شركة تابعة للحوثي تخدع اليمنيين ”وتُسخّرهم“ لخدمة الجيش الروسي
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٨ إلى ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤:
– بالتعاون مع الحوثي، روسيا تُجنّد يمنيين للقتال في أوكرانيا
– شركة ذات ارتباطات حوثية تخدع اليمنيين ”وتُسخّرهم“ لخدمة الجيش الروسي
– تدفق لافت للمقاتلين الأجانب إلى داعش الصومال
وضيف الأسبوع، فارس الحميري، الصحفي اليمني والمدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام يحدثنا عن التعاون بين القاعدة والحوثيين.
يمنيون في الجيش الروسي!
روسيا تستقدم يمنيين وتجبرهم على الإلتحاق بجبهات القتال في أوكرانيا. جاء هذا في تحقيق حصري أجرته صحيفة فينانشال تايمز البريطانية اعتمد على شهادات بعض هؤلاء الذين تواصلوا مع صحفيي الفينانشال تايمز بالهاتف وأرسلوا فيديوهات وصوراً تعزز شهاداتهم.
بحسب معدي التقرير – تشارلز كلوفر ، وآندرو إنجلاند ، و كريستوفر ميلر – ما حدث هو أن شركة غامضة ذات ارتباط بالحوثيين تستقطب يمنيين بهدف ما تقول إنه العمل في روسيا براتبٍ مغرٍ وحوافز وحتى إمكانية حمل الجنسية الروسية.
الشركة تعود للسياسي الموالي للحوثيين عبدالولي عبدو حسن الجابري وهي مسجلة في صلالة بسلطنة عُمان تحت بندي النشاط السياحي واستيراد الأدوية والمعدات الطبية. هذه الشركة توهم شباناً يمنيين بأنهم سيسافرون إلى روسيا للعمل في وظائف أمنية وهندسية مثل تصيع المسيرات وبرواتب تصل إلى ألفي دولار في الشهر مع مكافأة تصل إلى ١٠ آلاف وطبعاً إمكانية التجنيس.
ما أن وصل هؤلاء إلى موسكو حتى نُقلوا إلى مطار عسكري. تحت تهديد السلاح، وقع هؤلاء عقود الإلتحاق بالجيش قبل أن يُنقلوا مباشرة إلى أوكرانيا.
الشهادات التي نقلتها الصحيفة تقول إن معظم هؤلاء لم يتلقوا تدريباً عسكرياً قط. الشهادات تصف كذلك أوضاعاً مهينة حتى إن أحدهم حاول الانتحار.
تدفق المقاتلين الأجانب إلى داعش الصومال
في تقرير اللجنة الأممية لرصد العقوبات على الصومال، جاء أن شمال الصومال يشهد ”تدفقاً“ لافتاً للمقاتلين الأجانب المنضوين ضمن تنظيم داعش.
التقرير الصادر أواخر أكتوبر قال إن هذا التدفق ضاعف تعداد داعش الصومال حتى وصل إلى ٧٠٠ مقاتل. الأهم هو الدور الذي أدّاه هؤلاء المقاتلون في ”تحول جذري“ شهدته منطقة جبل علمسكاد في بونتلاند لصالح داعش خاصة ما يتعلق بمقارعة جماعة شباب فرع القاعدة.
بحسب شهادات، ينتمي المقاتلون الجدد إلى ست دول رئيسة هي سوريا واليمن وإثيوبيا والسودان والمغرب وتنزانيا.
هذا الاستقطاب يعزز الموقع القيادي لداعش الصومال في التنظيم عامة وفي إفريقيا خاصة. فداعش الصومال يتحكم بمكتب الكرار المتنفذ والغني بالموارد. وحتى نأخذ فكرة عن حجم هذه الموارد، نتذكر تقريراً للخارجية الأمريكية ذكر أن دخل داعش الصومال في النصف الأول من العام ٢٠٢٢ بلغ مليوني دولار. تقرير آخر مطلع العام قال إن داعش الصومال يتعافى بعد ضربات استهدفت قياداتٍ فيه وخاصة ميسيرين ماليين.
