الآن: اقترحتم كائتلاف تشكيل حكومة مؤقتة، لماذا لم تصوت على هذا الاقتراح؟
الخطيب: كان ثمة وجهتي نظر: حكومة مؤقتة أم هيئة تنفيذية. أنا أميل إلى موضوع الهيئة التنفيذية لأسباب مختلفة. وهناك زملاء يشاركوننا في هذا الرأي. أجري تصويت حر وكانت الأغلبية مع الحكومة المؤقتة. وهذا هو الرأي الذي خرج به الائتلاف ككل.
الآن: أين سيكون مقر الحكومة المؤقتة؟
الخطيب: غالبا في مكان قريب جدا للأراضي السورية ثم داخل الأراضي السورية. مقر قريب من الحدود ومقر داخل الحدود ..
الآن: يعني ليس في الداخل السوري؟
الخطيب: أنا قلت داخل الحدود.
الآن: ما هي الضمانات الدولية التي حصلتم عليها لإنجاح هذه الحكومة المؤقتة؟
الخطيب: لا شك نحن بحاجة إلى اعتراف قانوني ودبلوماسي ويجري العمل الآن على هذا الأمر. ونحن بحاجة الآن إلى تفعيل الاعتراف بالائتلاف. أمر آخر هو مضوع الدعم المالي. طبعا لم نتلقى وعودا واسعة من أحد، ولكن ضرورة وحاجة الشعب السوري لهذا الأمر أدى إلى هذه النتيجة التي حصلت البارحة. هناك مجموعة من السوريين كبيرة ربما تدعم الموضوع وتمشي في إجراءات إنجاحه. بعد ذلك، هناك وعود نأمل أن تتحقق وتساهم في دفع العملية. أنا أقول الضمان الأول لنجاح الموضوع هو الشعب السوري نفسه. هو شعب حي. للأسف الشديد المجتمع الدولي أمضى منتين وهو ينظر إليه تحت الذبح ولا يتدخل. هذا الشعب قرر أن يعيش كما يريد وسيتابع طريقه إن شاء الله وهو أعظم ضمان لإعادة بناء سوريا كلها.
الآن: ما هي نسبة النجاح التي تتوقعها؟
الخطيب: لا نحكم بالغيب ولكن هناك عوامل كبيرة لنجاحها. نحن كلنا أمل أن تتحرك بالطريقة الصحيحة وتحاول مع أنها تعمل في ظروف عسيرة جدا وغير مسبوقة. نادرا ما حصل لهيئة سياسية العمل في مثل هذه الظروف. كلنا أمل أن تجتاز هذه المرحلة وتساعد الشعب السوري على اجتيازها بأفضل طريقة.
الآن: هل واجهتم صعوبات في إنشاء هذه الحكومة؟
الخطيب: بعض الأخوة في الخارج كلما صار اجتماع أو نقاش حول الموضوع يظنون أن هذا تصدع أو إشكال سينهي الوضع السياسي كله. الحقيقة هي أنه حتى أعرق برلمانات العالم تمر بسجالات عديدة ونقاشات حادة وأحيانا تستغرق اشهر حتى يتخذ القرار. هذا ما حصل منه إلا جزء بسيط من النقاشات وتباين وجهات النظر. وفي النهاية خرجت هذه الحكومة إلى النور.
الآن: هناك أطراف خارجية تدعم النظام السوري ومنها حزب الله. ما خطورة هذه المسألة؟
الخطيب: المنطقة حساسة جدا ولا تحتمل نوا من التصعيد والزج بالقوى المختلفة في معركة لا سمح الله قادمة. وجهت عدة مرات رسائل تقول إن دماء مقاتلي حزب الله أغلى من أن تُسفك أو تسيل تحت أيدي هذا النظام. أتمنى من حزب الله أن يكونوا أكثر وعيا ويعلموا أنهم يدخلون في معركة خاسةر. هم لا يقاومون الإمبريالية ولا يقومون الصهاية عندما يدخلون إلى سوريا. هم يشاركون في ذبح الشعب السوري. موضوع تعاطفهم السياسي مع النظام أمر انتهى عهده بسبب النظام الذي أثبت أنه أسوأ صديق يمكنالاعتماد عليه. النظام خرّب على المقاومة وعلى حزب الله وعلى كل الاأطراف حتى تلك التي كانت تساعده بسبب رعونته وحماقته. أنا أقول دماء كل الناس أغلى؛ لنتجاوز هذه العصابة التي تحكم البلد ونجنب المنطقة المزيذ من الويلات والخراب.
الآن: برأيك هل لدى حزب الله فرصة كي يراجع نفسه بتأييد النظام ودعمه؟
الخطيب: هذا أمر يتعلق بحزب الله. لا أحد يستطيع القرار عنهم. أنا أظن أنه لا بد ويوجد في داخله قيادات عاقلة لم تعد تحتمل سفك دماء السوريين تحت سمع وبصر العالم وكما قلنا اليوم: موضوع استخدام فزاعة الإرهاب موضوع صدأ من كثرة تكراره من النظام. مهما كان هناك أطراف عليها ملاحظات، الذي يسيل دمه في النهاية هو الشعب والمفروض على كل فصيل يتكلم عن المقاومة ومشاريع الأمة الكبيرة أن ينظر إلى دماء الشعوب التي تُسفك في الليل والنهار وخصوصا الشعب السوري وأن يتخذ موقفا شجاعا.
الآن: ما هي الرسالة التي تود إيصالها للفئة الصامتة أو الرماديين في سوريا؟
الخطيب: أقول إن هؤلاء الناس في عناء شديد. هم يبحثون عن الأمان وتحملوا ضريبة باهظة نتيجة العناء الذي وضعهم فيه النظام والظروف التي تعيشها البلد. ما سببه النظام خلال خمسين عاما لم يكن من السهل محوه خلال فترة بسيطة. لذلك هذا الثمن ندفعه بشكل باهظ بسبب أن خمسين سنة نسينا فيها الطريق الذي يجب أن نسلكه كي نقوض الظلم في حياتنا. أنا أوصيهم بالصبر. إن شاء الله يكون هناك نهاية للظلم وتعود سوريا إلى حياة حرة كريمة بعيدا عن الخوف الذي أراد النظام أن يعيش في كل الناس.
الآن: استخدم النظام أسلحة وصواريخ بالستية وتقصف الطائرات الحربية الشعب. هل أنت متخوف من استخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية؟
الخطيب: لا سمح الله إذا حصل هذا الأمر فهذه جريمة جديدة تضاف إلى السجل البشع للنظام من استخدام الأسلحة المختلفة ضد هذا الشعب. هذا فاصل خطير ولكن في نفس الوقت نحن نقول نحن نخاف على الشعب المسالم الطيب. الثوار باعوا نفسهم لله سبحانه وتعالى. لم يعودوا يخشون هذا النظام. لا أحد يخشى هذا النظام. حتى الأطفال وصلوا إلى درجة من الخروج على كل ما في الدنيا من أجل حريتهم وكرامتهم. نحن نشعر بالقلق لهؤلاء الناس الأبرياء المدنيين الذين يحاول النظام عن طريق قصفهم وقتلهم أن يضغط على المكون الثوري. النظام لن يتوانى عن فعل أي شي ولكن الشعب الذي ضحى بعد كل هذه الفترة سيتابع طريقه بكل الحالات إن شاء الله.
الآن: ما هي المعوقات التي تراها تعترض الثورة؟
الخطيب: خلال خمسين عاما كان هناك تمزيق للشعب السوري على جميع الصعد. هذا الأمر انعكس في بنية الناس الاجتماعية والتربوية وأدى إلى أنواع من التشرذم والمجموعات الكثيرة. هذا أمر يجب العمل عليه من أجل تجاوز هذه المرحلة. كثر من الجهات صارت تشعر بضورة التوحد بعد سنتين من العناء الشديد.
ثانيا: عدم وجود الخبرة الكافية للتصدي لمثل هذه الأنظمة الماكرة جدا التي تفتك بالمجتمعات وتعيد توليد نفسها بطريقة غاية في المكر. الشعب السوري طيب ومسالم يم يكن يتوقع هذا التوحش فلذلك طريقه طال.
ثالثا: بصراحة تدخل بعض الأطراف الإقليمية أو الدولية من أجل مصالحها بحيث تشكل عوائق أحيانا ظاهرا وأحيانا خفية وهذه الأمور تربك الثورة.
رابعا: العناء الشديد الذي يمر به الناس. الثورة في كثير من الحالات تشعر أنه يقيعها عن الاستمرار في الطريق تجنيبا للمدنيين والمسالمين من الوقوع في مزيد من العناء. يمكنهم أن يفعلوا كثيرا من الأشياء لكنهم اضطروا لتركها حتى لا يسببوا المزيد من العناء للناس.
خامسا: هناك نوع من المكر الدولي الذي قد لا يكون واضحا جدا. هناك تفاهمات دولية تحقق مصالح بعض الجهات أكثر مما تتوخى مصلحة الشعب السوري.
سادسا: في أحيان كثيرة يعاني الناس منأمراض نفسية وأ/ور سلبية ويبحث الإنسان عن نفسه. هذه تشكل عوائق كبيرة لا يدري بها بعض الناس وأظنها من الذنوب الصغيرة وهي أمور تفسد أكبر الأعمال.
الآن: هل أنت متفائل؟
الخطيب: نحن يجب أن نتفاءل. توجد معوقات وظروف حادة وتباطؤ دولي وتوحش في وجه الناس. لكن حركة الحياة ستستمر وهذا شعب حي وفعال وأثبت خلال التاريخ قدرته على الرجوع إلى العافية بسرعة وقوة وكلنا أمل أن يحصل هذا في أقرب وقت.
الآن: هناك سوريون متخوفون من مرحلة ما بعد بشار الأسد؟
الخطيب: الإنسان بفطرته يشعر بالقلق نم الفراغ ونحن نقول إن الشعب السوري سيملأ الفراغ. ونؤمن أنه لا يوجد إنسان هو محور الكون ومحو الحياة على الإطلاق. الشعب الحي قادر على أن يملأ أي شيء وأن يتابع طريقه. هذه نظرية سياسية وضعت في عقول الناس وربما احتلت مكانها في حياة الأمم. الشعب السوري يستطيع أن يجد البدائل وربما يمر ببعض الهوامش من عدم الخبرة ولكن سيتابع طريقه والأمم تعيد توليد نفسها وتعيد الحياة بتصمم وقوة أكبر.
كنت أميل إلى تشكيل هيئة تنفيذية لكن الغالبية أرادت حكومة مؤقتة
مقر الحكومة المؤقتة “غالبا سيكون في مكان قريب جدا للأراضي السورية ثم داخل الأراضي السورية”
نعمل الحصول على اعتراف دبلوماسي بالحكومة المؤقتة
الشعب السوري هو أكبر ضامن لنجاح الحكومة المؤقتة
الحكومة المؤقتة تعمل في ظروف عسيرة غير مسبوقة
دماء مقاتلي حزب الله أغلى من أن تسيل لأجل نظام الأسد
النظام السوري أفسد الأمر على المقاومة
لا بد أن في حزب الله قيادات عاقلة؛ بعضهم انشق لأنه رفض سفلك دماء السوريين
ندفع ثمنا باهظا لأننا في 50 عاما نسينا الطريق إلى تقويض الظلم
استخدام النظام للكيماوي مفصل خطير جدا
نحن نخاف على الشعب المسالم والطيب من سلاح النظام
يجب أن نعمل على وحدتنا التي فتتها النظام خلال 50 عاما
الشعب السوري مسالم لم يتوقع وحشية النظام، فطالت طريقه
تدخل بعض الأطراف في المسألة السورية أربكت الثورة
الشعب السوري سيملأ الفراغ بعد نظام الأسد