء والطاعة لطالبان، بخلاف جماعات مقاتلة أخرى – خاصة القاعدة – التي أعلنت الولاء لأخوندزادة بصفته ”امير المسلمين“ وراعي ”الجهاد العالمي.“

العلاقة بين الفاتيكان وإسرائيل

نقل موقع Politico الإخباري الشهير أن الشرطة الإيطالية تحقق في تعاون إسرائيلي مع الفاتيكان في فضيحة اختراق بيانات أمنية على مستوى أوروبا.

تبدأ القصة من شركة Equalize الأمنية التي تتخذ من ميلان مقراً لها. هذه الشركة متخصصة في بيع المعلومات إلى الدول حسب الطلب. الفضيحة الأخيرة تعلقت باختراق بيانات آلاف الإيطاليين من سياسيين ورجال أعمال ورياضيين وحتى موسيقيين. الشرطة الإيطالية، وبناء على تسجيلات صوتية، كشفت عن أن الموساد الإسرائيلي كلف الشركة في ٢٠٢٣ بتنفيذ مهمة بقيمة مليون يورو ضد أهدف روسية منهم شخصية مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين؛ بالإضافة إلى تعقب حركات مالية متصلة بفاغنر. المهم هو أن الموساد كان سيمرر هذه المعلومات إلى الفاتيكان. موقع (بوليتكو) قال إنه لم يتمكن حتى الآن من فهم العلاقة بين إسرائيل والفاتيكان في هذا التعاون.

القاعدة .. صراع القيادة والكوادر

يبدو أن بعض الجهاديين لا يزالون يكذبون أنباء التعاون بين الحوثيين في اليمن وجماعة شباب ممثل القاعدة في الصومال؛ تماماً كما يكذبون التعاون بين الحوثي والقاعدة في اليمن. أما في هذه الثانية، فقد أثبت هذا البرنامج مراراً ومن مصادر القاعدة نفسها أن التنظيم حيّد الحوثي تحييداً تاماً مقابل التفرغ للقوات اليمنية الجنوبية؛ فتكون القاعدة بذلك حامية حمى الحوثيين وذراعاً تمتد جنوباً حيث لا يستطيع الحوثي.

وأما في الأولى، وعطفاً على ما كتبه باحثون ومؤسسات مستقلة، يحذر عارفون من خلل شرعي في هذه المعادلة. الحساب الجهادي أنباء جاسم على منصة إكس يرى أن القيادة العامة لتنظيم القاعدة قررت ”التعاون الصريح“ مع الحوثيين المدعومين إيرانياً، بل إن هذا التعاون ”يُمهد إليه منذ فترة وحتى قبل عملية طوفان الأقصى.“

كيف ترعى القاعدة ”تحوّل“ أخوندزادة من رمز إلى ديكتاتور؟

وكما قال هذا الحساب سابقاً، المشكلة هنا لا تكمن في التعاون تحديداً بقدر ما تكمن في اتساع الفجوة بين القيادة، التي تبدو ”مرنة“ أيديولوجياً و ”الكوادر“ الذين يبدون ”رجعيين،“ بحسب ما جاء في الحساب. وعليه، يرى أنباء جاسم أن ”هذا الخلل يؤدي إلى رد فعل متوقع من أنصار التنظيم لتكذيب كافة الأخبار عن تعاون الحوثي مع جماعة الشباب.“ يختم الحساب بأسئلة موجهة إلى قيادة القاعدة عن شرعية التعاون مع الحوثي؛ ومن أعطى التنظيم ”الرخصة الشرعية“ لمثل هذا التعاون ”الباطني“ كما وصفه.

جماعات سنية جهادية في غزة

بعد مرور أكثر من عام على حرب غزة الضروس، لا يزال بعض الجهاديين يبحثون عن فاعل آخر يشارك حماس تصدر المواجهة أملاً في الهروب من وزر العلاقة الإيرانية.

هذا الأسبوع، نشر حساب الذهبي على التلغرام، وهو حساب جهادي مناصر للقاعدة، سلسلة منشورات ”توثيقاً لنشاطات جماعات جهادية في غزة سُنيّة لا ترتبط بإيران بأي شكل تمويلي أو استراتيجي.

