بيروت، لبنان، (مالك أبو خير، أخبار الآن) – “هل تعتقد أنه سيتوقف عند هذا الحد، فاليوم ليست المرة الأولى التي يستخدم الكيماوي ضدنا، فقد استخدمها العديد من المرات والمجتمع الدولي يعلم تمام العلم بذلك لكنه صامت، بل هو مؤيد لما يحدث ويريد للأمور أن تتدهور ويزداد عدد الشهداء قدر الإمكان، يريد لسوريا أن تنهار حتى آخر حجر بها” 
هذا ما قاله د.مأمون الذي وصل إلى عرسال اللبنانية حديثاً، كان في السابق أستاذاً جامعياً بجامعة دمشق، اعتقل بسبب موقفه من النظام السوري ولكونه من أبناء الغوطة الشرقية، وبعد خروجه من الاعتقال اختبئ في الغوطة في مناطق محررة وعمل في إحدى المشافي الميدانية لفترة طويلة، واشرف على علاج الكثير من الإصابات منها إصابات بالغازات السامة التي استخدمها النظام السوري حيث يكمل: “في الأشهر الماضية تعرضنا مرتين لضربات كيماوية لكنها كانت ضمن نطاق ضيق ومحدود، كالتالي تم استخدامها على جبهة جوبر ضد المقاتلين في الجيش الحر، أو التي تم استخدامها في عربين ودير العصافير والتي لم يقدم الإعلام اي صورة عنها بشكل جيد، وكانت طرق العلاج ومازالت بأساليب شبه بدائية لكوننا لا نمتلك ابسط الأدوات الطبية للعلاج، والسبب هو حصار النظام لنا من جهة، وبعض الجهات التي تتاجر بقضيتنا وتسرق المساعدات الطبية القادمة من جهة أخرى، في حين أن المجتمع الدولي مازال حتى هذه اللحظة يشكك فيما يقدم من وثائق تبث بالدليل القاطع استخدام النظام للمواد الكيماوية ولم يتحرك رغم أن عدد المفقودين والشهداء تجاوز النصف مليون سوري”.
ابو محمد الدمشقي احد النشطاء الذي اشرف على تحميل العشرات من المقاطع التي تثبت حجم الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري، وقد احتوى عدد منها صور تثبت استخدام النظام للمواد الكيماوية يقول: “عندما قمت بتحميل هذه المواد وتحديداً التي تثبت بالصوت والصورة استخدام النظام لمواد كيماوية في الغوطة الشرقية، توقعت في اليوم التالي أن يأخذ المجتمع الدولي تحركاً ما معيناً ضد النظام، لكنني وجدت انه شكك بها في حين أن بعض وسائل الاعلام امتنعت عن نشرها، فيما المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف والتي من الواجب أن تقوم بنقلها للمجتمع الدولي وفتح هذا الملف امامه هي الاخرى اكتفت بالتنديد وبشكل عابر، وهنا أنا لا أشكك بنزاهة المعارضة السورية بقدر ما أضع عبارات استفهام حول تصرفها”.
على مدى سنتين من الثورة السورية، وعبر تصاعد العنف ضد المدنيين العزل ومن ثم تحولها الى مسلحة ضد نظام الأسد، كان ومازال المجتمع الدولي يقف موقف الصامت والمحايد مع بعض التصريحات من هنا وهناك، وحتى الوعود التي أطلقتها بعض الدول عن استعدادها لتسليح الثورة كان مجرد فقاعات هواء إعلامية، وما قدم من سلاح ليس قادراً على إسقاط الأسد وإنما خلق حالة توازن لا أكثر، حيث أن المراقب للاحداث يجد أن الشعب السوري كان ومازال يحارب وحيداً، دون أي قيادة حقيقة موجودة له على الأرض، في حين أن المهجرين في دول الجوار حالتهم في غاية من السوء، فالمجتمع الدولي الذي لم يستطع تقديم المساعدة للثورة في الداخل تجده أيضاً يقف شبه عاجز عن مساعدة اللاجئين وبشكل شبه مقصود، مع العلم أن حجم الكارثة تتطلب تدخلاً عاجلاً وسريعاً يجبر نظام الأسد على وقف جرائمه بحق المدنيين”.
رجل عجوز في السبعين من العمر من مدينة دوما، حضر حرب تشرين وحرب لبنان وشارك بالثورة السورية منذ أيامها الأولى  يقول: ” لم يقتنع أولادي والشباب من حولي بكلامي منذ بداية الثورة بكلامي، فقد قلت لهم وحدنا من سيدفع الثمن ولن يقف أي احد الى جانبنا، لن يحدث حظر للطيران ولا أي تدخل دولي وسنبقى نقاتل حتى ندفع  ثمن باهظ، وسيضربنا هذا الحاقد بالكيماوي وسيقف العالم يتفرج عما يحدث، ليس لأنه عاجز عن ذلك، بل لان هذا الدمار والقتل هو ما يريده تماماً، وهذا ما تريده إسرائيل، نحن نحارب وحيدين ضد المجتمع الدولي بأكمله وليس النظام وحده، ونحن وحدنا فقط من سندفع الثمن”.