الخرطوم,السودان,28 سبتمبر,وكالات
عارض مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قمع المتظاهرين وذلك بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بتنحي الرئيس عمر البشير, بعد يوم من اشتباكات دامية إتهمت فيها جماعات حقوقية قوات الأمن بقتل خمسين محتجا على الأقل بالرصاص خلالها .
ووصف مئات المتظاهرين اليوم السبت الرئيس السوداني بـ “القاتل” وذلك في اليوم السادس من الاحتجاجات التي قتل فيها عشرات الأشخاص وإعتقل 600 اخرون .
وتظاهر أكثر من 5000 شخص بعد صلاة الجمعة في أكبر احتجاجات تشهدها منطقة الخرطوم منذ سنوات وذلك عقب قرار برفع الدعم عن الوقود ، وفي تحد للوجود الأمني المكثف حيث تنتشر شاحنات الجيش في الشوارع الرئيسية سارت الحشود صوب السوق الرئيسي رافعين لافتات “لا..لا لزيادة الأسعار”.
وأفلت البشير الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب في عام 1989 من انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام دول بالمنطقة لكن الغضب بسبب الفساد والتضخم المتزايد تصاعد.
وقال مسؤول بوزارة الصحة ان مالايقل عن شخصين قتلا كما اصيب 300 .
وفي مدينة أم درمان بولاية الخرطوم خرج نحو 3000 متظاهر أغضبهم قمع الشرطة للاحتجاجات مرددين “الحرية..الحرية” و”الشعب يريد اسقاط النظام”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وجرى بعض المحتجين بحثا عن مكان يمكنهم الاحتماء به لكن ظل معظمهم بالشوارع وألقى البعض الحجارة على أفراد الشرطة وأشعل آخرون النيران في سيارات.
وذكر شهود أن أكثر من 2000 شخص تظاهروا أيضا في منطقة بحري بشمال الخرطوم التي تشهد توترات منذ أيام. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع معهم أيضا.
ولا يزال البشير الذي تولى السلطة منذ 25 عاما يحظى بتأييد الجيش وأجهزة الأمن والحزب الحاكم وطبقة الأغنياء التي تتمتع بمصالح تجارية واسعة. وشهد السودان خلال سنوات رئاسته حركات تمرد مسلحة وعقوبات تجارية أمريكية وأزمة اقتصادية كما تعرض لمحاولة انقلاب العام الماضي وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في منطقة دارفور بغرب البلاد.