تونسية خيرت بعث مشروع تربية النحل على البطالة
- قال لي أبي ذات يوم: “أما أن تكوني امرأة بألف رجل وأهبك كل ثقتي أو أنني لن أتركك تغادرين المنزل”
- فقررت أن أعول على نفسي وخوض غمار المشاريع التي كانت حكرا على الرجال.
- يقوم النحل التي ترعاه هالة بالرعي في الجبال التونسية
هالة بوبكر شابة تونسية خيرت بعث مشروع كان حكرا على الرجال وهو تربية النحل في الجبال على البطالة التي باتت واقعا مريرا في تونس.
وعلى عكس جاراتها ليبيا والجزائر التي تزخر بالغاز والنفط، لا تمتلك تونس سوى الفسفاط كمصدر للثروات الطبيعية ولكنه في تراجع كبير منذ 2011 وحتى يومنا هذا.
لذلك اهتمت الدولة التونسية بتطوير وتنمية المشاريع الزراعية، ولعل أهم تلك المشاريع مشروع تربية النحل. خاصة وأن مشروع تربية النحل من المشاريع الّتي تحظى باهتمام معظم السكان في المنطقة، لما له من فوائد في دعم اقتصاد الفرد والدولة. في هذا السياق، سنتحدث عن شابة تونسية قامت ببعث مشروع تربية نحل في تونس رغم صعوباته.
تربية النحل والتجارة في عسله هي من المجالات التي أرادت هالة بوبكر اقتحامه رغم اختلافه التام عن اختصاص دراستها فقد اختارت التوقف عن الدراسة مؤقتا في الجامعة لبعث مشروع تربية النحل، حيث بدأت قصة هالة مع النحل عندما تعرضت للإغماء بسبب قرصة نحلة وتبين على إثرها إصابتها بالحساسية ضده. هذا ما جعلها تتحدى نفسها وتتعامل مع من تسببت في انتفاخ وجهها.
لا تقوم هالة بشراء الأكل للنحل، إنما تحرص على أن يرعى طبيعيا في الغابات والنباتات كالزعتر والإكليل والكالاتوس وهي اختارت أن يكون منتوجها بيولوجيا لايمانها بأهميته. كما أن تونس تعتبر من دول شمال إفريقيا العريقة في تربية النحل. إذ تتميز بكثرة تواجد النحل البريّ على أراضيها، وذلك بسبب مناخها المعتدل وطبيعتها الجغرافية الّتي تشكل بيئة مناسبة لتواجد وتربية خلايا النحل. إضافًة إلى غنى تونس بالغطاء النباتي وخاصًة النباتات العطرية التي تعد الغذاء المُفضل للنحل. مما أكسب النحل التونسيّ شهرًة واسعة على مستوى العالم، لما يتمتع به من جودة عالية، ومذاق مميز.
يتطلب مشروع النحل العناية والمراقبة المستمرة، وتعد مهام التقسيم والمراقبة والضم والتقوية ونقل خلايا النحل من مرعى إلى آخر من المهام التي تضطلع بها هالة كل يوم للحفاظ على جودة خلايا النحل خاصتها.
صعوبات كثيرة واجهت هالة، على غرار صعوبة التنقل للجبال وأقساها موت 35 خلية نحل جراء رش فلاح لمبيدات حشرية فتكت بمشروعها بالكامل. غير أن إصرارها على مواصلة مشروعها أقوى من أي عائق واجهته، واستأنفت مشروعها من جديد وهي تترقب إلى اليوم لفتة وزارة الفلاحة والهيآت ذات الصلة لتدعيم مشاريع الشباب.
هالة هي قصة الشابة التونسية التي أعطت مشروع تربية النحل الكثير من وقتها وجهدها وتفننت في هذا الاختصاص، كما شاركت مؤخرا في مسابقات دولية فازت على إثرها بآلات ومعدات تصنيع مواد تجميل من العسل وهي تنتظر اليوم بعث مشروع آخر في الغرض.
رغم تطور أساليب العناية بخلايا النحل إلا أن الإنتاج السنوي للعسل في تونس قد تراجع، وبلغ ذروة تراجعه بين عامي 2010 و2011.
إذ لم يتعدَ معدل الإنتاج السنوي 3 كلغ للخلية الواحدة بحسب بعض المربين. وذلك يعود أساسا إلى تقلص نشاط وحيوية خلايا النحل، بالإضافة إلى ظهور علامات الضعف والوهن على مستوى أفراد الخلية الواحدة.