دليل آخر على تنفذ داعش الصومال هو اعتقاد سائد بأن عبدالقادر مؤمن أمير مكتب الكرار الذي يشرف – خاصة مالياً – على داعش في شرق إفريقيا، رُقي أخيراً إلى رئاسة الإدارة العامة للولايات وهو منصب ”يقترب كثيراً من الخليفة.“ رغم هذا، أكد التقرير الأممي أنه لم تتوفر لديهم أدلة على أن مؤمن هو الخليفة المزعوم أبو حفص الهاشمي. في يونيو ويوليو الماضي، ثار جدل حول مؤمن عندما نُقل عن مسؤولين أمريكيين أنه ”الزعيم العام“ لداعش. لاحقاً قال حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي إنه تحقق من أن مؤمن هو بالفعل الخليفة. لكن متابعين قللوا من هذه الاستنتاجات.
إعلام داعش المفبرك
يفتح حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ملف ”بعض الإعلاميين“ في داعش. الفاتحة مع المدعو أبي عبدالله سند الجزراوي الذي عمل في المكاتب الإعلامية في الشام وليبيا واليمن ”وبعدها نُقل بطلب من مركز التنظيم في الشام ليعمل داخل ديوان الإعلام المركزي.“ يقول حساب قناة فضح إن ما كان يميز الرجل أمران. أولاً، ” تكفيره للعباد حتى يثبت اسلامهم .“ وثانياً، اعتياده فبركة الإصدارات المرئية. يكشف حساب قناة فضح عن أن الجزراوي هو الذي أشرف على ”المشاهد الهوليودية“ المفبركة في إصدار ”أباة الضيم.“ في ذلك الإصدار مثل عناصر من تنظيم اليمن مشاهد قالوا إنها من غزوة ضد الحوثيين؛ كما استخدموا العصير الأحمر دماً.
الجزراوي كان مسؤولاً أيضاً عن إصدار ”البشرى بعودة الدينار الذهبي“ الذي ”تم تصويره في بلاد الحرمين على أنه إصدار من ولاية شبوة.“
الحساب عرض رسائل موجهة من كبار ولاية اليمن إلى قيادة المركز تشكو الجزراوي وتثبت تزويره وفبركته الإصدارات، من دون أن تلقى هذه الشكاوى آذاناً صاغية.
انقسام الجهاديين حول حماس وغزة
مع استمرار الحرب في غزة ولمّا يبدو في الأفق ما يشير إلى نهايتها، يستمر الانقسام بين الجهاديين حول الموقف من حماس: البعض يؤيد والآخر يستهجن.
بعض الحسابات الجهادية تستعيد أرشيف صور زعماء حماس المقتولين. حسابات أخرى بدأت تصف حماس ازدراء ”أصحاب طوفان السبت.“ الحسابات المعارضة لحماس ترى أن الجماعة جرّت القطاع وأهله إلى دمار. حساب باسم ”أسعد العربي“ سأل: ”وماذا جلب الطوفان من مكاسب سياسية أو عسكرية؟“
شرعية عطون
في إدلب ومحيطها، جدل جديد ولكن حول مشروعية أحكام عبدالرحيم عطون رئيس المجلس الأعلى للإفتاء التابع لهيئة تحرير الشام.
بدأت القصة بتناقل كلام على لسان عطون يقول فيه إن ”الشيعة الإمامية الإثني عشرية ليسوا كفارا وأنه لا يوجد في الأئمة من كفرهم.“
عطون ردّ على غير تعيين الناقل بأن ”كل من نقل عني اعتبار ‘عدم تكفير الرافضة‘ هو القول الوحيد لعلماء أهل السنة، فهو إما مخطئٌ في فهمه، أو كاذب.“ الناقل كان الشيخ عبدالرزاق المهدي؛ ما اضطر معارضي الهيئة إلى الدفاع عن المهدي.
