دمشق، سوريا، 27 سبتمبر، (محمد صلاح الدين، خاص أخبار الآن) – يبدو أنّ نظام بشار الأسد لا يطمئن لأقرب المقربين له .. فبعد تصفية اللواء محمد أصلان الذي خدم النظام طويلاً .. أتى الدور على اللواء سليم رشيد بركات قائد الفرقة الثالثة وابن مدينة القرداحة وصديق ماهر الأسد عندما كانا سويةً في الفرقة الرابعة.

يقول مصدر خاص لأخبار الآن وهو عقيدٌ يعمل في المخابرات الجوية التابعة للنظام: “في 
منتصف شهر سبتمبر الحالي استدعى نظام الأسد اللواء سليم بركات إلى مقر قيادة الأركان في العاصمة دمشق وأبقاه رهن الاعتقال،
 وفي اليوم التالي توجه عدد من ضباط وعناصر المخابرات العسكرية المدعومين بعناصر من الحرس الجمهوري إلى مقر القيادة وعدد من ألوية الفرقة الثالثة المنتشرة على امتداد القلمون والتي تتخذ من القطيفة مركزاً لها، واعتقلوا أحد عشر ضابطاً ممن يعتبرون أذرعاً وسنداً للواء سليم بركات.

وعن الأسباب التي دفعت النظام لاعتقال ضباطٍ  قدموا خدمات كبرى لنظام فقد أكثر من نصف قواته وحافظوا على هيبة وقوة الفرقة الثالثة قياساً بباقي فرق قوات النظام كما حافظوا على شريان النظام وهو الاتستراد الدولي دمشق – حمص، يقول المصدر: “
إنّ نظام الأسد يعتمد دوماً على تفكيك المؤسسات وخاصة العسكرية منها .. ولم يتقبل فكرة وجود نظام آخر في القلمون بقيادة سليم بركات .. فقد كان القائد الذي تمكن من بسط هيبته على جميع ضباط فرقته حتى بات يهابه الجميع.

كان اللواء سليم بركات يفاوض الجيش الحر ويبرم معه الاتفاقات بعيداً عن أصحاب القرار في دمشق، و
يخطط لعمليات عسكرية ويأمر بتنفيذها .. يتجاهل وجهة نظر القيادة العامة للنظام في كيفية التعاطي مع المستجدات التي تطرأ على الوضع الميداني في القطاع الذي تحميه الفرقة الثالثة.

يذكر لنا المصدر بعض تصرفات اللواء إبّان تعيينه كقائد للفرقة الثالثة نهاية سبتمبر 2011: فبعد أن كان اللواء 81 واللواء 21 التابعين للفرقة منتشرين في حمص ودير الزور .. أعطى اللواء سليم أمراً لهما بالعودة إلى مواقعهما في القلمون دون الرجوع لقرار القيادة التي ثارت حفيظتها على وقع القرار الذي برره اللواء سليم آنذاك بأنّه يريد إعادة هيكلة فرقته حتى تكون قادرة على الذود عن مدينة دمشق، فالمعروف أن الفرقة الثالثة هي فرقة حماية العاصمة.  
مثالٌ آخر على كيفية تعاطي اللواء سليم مع القيادة هو رفضه قرار القيادة الذي سلّم قيادة العمليات في منطقة القلمون للفرقة الرابعة التي تشارك وحدات الفرقة الثالثة في بعض عملياتها معتبراً أنّ المنطقة هي من ضمن القطاع الذي تسأل عنه فرقته لا الفرقة الرابعة.  
كل ما سبق جعل النظام يتخوّف من تمدد سلطة ونفوذ اللواء بركات .. فأي قرار يتخذه سيكون قابلاً للتنفيذ من فرقته بما في ذلك الانقلاب العسكري او الانشقاق او التخلي عن حماية العاصمة بعد أن رصدت الاستخبارات السورية اتصالات خارجية أجراها اللواء سليم بعيد الهجوم الكيماوي وفي خضم الحديث عن الضربة الأمريكية المحتملة آنذاك.  


وعن اعتقال الضباط الأحد عشر قال المصدر ذاته لأخبار الآن: “هؤلاء الضباط يعتبرون أقرب المقربين من اللواء بركات .. لذلك أراد النظام أن يحتاط من ردة فعل غير محسوبة .. هذا كل ما في الأمر .. 
وعن مصير اللواء بركات قال: “حتى الآن هو في عهدة المخابرات العسكرية .. لن يقتلوه وهذا مؤكد .. فللواء بركات وزنه بين أهله وفي المجتمع العلوي ككل والعسكري بشكل خاص، مضيفا أنه ربما يوضع تحت الإقامة الجبرية أو يتم تحجيم عمله وصلاحياته ويبقى تحت المراقبة.