زلزال سوريا الجديد خلف إحدى وعشرين إصابة

“بعد عام ونصف العام من زلزال 6 فبراير، منظر الناس وهي تهرب إلى الشوارع عاد خلال وقت قصير”، هذا ما قاله وسيم وهو شاب سوري مقيم في منطقة قدسيا بريف العاصمة السورية دمشق شارحاً الليلة الصعبة التي عاشها أهالي سوريا بسبب الزلزال الذي حدث وسط البلاد، وشعرت به كل من لبنان والأردن.

 

 

هذا وضرب زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر شرق مدينة حماة السورية حوالي منتصف الليل، وكان مركزه بعمق 10 كيلومتر كما أشارت المراصد العالمية الأردنية والألمانية وغيرها.

خريطة توضيحية لموقع مدينة حماة السورية 

يتابع وسيم ما حدث بالقول: “في بداية الأمر لم نستطيع التمييز هل كان زلزالاً أم انفجار.. شعرنا أن البناء الذي نقيم به اهتز ما أجبرنا على النزول”.

وتوفيت امرأة (70 عاماً) في قرية الربا شمالي مدينة سلمية بريف حماة، وأصيب 26 شخصاً، نتيجة الهلع بعد الزلزال.

 

 

وقال مدير صحة حماة ماهر يونس، إن مشفى سلمية الوطني في ريف المحافظة الشرقي، استقبل 25 شخصاً أصيبوا بجروح خفيفة ومتوسطة، من جراء حالة الهلع والخوف ومحاولتهم الهروب بعد الزلزال. كما أدى الزلزال إلى “بعض الأضرار البسيطة في المنازل” بمنطقة سلمية، وفق رئيسة مجلس المدينة سهاد زيدان.

 

شبح 6 فبراير عاد إلى الناس.. سوري يروي تفاصيل ليلة زلزال سوريا الجديد

وأضاف: “لقد تسبب هذا الزلزال بخوف الناس مجدداً، أصبح الأمر وكأنه عقدة”.

ولفت إلى أن “الزلزال استمر لثوان، ولا يمكن مقارنته مع قوة الزلزال الذي حدث في 6 فبراير”.

وأعلن المركز الوطني السوري للزلازل أن محطات الرصد سجلت 13 هزة شرق مدينة حماة لغاية الساعة الثامنة من صباح اليوم، أكبرها كان بقدر 5.3 درجات على مقياس ريختر، بينما الهزات اللاحقة لها هي هزات ارتدادية أضعف شدة.

طاقة كامنة

لمعرفة المزيد عن هذا الزلزال وتأثيراته وتداعياته تواصلت أخبار الآن، مع أستاذ الجيولوجيا والبيئة د. أحمد الملاعبة، والذي أوضح أن “مجموعة زلازل حماة معروفة عبر التاريخ، الزلزال الذي حصل في حماة تم تسجيل شبيهه في كل القرون مثل 560 ميلادي و1157 ميلادي”

وأشار إلى أن “الزلزال بعث طاقة كامنة سببها وجوده بالقرب من حدود الصفيحة العربية مع الصفيحة الأورواسية، والمنطقة غنية بالحركة، لأنها تقع قرب انهدام أنطاكيا”.

شبح 6 فبراير عاد إلى الناس.. سوري يروي تفاصيل ليلة زلزال سوريا الجديد

وبيـّن أن “الزلازل الآن ستمتد جنوباً لأن الصفيحة العربية ستتراجع عن الصفيحة الأوراسية وبالفعل حدث زلزال في اللاذقية وحلب على انهدام أنطاكيا والآن في حماة، وهذا يعني أن الصفيحة تتراجع لا تتحرك شمالاً بل جنوباً”.

وواصل حديثه “الصفيحة العربية تبدأ عند اليمن وعمان، وتتحرك باتجاه الشمال الغربي محدثة هذه الزلازل”.

