الحدود التركية السورية، (عمار توفيق، أخبار الآن) – وجوه شاحبة .. هي السمة الغالبة على وجوه النازحين السوريين بالقرب من الحدود التركية، ضاقت بهم قراهم ومدنهم، مع قصف النظام المتواصل لها المتواصل عداك عن المدهمات المستمرة والاعتقالات العشوائية، ففروا من جحيم الوطن الى لظى حياة الشتات، حيث يقاسون قيظ الصيف أو برد الشتاء.

هذا هو حال كثير من الأسر السورية النازحة التي لم يحالفها الحظ في الإلتحاق باحدى مخيمات الاغاثة على الحدود، فاستقبلتهم الصحراء ليفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء.

أم أحمد لأجئة سورية بالقرب من مخيم أطمة، تنام تحت احدى أشجار الزيتون، فليس لديها خيمة بسيطة تؤيها وابنها ذو العامين، ليس لها من قوت سوى وجبة طعام يومية تستلمها من المخيم على بعد كيلومترين.
 
تقول أم أحمد: “هربت من ريف حلب بعد أن اشتد القصف، وأصبحت الحياة مستحيلة، فزوجي مقاتل في الجيش الحر، وصارلي اكتر من أربع شهور ما شفته، وجينا لهون شوفة عينك، لا أكل ولا شرب ولا كهرباء ولا شي .. الولد اذا جاع ما بعرف شو بطعميه، واذا مرض ما بعرف وين روح فيه”.

ام احمد ليست حالة فردية، بل هي ضمن عشرات النساء اللاتي من دون مأوى أو معيل، بانتظار أن تتوفر لهن خيمة أو مكان داخل المخيم. 

ليس بعيدا عن شجرة الزيتون التي تعيش تحتها أم أحمد، ولد الطفل محمد قبل أيام قليلة ولدته أمه تحت احدى أشجار الزيتون، بمساعدة إمرأة قدمت من المخيم وتقوم بتوليد النساء بطرق بدائية وبأقل الوسائل المتوفرة، حيث قامت بتوليد طفل آخر في المكان نفسه، وكانت ولادته متعسرة ما أدى الى اصابته بنقص الأوكسجين في الدماغ، ناهيك عن مضاعفات الولادة التي أصابت الأم.

أعداد النازحين باتت في تزايد مطرد خوفا من ضربة كيماوية أخرى قد تطالهم، فأجبروا على التزوح، وبإنتظار أن يستقبلهم مخيم ما .. نرى كثيرا من الأسر تعيش حياة بدائية جدا، فلا ماء ولا كهرباء، ويعشيون مترقبين وصول المساعدات أو عربات الاغاثة، أو خبر إسقاط النظام للعودة الى الوطن.