كفر تخاريم، ريف ادلب، سوريا (فادي إبراهيم، أخبار الآن) – لم تمنعهم صواريخ النظام ولا طائراته من أحلامهم الصغيرة ولم تكسر إرادتهم القوية، فأطفال مدينة كفرتخاريم تحدوا النظام هذا العيد، ومارسوا ألعابهم الطفولية في ساحات الحرية، ورموا كل ما حملتهم به الايام من ظلم وقهر، وفرحوا بهذا العيد.
أحمد ابن الحادية عشرة من العمر تحدث عن الإصرار بكلمات: “يعني بشار مفكر أنو رح يمنع عنا فرحة العيد !؟، نحن ساوينا العيد وصرنا نطلع من الصبح بكير قبل ما يفيقوا الطيارين إلى بيشتغلوا عندو، صرنا نطلع من عبكرة الصبح ونلعب بالمرجوحات والقلابات حتى يجي الظهر منروح عالبيت، مشان القصف ومنرجع مرة تانية قبل المغرب بشوي ومنرجع منلعب، وهيك ما منكون وقت القصف بالساحة “.
ابتسامة أحمد كانت تشير إلى استمرارية الحياة رغم ما ترسمه من عواقب في وجه الشعب السوري، لكن ما يراه أحمد ورفاقه كان مغايرا تماما لما يرسمه النظام، وفي بعض الاحيان كان مغايراً لما يظنه الآباء!!
أبو حنين .. والد لفتاتين، الأولى اسمها حنين، بنت العشر سنوات، والثانية اسمها لين بنت الثماني سنوات، تكلم عن ما يشعر به في أيام العيد: “والله يا أخي ما عاد نأمن ع حالنا لا بالبيت ولا برا البيت، بس الولاد أقنعوني والله أنو آخدهم ع العيد، نحن من خوفنا عليهم منفكر أنو هالحيطان إلي بالبيوت، ممكن تحميهم من القصف أو تخفف من آثاره إذا كان القصف قريب علينا، بس الله وكيلك هنن لا عادوا يخافوا من القصف ولا من الطيران، وخلوني جيبهم ع العيد، مع أنو مبارح اجت الميغ وقصفت بأول المدينة”.
العيد من العود، لأنه يعود والزمن يتجدد، وجدير بالانسان أن يكون متفائلا، على أن يعود علينا زمن العيد بأحسن مما نحن عليه الآن، لقد صنع الأطفال هذه الثورة بأيديهم ودمائهم، وهم مصرون على تحقيق النصر والفرحة حتى نهاية الطريق، فالأجيال الجديدة دائماً ما تصنع المعجزات لأنها تحمل في أعماق قلوبها العزيمة والتفاؤل والأمل، وبمثل هذا تنتصر الشعوب.