ريف اللاذقية، سوريا، 18 سبتمبر، (مار أحمد، أخبار الآن)

هذه ليست إحدى المظاهرات المناهضة للنظام السوري, إنما هم مجموعة من النازحين من قرى ريف اللاذقية إلى الشريط الحدودي مع تركيا، مطالبين الحكومة التركية السماح لهم بالعبور والدخول للمخيمات المتواجدة على أراضيها، سعيا منهم لإيجاد ملجئ آمن لهم ولأطفالهم.
وعندما لم يجدوا أي استقبال افترشوا الأرض هنا، والتحفوا السماء بانتظار أبواب أمل، علًها تفتح عن قريب , فاتخذوا الأشجار وقطع من القماش والنايلون خيام بسيطة، علها تقيهم حر النهار وبرد ليل جبلي.
فيقول رضوان مسطو (نازح من قرية الشغور) : “لا ندري ما هو نوع الأسلحة التي يضربوننا بها قرانا , مزارعنا ومنازلنا كلها دمرت واحترقت ولم يبق لنا شيء , لا يسعنا إلا النظر إلى السماء حيث القذائف والصواريخ وأطفالنا ونساؤنا وكبار السن عندنا يركضون ويهربون ويقعون هنا وهناك, ويضيف رضوان بأنه  يطالب أن يتم استقبالهم من قبل أية دولة كانت، ويقول بأنهم لا يحتاجون طعاما أو شرابا، فقط يطالبون بأن يتبرع أحد ما ليحمي أطفالهم” .
لم يتبنى هذا المخيم البسيط أية جهة إغاثية محلية كانت أو دولية, ولذلك يعتمد العالقون على الحدود هنا على المعونات البسيطة التي تقدم لهم من قبل بعض المتبرعين من أهالي القرى المجاورة.
وعن ذلك تقول أم عبد الله (إحدى اللاجئات من جبل الأكراد في ريف اللاذقية) : “نحنا مشردون هنا بسبب سقوط البراميل على منازلنا ومزارعنا واحتراقها بشكل كامل, وتتساءل عمن يرضى بوضعهم هذا، فعشرة أيام يعانون من وضع سيئ دون طعام أو شراب، وتضيف بأنهم يتلقون بعض المعونات القليلة التي لا تكفي, وتتحدث أم عبد الله أيضا عن الوضع الصحي للأطفال ولكبار السن في المخيم بسبب عدم استطاعة العالقين هنا على الاستحمام، لعدم توفر المياه النظيفة، وتختتم أخيرا بطلبها من السلطات التركية بإنقاذهم والسماح لهم بالعبور لمخيمات اللجوء على أراضيها” .

وبسبب مناخ جبلي قاص واستخدام مياه غير صالحة للشرب, بدأت بعض الأمراض بالتفشي بين الأطفال وكبار السن كالتهاب الأمعاء والحمى الحرارية عوضا عن الأمراض الجلدية الأخرى .

ويطالب ناجي عبد الوهاب (أحد القائمين على المخيم) جميع المنظمات الإغاثية والدولية، بالتدخل فورا لإنقاذ العالقين هنا على الحدود التركية السورية، وتقديم بعض الاحتياجات الأساسية كخبز وطعام وشراب, ويتحدث ناجي أيضا عن الوضع الصحي بشكل عام، فيقول بأن الأطفال هنا يصابون بالجرب والكوليرا وتفشي التهاب الأمعاء التي سوف يؤثر سلباً على المجتمع بالعموم, وعن الوضع الميداني يضيف و يتحدث عن القصف الذي تتعرض له المنطقة بشكل مستمر، ويطالب أخيرا ببعض الفراش والبطانيات والعوازل اللازمة لصعوبة الطقس الجبلي هنا الحار نهاراً والبارد ليلاً .

يحاصر الموت السوريين من كل جهة, بقذائفه وبراميله المتفجرة وحدود أمل لمعيشة أفضل مغلقة أمامهم وسط إهمال شديد من المنظمات الإغاثية والدولية.