الحساب نشر مقاطع مصورة لمن قال إنه ”جماعة جند الأقصى“ ووصفهم بأنهم ” من أكبر جماعات أهل السنة في غزة صافية الدعم.“ وهنا مربط الفرس. نفهم من الحساب أن تمويل هذه الجماعة يأتي من تبرعات فردية.

وهذا يُذكر بجماعة سرية حراس المسرى التي ظهرت أول مرة في أغسطس ٢٠٢٢. في هذه الحرب المستعرة، عاودت الظهور في سبتمبر الماضي بالتأكيد على هويتها التي ترفض إيران.

هذا الأسبوع، أعلنت الجماعة عن تنفيذ هجمتين في جباليا في ٨ نوفمبر باستخدام ”قذائف الهاون“ من عياري ١٠٠ ملم و٦٠ ملم.

مسجد الزهراء إدلب

كيف أثار مسجد في إدلب جدلاً حول حاكمية هيئة تحرير الشام؟

في بلدة البردقلي شمال إدلب، أقيم مسجد بُني على نفقة خاصة طُلي بالأسود وسُمّي ” الزهراء.“

معارضو الهيئة اعتبروا المظهر والاسم إيحاءات شيعية تشابه ”الحسينيات؛“ أو مخالفة ”للعرف السائد“ لدى السُنّة“ بما ”قد يصل إلى التحريم،“ كما قال الجهادي الشرعي علي أبو الحسن.

معارضون آخرون وضعوا الخلاف موضعاً أوسع، فاعتبروه دليلاً آخر على إخفاق حاكمية الهيئة. أبو مالك التلي، القيادي المنشق عن الهيئة، قال إن بناء المسجد يأتي ضمن سلسلة من الأفعال التي ”تسيئ لمبادئنا وتضيع تضحيات أهل السنة في الشام.“ التلي جدد المطالبة بمجلس شورى ”حقيقي“ ”يمثل ”النخب الشرعية والفكرية والعسكرية والسياسية في الشمال السوري تتحقق من خلاله مصالح أهل السنة على الصعيد الداخلي والخارجي.“

أما الهيئة وأنصارها فالتزموا الدفاع وإن اعترفوا بخطأ حصل. وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد في الهيئة قالت إنها ستُخضع المسجد ”لإعادة النظر؛“ واستوقفت عند الاسم ”الزهراء“ ووصفته بأنه خطأ ”غير مقصود.“ أبو محمود الفلسطيني الموالي للهيئة علّق: ”رجل أعمال أراد أن يبني مسجداً صدقة عن روح والدته التي اسمها الزهراء … ما علاقة هذا بالرافضة ونسج قصص وخزعبلات.“ في المحصلة، تغيّر اسم المسجد إلى ”العزة لله.“

في هذا الجدل، لفت ما كتبه أحمد زيدان، الموالي للهيئة، إذ اعتبر الجدل ”اهتماماً“ يعكس مدى حرص ”أهل السنة والجماعة في الداخل السوري وخارجه“ على ”الثورة والمحرر.“ في نفس الوقت، انتقد من يُسارع إلى الانتقاد وقال إن هذا الجدل أعاد ”مرضاً سورياً يطلُّ علينا مع كل خلاف بسيط أو كبير، وكأن أحدهم ينتظر الآخر على خطأ ليُفرغ فيه كل مكبوتات نفسه.“

حواسيب على عجلات

يرى البعض أن السيارات باتت حواسيب على عجلات؛ وهذا ما يجعلها عرضة أكثر كل يوم للاختراق والتهكير.

موقع Zero Day Initiative كشف عن ضعف في نظام  Mazda Connect الذي يتعلق ببيانات المعلومات والترفيه في سيارات المازدا ما يتيح للهاكر السيطرة على خصائص في المركبة تؤثر على سلامة الركاب.

الاختراق في هذه الحالة لا يتم عن بعد وإنما من خلال USB يحمل برنامجاً خاصاً يُوصل بالنظام مباشرة. تحميل البرنامج الخبيث يستغرق دقائق قليلة؛ وعليه يحذر الموقع من أن ترك السيارة في عهدة آخرين لأي سبب من الأسباب قد تتيح الفرصة للهاكر كي يتسلل إلى النظام.

البحر الأحمر في قبضة إيران.. الحوثيون وجماعة الشباب الصومالية في قلب المخطط!