ظل حضور النساء في الإعلام الموريتاني منذ استقلال البلد ضعيفا ، حيث كان المجتمع ينظر الى الصحافة كعمل رجالي لا مكان فيه للمرأة، واقتصر عدد الإعلاميات الموريتانيات في هذه الفترة علي عدد قليل جداً . بيد أن قرار الحكومة الموريتانية بترخيص عشر محطات تلفزيونية وإذاعية خاصة دفع العديد من النساء إلى الولوج الي ممارسة مهنة المتاعب من أوسع الأبواب ، رغم ان النظرة الاجتماعية للمرأة الصحفية لم تتغير كثيرا . مراسلنا في نواكشوط الأمين عبدو اعد التقدير التالي .
تحدت ميمونة الفتاة العشرينية التقسيم الاجتماعي للأعمال،واقتحمت عالم التصوير التلفزيوني الذي لم يكن فيه للمرأة مكان ، فقد ظل مهنة رجالية خالصة.اليوم تتأبط ميمونة كاميرتها وتتنقل في طول العاصمة نواكشوط وعرضها، وتتوقف حيثما وجد الحدث ، ضالتها المنشودة.تقول ميمونة إن العمل في مجال التصوير كان هوايتها ومحط طموحها منذ طفولتها، لكنه لم يتسن لها ممارسة هذه الهواية إلا في قناة الساحل الخاصة حديثة النشأة.
وجدت النساء الموريتانيات أمثال ميمونة تمثيلا أكبر في قاعات التحرير ، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود صعوبات ما تزال تمثل عقبات على طريق الاعلاميات الموريتانيات، ليس رفض الأهل لممارسة هذا العمل ونظرة المجتمع،لما يقتضيه من حضور المرأة زمانيا ومكانيا إلا جزء يسيرا منه.
وحدها الأسر المتعلمة في موريتانيا لم تعد ترى غضاضة في عمل بناتها في مهنة يهوينها ،لكن غالبية المجتمع تعتقد عكس ذلك وتعتبر عمل المرأة في التقديم الاذاعي والتلفزيوني تحررا أكثر من القبول من قيم المجتمع المحافظة.
لا غرابة في أن يأخذ مجتمع محافظ موقفا مناوئا لعمل المرأة في مجال كالإعلام يرى المحافظون أنه يعرضها لأمور هي في غنى عنها أصلا.الغرابة تكمن في الاصرار الاسطوري لفتيات في عمر الورود في سبيل تحقيق أحلامهن على تخطي متاعب مهنة المتاعب.