بدأت القصة بحث خبراء سعوديون وأمريكيون عن مصادر نشوء فيروس الميرز الموجودة في البيئة المحيطة بالمصابين؛ بهدف أن يتجنب الآخرون الاقتراب من هذه المصادر وبالتالي تفادي المرض.
فكان أن طوروا نظرية البحث عن الوطاويط أو الخفافيش. ذلك أن الخفافيش معروفة علميا بأنها حاضنة طبيعية غنية لفيروس السارز، الشبيه بفيروس ميرز من فصيلة الكرونا. وهذه الخفافيش قادرة على أن تنقل الفيروس مباشرة إلى البشر؛ أو تنقل الفيروس إلى حيوانات داجنة يتعاطى معها البشر. يُضاف إلى ذلك أن تقريبا ثلث فصائل الخفافيش في العالم موجودة في السعودية.
وبدأ العمل في القرى والبلدات التي وُجدت فيها حالات الإصابة بالميرز.
كانوا يسألون السكان عما إذا رأوا خفافيش في المنطقة. وقادهم البحث إلى قرية نائية في جنوب السعودية. لم يُعلن بعد عن اسم القرية. في غرفة مظلمة في بيت مهجور، وجد العلماء 500 خفاش. أخذت عينات مئة منها. ولا تزال الفحوصات جارية لتحديد إصابتها.
هذا الأمر قاد العلماء أيضا في السعودية إلى فحص الجمال والخراف والماعز والقطط التي توجد في بيئة المرضى بشكل عام. أحد أهم الأسباب التي دعت إلى اختبار الجمال مثلا كانت حالة المريض الإماراتي الذي انتقلت إليه العدو من جمل مصاب.
فيروس ميرز أو كما يصطلح عليه بمتلازمة الفيروس التاجي التنفسي الشرق اوسطي ينتمي لفصيلة الكرونا مثل السارز لأن الفيروس المسبب له ينتمي لنفس عائلة الفيروسات التاجية. لكن الفيروس الجديد مختلف عن سارز. ويعد اكثر خطورة منه خصوصا لأنه يؤدي بسرعة الى اصابة المريض بالفشل الكلوي. كما لا ينتقل بسهولة فقط من مريض الى آخر بل أيضا من نقل المرضى الى مستشفيات أخرى.
وبالمقارنة مع فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد سارز الذي أثار القلق في العالم قبل عشرات السنوات في الصين وتسبب بوفاة اكثر من ثملنمئة شخص، نجد أن فيروس الميرز اقل انتشارا لكنه اكثر فتكا
حيث خلف اربعين حالة وفاة مؤكدة في العالم وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة بعدد الوفيات التي نتجت عن السارز.
قد يهمك أيضا: