كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، كشف عن فرار خمسمئة إلى ألف سجين من سجن أبو غريب بعد الهجوم الذي تعرض له الليلة الماضية
وأوضح, أن بعض الفارين هم قادة كبار في تنظيم القاعدة, مشيرا إلى أن القوات الأمنية ما زالت تلاحقهم وتداهم منازلهم ومناطقهم .
وأكد الزاملي أن عملية المداهمة لسجني أبو غريب والتاجي يوم أمس إستخدمت فيها سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة, مشيراً إلى وجود تواطؤ مقصود من قبل بعض القادة الأمنيين في عملية تهريب السجناء . التي تتكرر في بغداد وبابل كركوك وتكريت.
هذا وحمل الزاملي القوات الأمنية العراقية المكلفة بحماية السجون مسؤولية تهريب السجناء .
ويحدث هذا في وقت قطع الأمن العراقي الطريق الدولي الرابط بغداد بعمّان ودمشق عند منطقة أبو غريب، كما طوق السجن المنطقة بالكامل، وفي آخر حصيلة للهجوم، قتل واحد وأربعون عنصر امن وسجين خلال هجمات استهدفت السجنين قرب بغداد، وفي موازاة الهجمات على سجني التاجي وابو غريب الواقعين، قتل ثلاثة عشر شخصا بينهم عدد من الجنود في تفجير انتحاري استهدف رتلا عسكريا في الموصل شمال العراق.
وقال الزاملي خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان اليوم الاثنين إن “عملية تهريب السجناء ظاهرة خطيرة, تتحمل مسؤوليتها القوات الأمنية المكلفة بحماية السجون”, لافتا إلى أن “عملية المداهمة لسجني أبو غريب والتاجي أمس الأحد استخدمت فيها سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات ناسفة”.
وأضاف الزاملي أن” الجهد الاستخباري الضعيف أدى إلى تهريب سجناء من تنظيم القاعدة الإرهابي”, منوها إلى” وجود تواطؤ مقصود من قبل بعض القادة الامنيين في عملية تهريب السجناء ,التي تتكرر في بغداد وبابل كركوك وتكريت”.
وطالب الزاملي بـ” ضرورة الاسراع باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من عملية تهريب السجناء ,مشيرا إلى أن” عدد السجناء الذين تم تهريبهم أمس الأحد تراوح بين {500-1000} سجين, مع وجود تكتم مقصود على العملية” .
وحول تقديم قائد الفرقة السابعة عشر ناصر الغنام استقالته عن الخدمة العسكرية، أكد الزاملي أن” استقالة قائد الفرقة السابعة عشر ناصر الغنام جاءت نتيجة ضغوط برلمانية مارستها بعض الكتل ما دفع به إلى تقديم استقالته”.
وأشار “إذا جاؤوا بقائد لديه علاقات مادية أو نفعية أو حزبية ستفتح لنا جبهة في المنطقة ويرجع الذبح على الهوية”، مؤكدا على”أهمية أن يكون بديل ناصر الغنام يتمتع بمهنية وكفاءة الغنام وإلا سترجع المنطقة إلى الاقتتال لأنها منطقة خطرة جدا “.
وأعلن آمر الفرقة 17 اللواء ناصر الغنام اليوم الاثنين عن استقالته من الخدمة في القوات المسلحة، معللا أساب ذلك إلى”السياسات الخاطئة للقيادات العسكرية العليا والقرارات والأوامر غير المهنية التي تسببت وتسبب هذه الفوضى والإرباك في الملف الأمني”.
26 قتيلا في صفوف قوات الأمن
ومن جهته، قال مدير عام دائرة سجن الاصلاح اللواء حامد الموسوي إن تسعة انتحاريين حاولوا أمس اقتحام سجني التاجي وأبو غريب وبحوزتهم ثلاث سيارات مفخخة انفجرت أثناء الاشتباك مع القوات الامنية المسؤولة عن حماية السجن, بالاضافة الى 100 قذيفة هاون كانت بحوزة الانتحاريين، مؤكدا أن “الاشتباكات التي جرت بين الإرهابيين وقوات الأمن أسفرت عن مقتل 21 سجينا وأصيب 25 آخرون كانوا يحاولون الهرب اثناء الاشتباكات.
وأشار إلى أن “الاشتباكات التي جرت بين الارهابيين وقوات الامن رافقتها عمليات شغب من داخل السجن من قبل النزلاء الموجودين”, مبينا أنه “تمت السيطرة الآن على السجنين”، مؤكدا أن” الوزارة شكلت لجانا مختصة لجرد أعداد النزلاء تحسبا لوجود حالات هروب”.
وارتفعت حصيلة الهجمات التي شنها مسلحون على سجني أبو غريب والتاجي، قرب بغداد إلى 26 قتيلا بعدما كانت في وقت سابق 12 عنصراً من قوات الأمن العراقية، كما أصيب ما لا يقل عن 40 شخصا آخرين في هذين الهجومين، حسب مصادر أمنية.
وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة أن الهجوم “على سجن التاجي نفذه ثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة وسيارتين مفخختين بعد سقوط أربعة قذائف هاون” على السجن. وأفاد مراسل “العربية” في بغداد من جهته، أن عدد الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم في السجنين هو ستة.
وأضاف المسؤول الأمني “اندلعت بعدها اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والمسلحين استمرت حتى صباح اليوم الاثنين”.
وتابع “استهدف سجن أبو غريب بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مدخل السجن الرئيسي أعقبه انفجار سيارتين مفخختين عند البوابة الأمامية والخلفية للسجن، ثم وقعت اشتباكات مسلحة مماثلة”.
وأكد بيان لوزارة الداخلية أن “القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد وبمساندة من طيران الجيش تمكنت من إحباط هجوم مسلح شنه مسلحون مجهولون استهدف سجني التاجي (شمالا) وأبو غريب (غربا)”.
وأضاف البيان أن “القوات الأمنية تصدت للمهاجمين وأجبرتهم على الفرار، وما زالت هذه القوات تتعقب القوات الإرهابية وتفرض سيطرتها التامة على المنطقتين”.
في مقابل ذلك، انتشرت على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية أنباء عن تمكن آلاف السجناء من الفرار من السجنين. وذكر موقع “حنين” في خبر رئيسي أن “سجن أبو غريب سيئ الصيت يتحول إلى خبر كان. هذا وبلغنا وصول آلاف الإخوة خارج أسوار سجن التاجي”.
وتناقل مغردون على موقع “تويتر”، وبينهم أشخاص ومجموعات مقربة من جماعات جهادية على رأسها تنظيم القاعدة، خبر هروب 6000 سجين.
كما تناقلت عائلات في الفلوجة أنباء عن فرار عدد من أبنائها من سجن أبو غريب، بحسب ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس”.
ويأتي هذان الهجومان بعد مرور عام تماما على إعلان أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “دولة العراق الإسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، عن عملية “هدم الأسوار”، وهدفها “فكاك أسرى المسلمين في كل مكان”.
وانتشرت في 22 يوليو/تموز 2012 رسالة صوتية لأبي بكر البغدادي دعا فيها “شباب المسلمين” للتوجه إلى العراق، معلنا عن خطة “هدم الأسوار” التي تلتها عدة هجمات ضد سجون في أنحاء العراق.