السودان ، 27 سبتمبر 2013 ، ا ف ب –
انتشرت قوات من الشرطة والجيش الجمعة في العاصمة السودانية الخرطوم تحسبا لتظاهرات جديدة متوقعة عبر البلاد التي تهزها حركة احتجاج منذ خمسة ايام اوقعت بحسب المعارضة مئة وأربعين قتيلا بينما أشارت المصادر الرسمية إلى سقوط ثلاثين قتيلا معظمهم وفق مصادر طبية تعرضوا لإصابات في الرأس والرقبة.
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه أم درمان تظاهرة حاشدة ، بينما أفادت مصادر في المعارضة بأن قوات الأمن تطلق الرصاص على متظاهرين في شارع الستين شرق الخرطوم .
ومنذ قرار الحكومة الاثنين برفع الدعم عن المحروقات تظاهر السودانيون بكثافة في العديد من المناطق وتحولت التظاهرات في بعض المناطق الى صدامات وهجمات على الاملاك العامة والخاصة.
وتستمر الحكومة في لزوم الصمت بشان حركة الاحتجاج غير المسبوقة في اتساعها منذ تولي الرئيس عمر البشير الحكم في 1989، حتى وان حذر والي الخرطوم عبر التلفزيون من ان الشرطة ستتصدى لاي “مساس بالامن او الاملاك او الاشخاص”.
واتهمت منظمتان للدفاع عن حقوق الانسان قوات الامن بتعمد اطلاق النار على المتظاهرين مشيرة الى سقوط 50 قتيلا في مختلف انحاء البلاد.
لكن بحسب مصادر طبية وامنية فان حصيلة القتلى بلغت 29 معظمهم من المدنيين الذين قتلوا برصاص الشرطة، بحسب اقارب وشهود.
وتحسبا للتظاهرات الجديدة تم نشر تعزيزات كبيرة للشرطة في الخرطوم تساندها في بعض النقاط قوات من الجيش.
وتمركز الجنود في محيط بعض المباني العامة بينها شركة الكهرباء، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
كما يحرس عسكريون محطات البنزين التي لا تزال مفتوحة والتي امتدت امامها طوابير من عشرات السيارات. وكانت هذه المحطات احد اهداف هجمات “الخارجين عن القانون” الذين احرقوا بعضها وتسببوا باضرار لاخرى، بحسب التلفزيون العام.
وفي يوم الجمعة وهو يوم عطلة بدت حركة المرور منسابة في حين يجد سكان في شراء مواد غذائية من المتاجر المفتوحة، تحسبا لما قد تؤول اليه.
وقال احمد حسن (50 عاما-موظف) الذي كان يشتري مواد مصبرة “اريد ان يكون لاسرتي ما يكفيها لاننا لا ندري الى اين تسير الامور”.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها تحالف شباب الثورة السودانية تشارك في الاحتجاجات طلبت في بيان “استمرار الانتفاضة” وتنحي الرئيس والحكومة “الفاسدة”.
في الاثناء فان شبكة الانترنت التي عادت للعمل الخميس تعطلت مجددا.
ودعا حزب الامة بزعامة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي في بيان اعضاءه الى المشاركة في التظاهرات و”الشعب السوداني الى تكثيف الاحتجاجات”.
وهتف المتظاهرون في الايام الاخيرة “حرية حرية” و”الشعب يريد اسقاط النظام”، مستعيدا بذلك شعارتت شهيرة لموجة ثورات واحتجاجات الربيع العربي.
وتدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين في العديد من المناطق مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بحسب شهود.
وقالت منظمة المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية ان خمسين شخصا قتلوا في هذه التظاهرات برصاص في الراس او الصدر الثلاثاء والاربعاء.
وعبرت المنظمتان عن “القلق البالغ” لمعلومات اشارت الى توقيف مئات المتظاهرين.
وقالت العفو الدولية “اطلاق النار بهدف القتل من خلال التصويب خصوصا على الراس والصدر، انتهاك فاضح للحق في الحياة، وعلى السودان ان يتوقف على الفور عن هذا القمع العنيف”.
وفي محاولة للتضييق على الصحافة، منعت السلطات ثلاث صحف من الصدور رغم كونها مقربة من السلطات، وذلك في سبيل التعتيم على التظاهرات. والصحف هي السوداني والمجهر السياسي والوطن.
ويشهد السودان منذ 2012 تظاهرات بين الحين والاخر ضد النظام لكن دون ان تجتذب حشودا كما حدث في بعض دول المنطقة التي اطيح ببعض قادتها في السنوات الاخيرة.
وقد وقعت تظاهرات عنيفة ضد نظام البشير في 2012 بعد اعلان اجراءات تقشف منها زيادة الضرائب وزيادة سعر النفط.
وقد خسر السودان، وهو من البلدان الافريقية الفقيرة، مليارات الدولارات من موارده النفطية منذ استقلال جنوب السودان قبل سنتين، ومن حينها يعاني من تضخم كبير ومن صعوبات لتمويل ايراداته.