أخبار الآن | خدمة تقصي صحة الأخبار من فرانس برس
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى أنه لصينيين يشترون حيوانات برية للأكل، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب بانتشار نوع جديد من الفيروسات في العالم.
وظهر في الفيديو شاحنة تنقل في صندوقها ضفادع يُسمع نقيقها ويلتف من حولها أشخاص ينتقون ما يريدون منها ويضعونها في أكياس.
وأرفق الفيديو بتعليقات مثل “الشعب الصيني يبدو أنه لن يهدأ له بال حتى يقضي على البشرية بأكملها”، في حين كتب آخرون ساخرين “الصين تستعد لإطلاق كوفيد 20 برو” في إشارة إلى التسميات التي تطلق على نسخ الهواتف الجديدة.
وبدأ انتشار الفيديو في 12 أيار/مايو 2020 بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس وحصد أكثر من خمسة آلاف مشاركة من هذه الصفحة وحدها بالإضافة إلى الآلاف غيرها من صفحات أخرى. وانتشر أيضًا في هذا السياق على موقع يوتيوب.
ووفق الوكالة الفرنسية فإن الإدعاء السابق خاطئ وحقيقة الفيديو أنه يصوّر أشخاصاً يشترون ضفادع في تايلاند.
واستند فريق تقصي الحقائق إلى مجموعة من العوامل للتأكد من حقيقة الفيديو، منها أن اللغة المسموعة في المقطع تدعو إلى الشك في أن يكون ذلك المقطع قد صور في الصين، إذ أن اللغة المسموعة في المقطع هي اللغة التايلاندية، ويسمع صوت البائع يقول “مئة بات للكيلوغرام الواحد”، علماً أن البات هو العملة التايلندية.
كما تبيّن باستخدام موقع متخصص في لوحات السيارات، أن الشاحنة الظاهرة في الفيديو تحمل لوحة تايلاندية على الأرجح.
وعلى ضوء ذلك، تواصل فريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية مع صحافيي وكالة فرانس برس في تايلاند.
وقال الصحافيون في مكتب بانكوك، إن لوحة الشاحنة تشير إلى أنها مسجّلة في منطقة “خون كاين” في شمال شرق البلد.
وليس لتايلاند حدود مع الصين، ما يلغي احتمال أن تكون السيارة تتجوّل في قرى حدودية بين البلدين.
والضفادع ليست طبقًا غريبًا، فهي مستهلكة في العديد من الدول، وفق فرانس برس.
سوق الحيوانات البرية في ووهان
يعتقد معظم العلماء أن فيروس كورونا المستجدّ انتقل على الأرجح إلى الإنسان من حيوان، وأشير بالاتهام في هذا الصدد إلى سوق لبيع الحيوانات البرية الحية في مدينة ووهان بمقاطعة هوباي بوسط الصين، والتي كانت البؤرة الأولى لوباء كوفيد-19 في العالم.
وتسبب فيروس كورونا المستجدّ بوفاة 297 ألفا و259 شخصا في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في ووهان، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش من يوم الخميس الماضي.
ورغم أن الصين تدعي أنها تمكنت من السيطرة على الفيروس إلى حد كبير، إلا أنها تبقى متأهبة، خشية أن تقوّض موجة ثانية جهود إعادة تنشيط الاقتصاد.
واعتبرت السلطات الصحية الصينية أن الفيروس ناجم عن الحيوانات البرية التي تباع بطريقة غير قانونية في ووهان، وقامت بحظر بيع الحيوانات البرية وحتى الدواجن الحية في سوق ووهان، كما أُدرجت مسألة منع التجارة غير الشرعية بالحيوانات البرية وتعزيز قانون الوقاية من الأوبئة على جدول أعمال الدورة السنوية للبرلمان الصيني المقرر عقدها في أواخر أيار/مايو.
وأكل لحوم الحيوانات ليس بالضرورة خطرًا بحد ذاته، لأن غالبية الفيروسات تموت بعد قتل الحيوان الحامل لها، لكن العناصر المرضية يمكن أن تنتقل إلى البشر خلال القبض على الحيوان ونقله وذبحه، خصوصًا في ظل شروط صحية رديئة وفي غياب تجهيزات الحماية اللازمة.
أقرأ أيضا: