أصبحت سوريا والعراق ساحتا حرب لصراع إقليمي متنام. المتطرفون من الجانبين يحاولون أن يستغلون عدم الاستقرار هذا.
مجموعة كتائب حزب الله الشيعية العراقية واحدة من هذه المجموعات التي تزيد الطين بلة. إليكم تعليقنا على الموضوع.
بحسب صحيفة الـ جوردان تايمز، أقرت الميليشيات العراقية علنا بأنها تقاتل في سوريا حتى تدافع عن النظام السوري ضد الثورة الشعبية هناك. شيعة العراق يدعون أنهم يدافعون عن مواقع شيعية مقدسة مثل مقام السيدة زينب عليها السلام. جماعات شيعية عراقية مثل عصائب الحق و كتائب حزب الله أرسلت مقاتليها لدعم النظام السوري. مواقع مرتبطة بعصائب الحق وجيش المهدي وكتائب أبو الفضل العباس تُظهرصور قتلى من مقاتلين عراقيين يلبسون الزي العسكري ويحملون قنابل قناصة.
في مقال بالواشنطن بوست، تقول أبيغيل هاوسلونر إن قادة الميليشيات العراقية الذين التقتهم في بغداد أقروا علانية بأن شيعة العراق يدعمون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي توقد كراهية طائفية. خوض كتائب حزب الله في القتال في سوريا لم يعد سرا. في البداية كان ثمة زعم بأن المقاتلين الشيعة كانوا يحمون مقام السيدة زينب بالقرب من دمشق، لكن مصادر مختلفة تشير إلى أن هذه المجموعات كانت في واقع الأمر تقاتل في كل سوريا. بحسب صحفي عراقي في مدينة النجف، فإن 90 بالمئة من الميليشيات الشيعية كانت تعمل تحت إدارة كتائب حزب
الله وعصائب الحق.
الأذى الذي تتسبب به كتائب حزب الله يؤثر في العراقيين أيضا. هدفهم الأول هو الحكومة العراقية: كتائب حزب الله في العراق قالت إن تردي الوضع الأمني في العراق يشجع الكتائب وغيرها من الفرق على التحضير والاستعداد لما تصفه بـ “المعركة الكبرى” ضد الحكومة العراقية. في بيانها، أصدرت كتائب حزب الله تهديدات ضد السياسيين العراقيين ودول إقليمية لم تُسمها.
المعضلة الكبرى أمام كتائب حزب الله هي اتساع الهوة بين عناصرها. فقد بُذلت جهود جمة في الأشهر القليلة الماضية لإنهاء حالة انشقاق بين مختلف الفصائل التابعة لكتائب حزب الله. كتيبة سيد الشهداء، التي يقودها الأمين العام أبو مصطفى الشيباني، انفصلت عن الكتائب. الشيباني أشار إلى أن كتيبة سيد الشهداء
تتلقى تمويلا من المرشد الإيراني علي خامنئي ويديرها عراقيون. هذه الكتيبة تعمل علنا في سوريا، البحرين، وفي وسط العراق وجنوبه.
كتائب حزب الله تشكل مصدر فتنة. ولا يمكن وأدها إلا إذا أعلن شيعة العراق المعتدلون رفضهم للتطرف والعنف الذي تمارسه هذه الكتائب من أجل سوريا، من أجل العراق، ومن أجل المنطقة كلها.