الأفيولايت.. جوانب اصطدام

د. الملاعبة لفت إلى أن “هناك نطاق الأفيولايت وهو نطاق تكتوني عنيف عند كسب ورأس البسيط في سوريا، والأفيولايت هو قشرة محيطية خرجت إلى اليابسة، وتمتد بين قبرص وسوريا، وكلها جوانب اصطدام”.

وطمأن د. الملاعبة الناس بالقول: “المنطقة بدأ تفرغ الطاقة التي تجمعت بعد زلزال الأناضول لذا لا خوف من زلزال كبير يضرب المنطقة لأن الصفيحة العربية الآن في وضع الاستقرار رغم أنها مكسرة، وبالتالي تفرغ الطاقة”

وأكد أنه “لا يمكن التنبؤ بالزلازل، ولكن الاستعداد هو شيء مهم، وأي دولة يجب أن يكون لديها خطة طوارئ، ويجب أن تكون الأبينة جاهزة لذلك كما هو الحال في اليابان، وهذا النوع لا يتوفر في سوريا أو لبنان أو الأردن، ولكن المباني الحديثة قادرة على مقاومة زلزال بقوة 6 أو 7 درجات، كما هو الحال في اليابان والولايات المتحدة حيث يتم وضع عجلات في أساس الأبنية وتتحرك مع الزلازل”.

وأردف القول: “من غير المتوقع أن يحدث هزات ارتدادية وإن حدثت فإنها لن تتجاوز 2 أو 3 درجات، ولن تشكل خطراً أو تكون مدمرة”.

وشدد د. الملاعبة على أنه “لا علاقة مباشرة بين الزلازل والتغيرات المناخية .. وأزمة المناخ لا تنتج زلازل”.

شبح 6 فبراير عاد إلى الناس.. سوري يروي تفاصيل ليلة زلزال سوريا الجديد

وحول تأثيرات الحرب بيـّن أن “النشاط الحربي ينشىء زلازل ضحلة لا يتعدى مركزها 30 إلى 70 متر، وأمواجها الزلزاليه هي من نوع R و L، بينما الزلازل الكبيرة أعماقها بالكيلومترات وتنتج أمواج P و S”.

التأثيرات على دول الجوار

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن “بعض سكان بيروت والمتن، ومناطق عدة في الشمال وصولًا إلى الهرمل” شعروا “بهزة أرضية خفيفة الساعة 11 و56 دقيقة قبيل منتصف ليل الإثنين الثلاثاء”.

وحذرت الهيئة اللبنانية للعقارات في بيان من “خطر انهيار المباني المهددة بالسقوط التي لا يقل عددها عن ١٦ الف مبنى في لبنان دون احتساب المباني التي تضررت من جراء انفجار المرفأ في بيروت والمباني الاخرى في طرابلس التي تضررت من جراء الهزة الكارثية التي ضربت تركيا وسوريا بالاضافة الى المباني التي تضررت او تهدمت مجددا بفعل الحرب على المناطق الجنوبية”.

 

 

وجاء على ام تي في بنان: “كأن ما فينا لا يكفينا، ونحن ننتظر ما قد يحصل في السماء بين ردّ من هنا، وردّ من هناك، كانت المفاجأة من الارض هذه المرّة، حيث اهتزت مختلف المناطق اللبنانية تحت تأثير هزة أرضية بقوة 5، 46 درجات ضرب منطقة حماة السورية”.

وأضافت: “الهزة التي أرعبت اللبنانيين وأخرجت الكثير منهم إلى الشوارع خصوصا في طرابلس وعكار خوفا من انهيار المباني، لم تؤدّ إلى سقوط أضرار جسيمة، باستثناء تشققات بسيطة في عدد من المنازل في البقاع وبيروت”.

كما أفاد مرصد الزلازل الأردني بأن هزة ارضية في شمال سوريا بقوة 5.4 ريختر الساعة 11.55 مساء على عمق 10 كيلو متر شعر بها سكان الأردن.