أخبار الآن | العراق – بغداد (رويترز)
بعد أن كان يضج بمراكب الصيد التي ترسو على الشاطئ وتفرغ حمولاتها من السمك فيما مضى، تحول ساحل شط العرب بمدينة الفاو في جنوب العراق إلى مقبرة لقوارب الصيد الصدئة والمهجورة وبدأت المدينة تتعثر.
وقال صيادون، إن سبب ذلك هو أنه لم يعد بمقدورهم ممارسة عملهم في مياه دول الجوار كما كانوا يفعلون في السابق.
ويضيفون أن كثيرا منهم في الفاو تخلوا عن الصيد وبدأوا يبحثون عن أعمال أخرى بسبب المضايقات التي تمارسها ضدهم دول مجاورة.
فعلى سبيل المثال كان الصياد السابق كاظم حسين يملك ذات يوم 12 مركب صيد على الأقل، وأصبح الآن لا يملك غير مركبين لا يصلحان للعمل.
وقال كاظم حسين “كنت أملك 12-13 قاربا، والآن ليس لدي سوى قاربين لا يشتغلان. لذلك فتحت متجراً صغيراً أبيع فيه الأكياس البلاستيكية وصناديق الفلين والعلاليق. فقدت ثروتي”.
وأضاف “سعر كل قارب كان يتراوح (قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003) بين 130 و 140 مليون دينار عراقي، بينما يبلغ سعره الآن 10 ملايين دينار عراقي ولا يشتريه أحد. ونبيع بعض القوارب بمبلغ 900 ألف دينار عراقي أو مليون. كان لدي قارب طوله 45 متراً، وكان سعره 460 مليون دينار عراقي، وقد بعته فقط بستين (مليون دينار عراقي)”.
وفاقم نقص المياه العراقية في شط العرب وعدم دعم الحكومة إضافة إلى تحرش دول الجوار بالصيادين العراقيين، مصاعب الصيادين العراقيين الأمر الذي أجبر مئات منهم على ترك الفاو مع عائلاتهم والبدء في البحث عن مهن أخرى.
وقال بدران عيسى، رئيس جمعية النصر لصيد الأسماك وتسويقها في الفاو، إنه كان هناك 1600 مركب صيد كبيرة خلال التسعينيات في الفاو تراجع عددها حاليا إلى 180 مركبا فقط. ولم يعد كثير من الصيادين يرغبون في مجابهة المخاطر في البحر فباعوا قواربهم أو تركوها لتصدأ.
وأضاف عيسى “بالتسعينات كان لدينا 1600 قارب كبير كانت تمارس عملها بشكل اعتيادي لأن الحكومة آنذاك دعمتها. زودتهم بالوقود والأسواق لبيع أسماكهم. كانت الدول المجاورة لم تمنعهم. الآن لدينا حوالي 180 قارب أو أقل من هذا. وقد عرض معظم الصيادين قواربهم للبيع والبعض منهم باعوا قواربهم. تخلى جزء من الصيادين في الفاو عن مهنة الصيد وذهب للعمل في وظائف أخرى”.
والسمك متوفر أكثر على الجانبين الكويتي والإيراني من شط العرب، ويمنع الجانبان الصيادين العراقيين من الصيد في مياههما الإقليمية ويبلغونهم أن العراق ليس لديه اتفاقات معهم بهذا الشأن.
وقال عيسى “كنا في الماضي نصطاد في عُمان بينما الآن بعد سقوط النظام السابق لم تقم الحكومة الحالية بتنشيط النظام والبروتوكولات السابقة مع الدول المجاورة. لذلك ظهرت مشاكل مع البلدان، يحامي كل بلد مياهه الإقليمية. الآن تمنعنا السلطات في البلدان المجاورة من الصيد في مياهها حيث تخبرنا أنه ليس لدينا مياه مشتركة معنا أو بروتوكول مع بلدك حتى نسمح لك بالصيد في مياهنا”.
وقال صياد يدعى أسعد مسلم “عندما نتعمق في مياهنا تضايقنا سلطات الدول المجاورة. تعبر القوارب الإيرانية إلى مياهنا وتقوم بصيد الأسماك في مياهنا وأحيانا يبحرون (الإيرانيون) وراءنا ويمنعوننا من الصيد رغم أننا في مياهنا. نحن لا نستطيع الصيد في مياهنا بحُرية ولا نتجه نحو الكويت، ماذا نفعل؟”.
والتحكم في ممر شط العرب كان أحد الأسباب الرئيسية للحرب المريرة والمكلفة بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي. ولم يُسو بعد النزاع على الحدود بينهما.
مصدر الفيديو: رويترز
أقرأ ايضا: