حلب، سوريا، (محمد علي، أخبار الآن) – قد تبدو مراكز العلاج الفيزيائي للبعض نوعاً من الترف الطبي في زمن الحرب, لكن الحقيقية غير ذلك. إصابات عديدة قد تتحول إلى عاهات مستديمة إذا لم تعالج في مركز متخصص, لذلك قرر المعالج الفيزيائي (علي) إنشاء مركز للعلاج الفيزيائي في المناطق المحررة في مدينة حلب، لينقذ هذا المركز الوحيد العديد من المصابين.
 
يقول أحد المصابين: “إصابتي بظهري بشظية، اخترقت الرئة لتخرج من الصدر على اثرها عانيت، بالنسبة لايدي تقطعت الاعصاب دكاترة عصبية قليلة علاج فيزيائي قليل جداً ما في غير هالمركز تقريبا بمحيطنا كله بالمناطق المحررة”.

يقدم المركز خدماته مجاناً أو بأجر رمزي, و يقول مؤسسه إنه واجب ثوري علينا جميعا ان نساعد المحتاجين كل بحسب اختصاصه.
يقول علي المعالج الفيزيائي: ” واجبنا الثوري ان نبقى موجودين على الارض نساعد الناس المصابين نتيجة هالقصف، الاصابات كثيرة جدا، وللاسف لا يوجد مراكز علاج او حتى اهتمام لهذه الأمور، كلها جهود فردية وتقريبا الشخص الوحيد الموجود في هالمناطق المحررة، والحمدلله كان اول مركز علاج فيزيائي بحلب بالمناطق المحررة”.
مئات الأشخاص استعادوا عافيتهم بفضل هذا المركز، مصابون بالشظايا وبالرصاص وأطفال الشلل الدماغي، لكن انقطاع الكهرباء بشكل متواصل وضعف الإمكانيات المادية، يجعل من بعض الأعمال مهمة مستحيلة.
يضيف علي: “الحالة التي تأتي إلى هنا لا نستطيع ان نقدم لها الفائدة كاملة ولكننا نحاول تقديم الموجود.  يعني يمكن في حالات أربعين بالمئة فقط نستطيع ان نفيدها، لا يوجد اجهزة. في اجهزة موجودة اوقات ما في كهربا. لا نستطيع ان نستفيد منها.
رغم صعوبة الأوضاع، يصر (علي) على الاستمرار في عمله ورغم شح الموارد يصر على أن يعالج أطفال الشلل الدماغي بالذات بالمجان، كي لا يتحولوا إلى عبء بل ليصبحوا أفراداً فاعلين كما يقول.
يقول (علي): ” هذا الطفل اذا لم نهتم به ستصبح اعاقته مستديمه، ولن يكون هذا الشخص فاعل في المجتمع لاحقا، بس سيكون عبئا على اهله، لذلك اطفال الشلل الدماغي الذين يأتوننا رغم ان عددهم قليل، هؤلاء اقوم بتقديم العلاج المجاني لهم وهو واجب علينا ان نهتم فيهم”.
يكمل علي) واجبه الثوري في هذا المركز، وتكمل الثورة طريقها إلى منتهاها متكئة على أبنائها الذين أخلصوا لها ونذروا ما يملكون في سبيل الحرية.