أنصار هيئة تحرير الشام يدفعون بالتحول من ”المليشياوية“ إلى ”الدولة“
- جدل ”حاكمية“ هيئة تحرير الشام في إدلب … أنصار الهيئة يدفعون بالتحول من ”المليشياوية“ إلى ”الدولة“
- تنظيم القاعدة في اليمن ينأى بنفسه عن الجاسوسية والاختراقات الأمنية .. كيف اخترق العمالقة التنظيم في أغسطس
- مُتحف ”رقمي“ يوثق سجون داعش ويبحث عن مُغيّبين
- الذكاء الصناعي في خدمة الحقيقة، فاطمة عُمراني من مسبار تستعرض منتج Debunkbot
ضيف الأسبوع، من المرصد الكاتب والباحث السياسي العراقي الأستاذ عبدالله السلمان يحدثنا عن توقعات العراق لسياسة ترامب المقبلة
حاكمية هتش
أي مستقبل ينتظر هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها؟ لطالما دافعت الهيئة عن شرعية وجودها باعتبارها بنداً تحقق من ”الثورة“ ضد النظام الحاكم في سوريا. إلا أن هذه ”الشرعية“ لم تعد تقتصر على الانتصار المعنوي. ولهذا انشغلت الهيئة، منذ ٢٠١٦/ ٢٠١٧ عندما أعلنت فك الارتباط مع القاعدة، بتقديم شكل من الحكم يكون مقبولاً للداخل والخارج. المشكلة هنا تكمن في ”الخارج.“ لطالما صرح مسؤولو الهيئة أن هذا الكيان لا يشكل تهديداً للغرب وبالتالي يجب أن يكون مقبولاً دولياً. لكن هذا لا يتسق مع ما يريده معارضو الهيئة في الداخل. فمن المعارضين من يريد أن تعود الهيئة إلى أصلها ”الجهادي؛“ فيما يرى آخرون أن الهيئة بشكلها الحالي تمارس ظلماً يساوي ظلم النظام في دمشق الذي من أجله ثار السوريون في ٢٠١١.
هذا الأسبوع، تجدد الجدل حول حاكمية الهيئة مع تصريحات لافتة لأحد عرابيها، الإعلامي أحمد زيدان.
في ٢ نوفمبر الجاري، وفي ندوة بعنوان ”الثورة السورية في ظل التطورات الإقليمية والدولية،“ قال زيدان – بحسب تسجيلات نقلتها حسابات معارضة، إن على السوريين في إدلب ومحيطها التفكير بإدلب ليس كمدينة وإنما كعاصمة، مثل دمشق. قال: ” كنا ميليشيات ولكن الآن نتصرف بعقلية الدولة ودول أخرى تنظر إلى الهيئة على أنها حوكمة جديدة جديرة بالدعم والمناصرة.“ هنا يعتبر زيدان أن أقوى مظاهر هذه الحوكمة الجديدة هو نجاح الهيئة في ”ضبط الحدود“ مع تركيا ومنها إلى أوروبا. قال: ”الهيئة قدمت نموذجاً رائعاً في ضبط الحدود من خلال القضاء على داعش تأمين ليس فقط حدود تركيا وإنما الناتو.“ وعليه، حظوظ الهيئة مع المجتمع الدولي أعلى مما يراه الجميع بدليل ”أنه لم يتم تجديد اتهام الهيئة بالإرهاب وأن المدرج على قوائم الإرهاب هو جبهة النصرة،“ كما يرى زيدان.
المعارضون هذا الأسبوع عادوا إلى كلام زيدان واعتبروه دليلاً آخر على ”عمالة“ الهيئة للغرب، ”باستهداف الجهاديين اغتيالاً وسجناً؛“ وباعتبار أنه ”توصيف يحمل في طياته اعترافاً صريحاً بدور وظيفي لا يخدم الثورة السورية بشيء.“
إغلاق ملف القحطاني
بالحديث عن العمالة، أغلقت هيئة تحرير الشام ملف القيادي السابق فيها أبي ماريا القحطاني الذي أغتيل في أبريل الماضي.
