التحالف يستهدف مساعدة الشركات والعاملين في قطاع التكنولوجيا بفلسطين
أعلن أكثر من 40 من المستثمرين والمهندسين وغيرهم من العاملين في صناعة التكنولوجيا عن تحالف يسمى “التكنولوجيا من أجل فلسطين”، بهدف دعم العاملين في قطاع التكنولوجيا بفلسطين، ووقف حرب غزة.
كما يستهدف التحالف بناء مشاريع وأدوات وبيانات مفتوحة المصدر لمساعدة العاملين في قطاع التكنولوجيا على الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
ويأتي إطلاق المجموعة خلال فترة متوترة في المنطقة، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا.
وذكر موقع “تك كرانش” أن حرب إسرائيل في غزة أثارت الانقسام في صناعة التكنولوجيا، حيث تسببت الدعوات لوقف إطلاق النار والتحدث لدعم فلسطين في خسارة البعض لوظائفهم في إسرائيل التي تعد موطنًا لسوق التكنولوجيا والشركات الناشئة المشهورة.
Tech for Palestine launches to provide tools to help support Palestinians https://t.co/mlJsPpTvBe
— TechCrunch (@TechCrunch) January 2, 2024
ويأمل بول بيغار، مؤسس تحالف “التكنولوجيا من أجل فلسطين”، في رفع مستوى الوعي بالحرب في غزة، والنضال من أجل وقف دائم لإطلاق النار وتوفير طرق لأولئك الذين يخشون التحدث علنًا دعمًا لفلسطين لمواصلة تقديم الدعم.
وأضاف أن التحالف يعد أولى المبادرات التقنية التي تتخذ موقفًا عامًا يدعم فلسطين ويمكن أن تمثل نقطة تحول في موقف المزيد من الناس الذين يتطلعون إلى التحدث علنًا لصالح وقف إطلاق النار في غزة.
وقام بيغار، مؤسس شركة CircleCI، التي بلغت قيمتها السوقية الأخيرة 1.7 مليار دولار، بتشكيل التحالف بعد أن كتب تدوينة واسعة الانتشار انتقد فيها نقص الدعم الذي أظهرته صناعة التكنولوجيا للفلسطينيين.
وقال إنه بعد أن كتب منشوره على مدونته، تواصل معه آلاف الأشخاص بكلمات الدعم، وكان الكثير منهم يخشون التحدث عن أنفسهم علنًا خوفًا من التأثيرات المهنية المحتملة.
منصة للتواصل
وأطلق التحالف منصة إلكترونية تحمل اسم (Tech for Palestine)، لربط الأشخاص الداعمين لوقف حرب غزة، ومساعدة العاملين في قطاع التكنولوجيا في فلسطين.
وقال بيغار إن من بينهم “العشرات من الأشخاص الذين لم يتحدثوا فحسب، بل بدأوا مشاريع لتغيير الصناعة لضمان إمكانية سماع الأشخاص الذين يتحدثون باسم فلسطين”.
وأضاف أن العشرات تطوعوا للمساعدة. وستعرض منصة (Tech for Palestine)، التي لا تزال في أيامها الأولى، مشاريع تديرها مجموعات صغيرة وتكون بمثابة مكان لمشاركة الموارد والمشورة، وهو أمر يفعله بالفعل العديد من العاملين في مجال التكنولوجيا المؤيدين للفلسطينيين بشكل خاص.
وأطلق التحالف شارة للمهندسين لاستخدامها على منصة (GitHub) تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأنشأت أكواد (HTML) ليستخدمها الأشخاص على مواقعهم الإلكترونية لوضع لافتة دعم لوقف إطلاق النار.
ومنصة (GitHub) هي منصة برمجية توفر استضافة للتطوير والتعاون في المشاريع البرمجية، وتستخدم من قبل الملايين من المطورين حول العالم، بما في ذلك العديد من الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك.
دعم الشركات الفلسطينية
بيغار أشار إلى أن هناك خططًا للعمل في نهاية المطاف بشكل أكبر مع المنظمات الفلسطينية ومساعدة الشركات الناشئة الفلسطينية، بعد أن دمرت الحرب الكثير من صناعة التكنولوجيا المزدهرة في فلسطين.
وقالت عرفة فارووق، مؤسس منصة (Muslamic Makers) إن الأشهر الثلاثة الماضية غيرت الجميع بطرق عديدة. وفي الوقت نفسه، كان هناك تعاون ونشاط لم تشهده من قبل.
و(Muslamic Makers) منصة تستهدف تعزيز مشاركة المسلمين في صناعة التكنولوجيا، من خلال توفير فرص للتعلم والنمو، وتحقيق أهدافهم المهنية وصنع فرق في العالم.
وأضاف: “لقد رأيت بنفسي أشخاصًا يجتمعون معًا للعمل من أجل فلسطين وليس لديهم سوى أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم من جميع أنحاء العالم”.
وتابع فاروق: “بسبب الحصار، لا يمكننا الذهاب إلى غزة وتقديم المساعدة على الأرض، لكننا نقدم المساعدة بغض النظر عن مكان وجودنا في العالم”.
وقرر أحد المهندسين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الانضمام إلى التحالف ووافق على العمل كمهندس ومدير منتج للمساعدة في بناء الموارد لمنصة (Tech for Palestine).
وقال لـ”تك كرانش”: “آمل أن تؤدي هذه المبادرة إلى إحداث تحول كبير وأن تعيد للناس أصواتهم”.
كما أخبر أحد المسوقين السابقين للعلامات التجارية التقنية، والذي يخشى أيضًا التحدث علنًا خوفًا من أن يؤثر ذلك على البحث عن وظيفة جديدة، موقع “تك كرانش” عن الشعور بالسعادة لوجود طريقة للمشاركة في القضية.
وقال: “التكنولوجيا من أجل فلسطين هي مبادرة ضرورية. عندما نشهد تعبئة في جميع أنحاء العالم والولايات المتحدة بأعداد مئات الآلاف تطالب بالسلام وإنهاء الحرب، لم يعد بإمكان مجتمع التكنولوجيا أن يظل صامتًا”.
وتأتي مبادرة “التكنولوجيا من أجل فلسطين” مع استمرار ارتفاع عدد الضحايا بين الفلسطينيين. وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت التقارير بأن المسؤولين الأمريكيين حثوا إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة.
يأمل بيغار، على أقل تقدير، أن يبشر هذا الائتلاف الجديد بتحول أكبر في الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عالٍ.