معظمية الشام، ريف دمشق، سوريا، (فرح الشامي، أخبار الآن) – لم يوفر النظام السوري أي وسيلةٍ لقمع الحراك الشعبي في مدينة المعظمية بريف دمشق من القنص والاعتقال والخطف والتعذيب وقصف الهاون والفوزديكا وراجمات الصواريخ والقصف بالطيران الحربي بشتى أنواعه ونحنُ نتساءل تحت الحصار ما القادم؟ فكان الجواب اليوم

 فجر يوم الأربعاء كان مليئاً كالعادة بأصوات قصف تعالت في مدينة معضمية الشام ومدينة داريا وأحياء دمشق الجنوبية

 ثم تبعتها أصوات غريبة لصواريخ لم يتبين ما نوعيتها وبعدها ما لبثت الروائح الكريهة تنبعث في المدينة ومعظم العائلات نيام فتعالت فجأةً صرخات الأهالي و بدأت الآثار تظهر جليةً واضحة حيث فارقت عائلاتٌ بأكملها الحياة نساءٌ و أطفال على الفور. 

سبعة عشرَ صاروخاً ذات رؤوس كيمائية تم ضربها على الأحياء المكتظة بالمدنيين. بدأَ القصف المدفعي بشكل عنيف لمنع الأهالي من إسعاف المصابين بعد استخدام الصواريخ

 ثم بدأت بعدها غارات طيران الميغ الحربي لتصل إلى 15 غارة ليسقط عدد من الشهداء تحت الأنقاض ولم يتمكن من إنتشالهم حتى اللحظة. 

لم نستطع البقاء في المنزل أنا و صديقتي و توجهنا على الفور إلى المركز الطبي رغم خبرتنا الطبية القليلة وفي الطريق كنا نسير و نتستتر بالجدارن لتقينا من شظايا القذائف المنهمرة
 في الطريق كان المنظر المبكي المدمي فالنساءُ و الأطفال و الرجال و المسعفون من المدنيين يركضون في الشوارع ينعون فلاناً ويسعفون آخر و يبحثون عن المفقودين المصابين والشهداء

بعد وصولنا إلى المشفى الميداني تعالت أصوات الصرخات والآهات فعلى أرض المشفى استلقى العشرات بل المئات من المصابين.  إسعافات بسيطة بالماء و الخل و تدليك للصدر لتسهيل عملية التنفس دون توفر الإبر الضرورية (الأتروبين) وأجهزة الأوكسجين و الرذاذ الكافية.
وحتى أعضاء الكادر الطبي الذين عملوا لساعات متواصلة بدون وسائل وقائية مناسبة فقد عانوا من الإنهاك و التحسس و الدوار و فقدان الرؤية بشكل جزئي و إرتخاءاً للعضلات وهي نفس الأعراض التي عانى منها المصابون و الشهداء و لكن بنسبة  أقل

فيما عانى المصابون بشكل مباشر للكيماوي من حالات إختلاج عنيفة و فقدان الوعي و ضيق تنفس و حرقة مؤلمة في الجهاز التنفسي و احمرار في الأعين و فقدان الرؤية بشكل جزئي بسبب تأثير الغازات

أما الآن و المدينة تفوح منها رائحة الموت والغازات السامّة يسود الهدوء في المدينة ممزوج بالدموع التي لا تكاد تتوقف على فقدان الأحبّة وممزوجٌ بالآهات من المرضى المتواجدين داخل المركز الطبي وبعضهم في وضعٍ حرج بدون الدواء المناسب ولا حتى الغذاءفهم يتمتعون فقط بعنايةٍ بسيطة من أشخاص وهبوا أنفسهم لإنقاذ الأرواح رغم ضعف الإمكانيات و قلة الحيلة.

هيَ كارثةٌ مجزرةٌ ليست إنسانية تحدثُ هنا و تتفاقم يوماً بعد يوم و بعد الكيماوي نتساءلُ عن الأسوء؟