نبدأ سلسلة ً من التقارير عن أبو حفص الموريتاني الذي كان في وقت من الأوقات الرجلَ الثاني أو الثالث في القاعدة، وكان بمثابة مفتيها عندما رأس الهيئة َ الشرعية فيها. أبو حفص ترك القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر . وصرح بمعارضته تلك الهجمات، ومخالفتِه لأي عمل يستهدف المدنيين.
أي أثر سيكون لهذه التصريحات على مصداقية القاعدة و شبيهاتها ؟ أي أثر سيكون لهذا الكلام على مؤيدي القاعدة خاصة من الشباب؟ سلسلة ُ هذه التقارير نبدأوها مع أحمد ريحاوي .
يقال إن أبو حفص كان ينشر مجلة إسمها الطالب, كان يكتب فيها شعراً إستهوى أسامة بن لادن، فدعاه كي يلقي محاضرات في مخيمات التدريب في أفغانستان.
من هناك بدأ مسيرته مع القاعدة. فمن هو أبو حفص؟ فيما يلي مقتطفات من سيرة ذاتية أعدها في عام 2010 مراسلنا في نواكشوط لامين عبدو من منطقة أجار حيث ولد أبو حفص. كان ذلك ضمن برنامج القاعدة المهجورة .
وهكذا انضم أبو حفص إلى القاعدة وصار من أهم قياديها على صغر سنه، فالرجل، وبحسب عائلته ولد في 1970، رغم أن بعض المصادر تقول إنه من مواليد 1975.
في مقابلة مع قناة الجزيرة، يتحدث الرجل عن انضمامه للقاعدة وفي نفسه غاية محددة.
إذن، كان منظّر القاعدة ومفتيها. وهذا أمر في غاية الأهمية، لأن الرجل الذي رئس الهيئة الشرعية فيها، هو نفسه الذي خالف طرقها في استهداف المدنيين؛ وكان حريصاً حيث فسر مخالفته هذه بناءً على أسس شرعية ودينية.
المراقب لهذا الكلام لن يستغرق طويلا قبل أن يلحظ أنه بينما تتاجر القاعدة وموالوها بالدين، نجد أن قيادات هامة فيها وعلى مستوى متقدم من العلم إكتشفت علل القاعدة. فاختارت الابتعاد.
موقف أبو حفص من استهداف المدنيين كان السبب الذي جعله ينفصل عن القاعدة وتحديدا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
ومشاهدينا يوم غد ستكونون على موعد ايضاً مع سلسلة تقارير أبو حفص الموريتاني التي ستخص أحداث 11 من سبتمبر .