تونس ,تونس ,26 يوليو, أحمد غالب ,ا.ف.ب
                        
تظاهر مئات التونسيين الجمعة في العاصمة للمطالبة برحيل الحكومة التي يقودها حزب النهضة غداة اغتيال النائب اليساري المعارض محمد البراهمي.وهتف المتظاهرون ومعظمهم من النقابيين في جادة الحبيب بورقيبة تحيط بهم قوات الامن، بشعار الشعب يريد سقوط الحكومة و”النهضة يجب ان تسقط اليوم”وكان المحتجون تجمعوا قبل ذلك في ساحة محمد علي امام مقر الاتحاد النقابي الذي دعا الى اضراب عام احتجاجا على مقتل المعارض اليساري. ورفع المتظاهرون اعلام تونس ورددوا هتافات معادية لراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الذي وصفوه “بالقاتل”.
وقال علي البوراوي (25 عاما) ان “مسلسل الاغتيالات السياسية لن يتوقف اذا بقي هذا الحزب (النهضة) في السلطة
هذا وبدت تونس مصابة بشبه شلل اليوم الجمعة بسبب اضراب عام دعت اليه اكبر نقابة في البلاد احتجاجا على اغتيال النائب اليساري المعارض محمد البراهمي الخميس.             
وكانت شوارع العاصمة التونسية مقفرة اليوم الجمعة في ساعة بدء العمل في الادارات والغيت رحلات عديدة بسبب اضراب عام تقرر بعد
واغلقت عدة مقاه بمناسبة شهر رمضان. لكن تلك التي تفتح ابوابها عادة خلال رمضان كانت مغلقة ايضا الجمعة، بينما اغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية،
في المقابل، بدت حركة سيارات الاجرة والترامواي في حدها الادنى او خالية بسبب عدم وجود مستخدمين لها.
وقال مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس ان كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة الغيت الجمعة ولم تقلع اي طائرة، تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية).
واضاف ان شركات الطيران “اير فرانس” و”اليتاليا” و”بريتش ايرويز” الغت رحلاتها من تونس واليها بسبب اضراب الفنيين على الارض.
وهذا الاضراب الوطني الواسع هو الثاني منذ انتفاضة 2011. وكان الاضراب الاول جرى بدعوة من هذا الاتحاد النقابي غداة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص.
وتحت عنوان “شرارة زعزعة الاستقرار”، تحدثت صحيفة لابريس عن “فتح باب جهنم”، موضحة ان “الضربة التي وجهت الى منسق حركة الشعب تبدو وكانها رغبة في اضعاف العملية الديموقراطية”.
واضافت ان “العنف لم يعد مجرد عمل معزول بل يتحول نظاما. من قبل من؟ ببساطة من قبل الذين يصرون على انتزاع السلطة او البقاء فيها”، مشيرة بذلك الى حزب النهضة الاسلامي.
وقال المحلل سامي البراهم ان “الاسباب التي ادت الى اغتيال شكري بلعيد هي نفسها التي ادت الى قتل محمد البراهمي: دفع الانتقال الديموقراطي الى الفشل”.
وينفذ الاضراب بشكل واسع في سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي والتي انطلقت منها شرارة الثورة التي اطاحت الرئيس زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير 2011.
وقال مراسل لفرانس برس ان هذه المدينة الواقعة وسط غرب البلاد مشلولة باستثناء بعض نقاط بيع مواد غذائية، بينما ينفذ الاضراب في الادارات والمصانع.
وقال المصدر نفسه ان عشرات الاشخاص تجمعوا امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في سيدي بوزيد حيث فرقت الشرطة تظاهرات غاضبة مساء الخميس، كما في العاصمة.
واعلنت الرئاسة التونسية الجمعة يوم حداد وطني بمناسبة تشييع محمد البراهمي النائب اليساري المعارض في المجلس التأسيسي (البرلمان) الذي اغتيل بالرصاص امس امام منزله بالقرب من تونس.