يوم الأربعاء ١٣ نوفمبر، أعلنت الهيئة عن ”تنفيذ القصاص“ في حق الذين اغتالوا القحطاني وهم: قحطان فاضل الغريري، وزيد نجاح زبار – وكلاهما من مواليد العراق، والثالث هو آمين ماجد الرحمون من مواليد كفرنبودة شمال حماة.
المعارضون يعتبرون أن الهيئة هي المسؤولة حقيقة عن تصفية القحطاني، ومن ذلك أن شككوا في هويات الثلاثة الذين أعدمتهم الهيئة، وقالوا إن أحدهم كان سجيناً لديها حتى قبل واقعة الاغتيال.
لكن حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصصة في كشف خبايا داعش عاد وأكد أن الثلاثة يتبعون ولاية العراق في تنظيم داعش بمن فيهم المنفذ أبو البراء العراقي.
الجاسوسية وقاعدة اليمن
نشرت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن مرئياً جديداً بعنوان قديم ”مصارع الخونة“ في جزئه الثالث؛ يتعلق بأحداث يوم ١٨ أغسطس ٢٠٢٤ في مديرية مودية من محافظة أبين جنوب اليمن.
في ذلك الحدث قُتل قائد الحزام الأمني في المحفد حسين الرابض بالإضافة إلى عناصر من لواء العمالقة؛ فكان حدثاً إشكالياً إذ شهد اشتباكاً بين عناصر الحزام العاملين في نقطة تفتيش والعمالقة الذين كانوا في المركبة التي أقلت عنصرين من القاعدة. في ذلك الوقت، قال بيان للعمالقة إن قائد المركبة، وكان من العمالقة، أقلّ الاثنين على الطريق من دون اتخاذ احتياطاته الأمنية ومن باب ”عمل المعروف“ مع عابرَي سبيل. القاعدة نفسها نشرت بياناً في محاولة تبرير وجود الاثنين في مركبة للعمالقة وقالت إن الاثنين كانا في طريقهما للعلاج واستقلا سيارة على غير تعيين من دون أن يكون لسائق المركبة معرفة بهوية الرجلين.
ما الجديد؟ قاعدة اليمن وجدت أن الكمين كان بإخبارية من جندي في ألوية العمالقة هو وهب أحمد عمر جواس. المرئي يوثق اعترافات جواس أنه كان عميلاً للقوات اليمنية الجنوبية لكشف تحركات القاعدة من خلال تقديم لوجستيات للتنظيم. في هذه الواقعة، طلب منه التنظيم تأمين مبيت لعنصرين هما فاروق وشاكر الكازمي. عندما غادرا المبيت، أبلغ جواس عنهما واعتُرِضا في نقطة الحزام الأمني.
أمر آخر لافت في المرئي هو محاولة التنظيم في اليمن التقليل من الاختراقات الأمنية في صفوفه؛ فأكد متحدث في المرئي أن جواس لا ينتمي إليهم وإنما ”أبدى استعداداً“ لمساعدتهم.
توثيق جرائم داعش
عندما يقرر داعش أن يحول معلباً (ستاد) إلى سجن، فهذا مؤشر على حجم السجناء في فترة حكمهم الرقة والموصل من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٧.
قضى من قضى وخرج من خرج ولكن يبقى مغيبون. وهكذا، بدأ مشروع لتوثيق جرائم داعش في السجون تحت عنوان ”متحف سجون داعش.“
قاد المشروع الصحفي السوري عامر مطر الذي ظل سنوات يبحث عن شقيقه ولما يجده. بالتعاون مع فريق من الصحفيين والتقنيين والنشطاء في حقوق الإنسان وضع أرشيفاً للسجون بشهادات سجناء سابقين، ووثائق اعتقال، ومخططات معمارية تُظهر كيف أعاد داعش تشكيل مبانٍ رمزية قائمة وتحويلها إلى سجون بأقسام التعذيب والإعدامات والمهاجع كما حدث في ملعب البلدية في الرقة.
المشروع في بناء مستمر ويضم خدمة اسمها ”جواب“ لمساعدة الأهالي على العثور على أبنائهم المغيبين.
الذكاء الصناعي في خدمة الحقيقة
فورة الذكاء الصناعي AI وتطور جودة المنتوج لا تزال تثير مخاوف من ضياع الحقيقة – بالنظر مثلاً إلى ما يُسمى deepfakes التي تزيف الصوت والصورة بجودة عالية يكاد معها مستحيلاً التمييز بين الواقع والسراب. لكن، ثمة أخبار تبشر بخير.
الصحفية فاطمة عُمراني من موقع مسبار المتخصص في التحقق من الأخبار الزائفة والمفبركة استعرضت نموذجاً جديداً من الذكاء الصناعي يساعد مستخدمي الإنترنت على ”مكافحة التضليل ونظريات المؤامرة؛“ إنه Debunkbot؛ فهل يمكن أن يحدث هذا المنتج فرقاً في استهلاكنا الأخبار؟
االـ Debunkbot يستخدم تقنية GPT-4 Turbo في استخلاص نتائج مناقشات شارك فيها آلاف الأشخاص المؤمنين بنظريات المؤامرة. فطُلب منهم وصف نظرية المؤامرة والأدلة التي تدعمها بنظرهم؛ ثم استخدم الـ GPT-4 Turbo في دحض تلك الأدلة أو على الأقل تقديم حجج تدعم وجهات النظر الأخرى.
المهم في هذا الاستعراض هو أن عُمراني اختبرت المنتج بطرح مواضيع لا تزال جدلية عند البعض مثل فايروس كورونا.
لاحظت الصحفية أن المُنتج يدحض هذه الجدليات ليس فقط بأدلة منطقية وإنما بلغة سهلة ومؤدبة مثل: ”أتفهم لماذا تعتقدين كذا وكذا ولكن …“
الصحفية لاحظت أيضاً أن هذا المنتج يستخدم أدوات تقلل من مساحة التحيز السياسي المسبق وذلك عندما سألته عن القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل.
من المزايا المهمة في هذا المنتج أيضاً هو أنه يدعم اللغة العربية. عُمراني خاطبت المُنتج بالعربية وجاءت الإجابات بلغة عربية سليمة إلى حد كبير حتى إنها تلتزم علامات الترقيم.
العملة المشفرة
تعيش العملة المشفرة cryptocurrency والبتكوين ما قد يكون بداية عصر ذهبي مع انتخاب دونالد ترمب رئيساً لأمريكا. ترمب يدعم العملة المشفرة والبتكوين، بل يرشح أنه يخطط لإنشاء بنك احتياطي أمريكي للبتكوين وتحويل ديون أمريكا إلى البتكوين.
ترامب ليس وحده في هذه القرارات؛ وراءه وأمامه إيلون مسك، أغنى رجل في العالم اليوم. هذا الأسبوع، فاجأ مسك المتعاملين بعملة DOGEcoin بتغريدة تدعم سلوك العملة المشفرة ما رفع قيمتها إلى مستويات لم تشهدها العملة منذ ٢٠٢١.
ما حدث هو أنه في خضم الحديث عن العملة الرقمية بعد انتخاب ترمب، جدد البعض التخوف من وفرة إنتاج أو تعدين الـ DOGEcoin كل عام الأمر الذي يجعل سعرها مستقراً أو منخفضاً وهو ما يُسمى flat inflation. في المقابل، توقف إنتاج أو تعدين البتكوين مثلاً عند ٢١ مليون قطعة الأمر الذي يزيد سعرها باستمرار. مسك، الذي يتعامل بالدوجكوين بشكل شخصي ومن خلال شركاته مثل تيسلا وسبيس إكس، قال إن هذا ”ميزة“ في الدوجكوين وليس مثلباً. وهكذا ارتفع سعر تداول العملة المشفرة.