استمرت روسيا بتعليق عمل قنصليتها في حلب بعد القصف الذي استهدف جامعة حلب الأسبوع الماضي متسببا في مقتل عشرات الطلاب. وربما جاء تعليق عمل القنصلية متسقا مع خطط موسكو لإخلاء ثلاثين ألفا من رعايا يقيمون في سوريا. ما من شك في أن هذا يؤشر على تردي الأمن في سوريا لكنه أيضا يؤشر على تآكل الدعم الدبلوماسي الذي يتلقاه النظام السوري من حلفائه. إليكم تعليقنا.
لطالما بعثت روسيا برسائل متضاربة حول الوضع في سوريا. أصدقاؤها في دمشق وطهران انتقوا الرسائل الملائمة من أجل استهلاك إعلامهم المحلي. إلا أن ثمة رسالة واضحة من موسكو لا خلاف عليها وهي أنها تحضر لإجلاء مواطنيها من سوريا. ولهذا حشدت روسيا قواتها العسكرية وحركت وزارة الطوارئ لديها وكأن الأمر كارثة تحدث على الأراضي الروسية نفسها.
راديو صوت روسيا قال إن المتحدث باسم وزارة الخارجية أليكزاندر لوكاشيفيتش أكد أن روسيا هيأت ممرات إجلاء رعاياها من سوريا. كما أن روسيا علقت الأسبوع الماضي أعمال قنصليتها في حلب.
التحضيرات الروسية مؤشر آخر على تدهور الوضع الأمني في سوريا. انسحاب روسيا من سوريا سوف يزيد الضغط باتجاه رحيل نظام الأسد. كما أنه سيعني انتصارا عظيما للمعارضة بإبعاد النفوذ والدعم الأجنبيين من على الأراضي السورية.