من المعارضين من ألمح إلى أن هذا الجدل غير مهم لأن الهيئة لا تُحكم الشريعة أصلاً كما جاء في حساب المعارض أبي هادي على التلغرام تحت هاشتاغ #كذبة_تحكيم_الشريعة.
حساب باسم أبي الهمام الحلبي على التلغرام قال:“استغرب كثيرا ممن يرى عطون شرعي! … (هو ومن مثله أدوات) يستخدمهم الجولاني وزيدان للترقيع والتبرير.“
الأبجدية الأقدم
خلال هذا الأسبوع، ثار جدل انطلاقاً من سوريا … حول أقدم أبجدية في العالم.
عالم الآثار غلين تشوارتز، من جامعة جون هوبكنز الأمريكية قاد فريق تنقيب في سوريا قبل سنوات، أعلن في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للبحوث ما وراء البحار، أن النقوش التي على اسطوانات طينية عثر عليها أثناء التنقيب في تل المرّة جنوب حلب هي في الواقع أبجدية تعود إلى العام ٢٤٠٠ قبل الميلاد، أي أنها تسبق أبجدية أوغاريت التي تعود إلى ١٤٠٠ قبل الميلاد أو حتى نظام الكتابة المصري الذي يعود إلى ١٩٠٠ قبل الميلاد. أي أن هذه الأبجدية – إن ثبتت – ستكون أقدم بخمسمئة عام على الأقل.
في سوريا، نفت المديرية العامة للآثار والمتاحف هذا الاكتشاف وقالت إنه ”مجرد فرضية نشرها عالم الآثار الذي عمل ضمن بعثة أمريكية في الموقع المذكور.“
ما حدث بحسب صحيفة ”أمريكا العلمية“ – وهي صحيفة عريقة يعود تاريخها إلى ١٨٤٥ – هو أن فريق تشوارتز وجد الإسطوانات الطينية في ٢٠٠٤؛ وأظهر وقتها التحليل الإشعاعي الكربوني أنها تعود إلى العام ٢٤٠٠ قبل الميلاد. في ٢٠٢١، وصف شوارتز هذه الإسطوانات في دورية إيطالية متخصصة من دون أن يحظى هذا الوصف بكثير اهتمام لأن الرجل كان حذراً في تفسير النقوش على أنها أبجدية. لكن في الأسبوع الثالث من نوفمبر، توفرت لدى شوارتز الثقة بتقدم النقوش على أنها دليل على أبجدية. العلماء المتخصصون انقسموا بين من طلب أدلة أكثر لتثبيت هذا الكشف؛ فيما اعتقد آخرون أن النقوش تُظهر فعلاً أدلة كافية على أبجديتها.
اختراق شبكة الواي فاي
الهاكر الروس يبتكرون طريقة جديدة لاختراق شبكات الواي فاي.
ما يميز هذه الطريقة هو إمكانية اختراق شبكة الإنترنت عن بعد ومن دون الحاجة إلى أدوات أو معدات توضع قرب الهدف؛ أو أن يكون الهاكر قرب الهدف.
ما يحدث هنا هو أن الهاكر الروس يبدأون باختراق شبكات الإنترنت القريبة من الهدف. يدخلون إلى أضعف نقطة ويستخدمونها منطلقاً لاختراق شبكة أخرى أقرب وهكذا حتى يصلوا إلى هدفهم.
خبراء الأمن السيبراني يعتقدون أن ابتكار هذه الطريقة جاء بعد إخفاق مجموعة روسية تتبع الاستخبارات العسكرية في اختراق شبكة الإنترنت الخاصة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي في ٢٠١٨، عندما كشف الأمن عن معدات الاختراق مخبأة في سيارة قريبة من الهدف.