جنيف، سويسرا، 30 سبتمبر 2013، وكالات-
حذرت رئيسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن أزمة اللاجئين السوريين تهدد التنمية الاقتصادية في أنحاء المنطقة وذلك بسبب عدم قدرة الدول المضيفة للاجئين من استيعاب تلك الأعداد الكبيرة.
وحذرت هيلين كلارك من جنيف من أن الوضع يهدد اقتصادات الدول المجاورة بسبب تأثيرها على التجارة والزراعة والسياحة والتوظيف.
وأضافت أنه بنهاية العام الجاري سيشكل اللاجئون ما يقرب من 25 بالمائة من سكان لبنان، فيما وصل عددهم الى 1٠ بالمائة من سكان الأردن مشيرةً إلى أن الدول المضيفة لا يمكنها وحدها تحمل هذه التكاليف.
وفي هذا السياق، لفت مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى “انه اكبر نزوح سكاني في العالم في خلال العقود الثلاثة، اكثر من الابادة الرواندية او عمليات التطهير الاتنية في البلقان”.
ونوه انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مرة جديدة ب”سخاء” البلدان الاربعة الرئيسية التي تستضيف لاجئين سوريين وهي لبنان والاردن وتركيا والعراق، مشيرا الى الاعباء الهائلة التي ترزح تحت ثقلها هذه البلدان نظرا الى امكاناتها المحدودة.
فالبنسبة للبنان الذي يعد نحو 4,4 مليون نسمة، فان وجود 760 الف لاجىء يوازي 11 مليون لاجىء يصلون الى المملكة المتحدة، و15 مليونا الى المانيا او 58 مليونا الى الولايات المتحدة، كما قال.
وقال وائل ابو فاعور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية “ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته”، مشيرا الى ظهور حركات مناهضة للاجئين ودعوات الى اغلاق الحدود.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان “على المجتمع الدولي ان يستبدل الكلمات بافعال”. وقد انفقت بلاده ملياري دولار على اللاجئين ال500 الف اذين تستقبلهم، اقل من 10% من هذا المبلغ ممولة من المساعدة الدولية.
واعتبر غوتيريس ان المساعدة الانسانية لم تعد تكفي ودعا الى القيام ب”خطوات عاجلة لدعم التنمية (…) في مجال الصحة والتعليم والسكن والمياه والطاقة”. ويعتزم تحريك البرامج الثنائية للتنمية والمؤسسات المالية الدولية في استثمارات طويلة الامد.
وفي حال تفاقم الوضع، راى المفوض الاعلى انه سيتعين التفكير حتى بعمليات “اجلاء انسانية عاجلة للاجئين نحو اماكن اخرى خارج المنطقة لتخفيف الضغط عن البلدان المجاورة”، ودعا اوروبا الى استضافة المزيد من السوريين.
واكدت المفوضة الاوروبية للمساعدة الانسانية كريستالينا جورجييفا “علينا ان نبقي حدودنا مفتوحة”.
واشار بيرنز الى ان الولايات المتحدة تؤمن مع اكثر من مليار دولار ثلث المساهمة الدولية لتحتل المرتبة الاولى في هذا المجال.
واكد “يجب التركيز اكثر على برامجنا لنوفر للاطفال فضاءات آمنة حيث يمكنهم اللعب والتعلم والتعافي من الصدمات واعمال العنف والنزوح”.
وتساءل غوتيريس عما اذا كانت “الاليات التي نملكها لتقاسم عبء (اللاجئين) دوليا على مستوى التحدي”.
وشدد على ان التعبئة من اجل سوريا يجب ان لا تدفع الى اغفال التزامات المفوضية العليا الضرورية تجاه لاجئين اخرين وبخاصة في افريقيا، في جمهورية افريقيا الوسطى وفي السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية ومالي والصومال.
واكد غوتيريس ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين باتت بعد عمليات اعادة تنظيم كبيرة منذ العام 2006، قادرة اليوم على تقديم مساعدة الى 600 الف شخص في غضون 72 ساعة.