تونس , 29 يوليو 2013 ,وكالات ,منى عواد أخبار الآن – أعلن الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، الحداد في البلاد ثلاثة أيام على 9 جنود تونسيين قتلوا،
في هجوم نفذته مجموعة مسلحة في جبل الشعانبي بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين قتلوا الجنود ثم ذبحوهم واستولوا على أسلحتهم وملابسهم العسكرية، في حين أصيب 4 عسكريين آخرين بجروح طفيفة في كمين آخر نصبه لهم المسلحون الذين يرجح انتماؤهم الى تنظيم القاعدة
.وفور شيوع نبأ مقتل الجنود، تجمع سكان من القصرين أمام مستشفى المدينة مرددين شعارات معادية لرئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، راشد الغنوشي، مثل “يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح”، وفقا لفرانس برس.
يشار إلى أن قوات الجيش والأمن تنفذ عمليات أمنية منذ يناير 2012 في جبل الشعانبي بحثا عن مسلحين قتلوا في العاشر من الشهر نفسه عنصرا في جهاز الحرس الوطني.
وفي 21 ديسمبر 2012، كشف رئيس الحكومة الحالي، علي العريض، وكان حينها وزيرا للداخلية، أن مجموعة الشعانبي التي أطلقت على نفسها اسم “كتيبة عقبة بن نافع” مرتبطة بتنظيم ما يعرف بـ” القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
يأتي الهجوم الأخير في وقت تشهد البلاد أزمة سياسية على أثر اغتيال المعارض محمد البراهمي، وتترافق مع احتجاجات تطالب باستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، وبحب المجلس التأسيسي.كما إتهم رئيس الحكومة التونسية المؤقتة على العريض اطرافا لم يسمها باستغلال اغتيال المعارض البراهمي، مضيفاً ان حكومته لن تستقيل وأنها مستعدة لاستفتاء الشارع التونسي حول بقائها او رحيلها.
واقترح العريض إجراء انتخابات في 17 كانون الاول ديسمبر المقبل. وتأتي تصريحات العريض بعد احتجاجات واسعة في البلاد على خلفية اغتيال المعارض البراهمي، إنسحب خلالها سبعون عضوا من المجلس التأسيسي التونسي واعتصموا امام المجلس في ساحة بردو بالعاصمة التونسية.
وتطالب المعارضة بحل المجلس التاسيسي والاطاحة بالحكومة التي يقودها حزب النهضة الاسلامي . ومن المقرر ان يعلن رئيس الحكومة علي العريض عن مجموعة من القرارات التي تتعلق بالوضع العام في البلاد مساء اليوم بحسب ما اعلن مسؤول حكومي عقب اجتماع لمجلس الوزراء. وبحسب شهود عيان حاول محتجين معارضين إقتحام مصالح حكومية في سيدي بوزيد مسقط راس البراهمي ومنع الموظفين من العمل مما أدى لاندلاع اشتباكات بينهم وبين مؤيدي حزب النهضة الذي يقود الحكومة المؤقتة.
وذكرت وسائل اعلام معارضة إن المحتجين من الجانبين تعهدوا بالعودة مضيفة أن معارضين للحكومة بدأوا التجمع قرب الميدان. كما من المقرر أن تجتمع النقابات العمالية القوية في تونس يوم الاثنين لبحث المزيد من الإضرابات. وأعلنت النقابات يوم الجمعة إضرابا في انحاء البلاد تقريبا حدادا على السياسي اليساري محمد البراهمي الذي اغتيل في الأسبوع الماضي. وتقول الحكومة إن قاتلي البراهمي استخدموا السلاح ذاته الذي قتل شكري بلعيد السياسي العلماني في السادس من فبراير شباط. ويقول البعض إن الحكومة لم تبذل الجهد الكافي للتحقيق أو منع الهجمات التي ألقوا باللوم فيها على جماعات سلفية متشددة. ويتحدث كثيرون ممن انضموا للاحتجاجات في الشوارع عن الغضب بسبب الاضطرابات في تونس والركود الاقتصادي.
ويشعر آخرون بالإحباط لأن الدستور الذي كان من المقرر أن يصدر بعد عام من قيام الانتفاضة في 2011 لم يستكمل حتى الآن ويشعرون بالريبة تجاه الحكومة الانتقالية التي يقودها الإسلاميون.