دير الزور، سوريا، 4 أكتوبر، (عبد العزيز الشيخ، أخبار الآن) – في خطوة استباقية لأي هجوم محتمل من قبل كتائب الجيش الحر في مدينة دير الزور، عمدت قوات النظام في كل من حيي الجورة والقصور الى حفر خنادق وذلك لتعزيز سيطرتها ولتأمين مواقعها من هجمات الجيش الحر، وجاء ذلك بعد تلقي قوات النظام في المنطقتين المذكورتين لتهديدات حقيقية من قبل كتائب وألوية الجيش الحر التي تسيطر على باقي أحياء المدينة. فكما هو معلوم يعد حيا الجورة والقصور آخر معاقل قوات النظام في دير الزور وباندحاره منهما تكون أحياء مدينة دير الزور محررة بالكامل.
مصدر خاص في مدينة دير الزور قال لأخبار الآن إن قيام قوات النظام بحفر خندق حول فرع الأمن العسكري في مساكن غازي عياش ونشر القناصة على اسطح المباني المحيطة بالفرع يأتي تحسبناً لأي هجوم محتمل يقوم به الجيش الحر.
كما انتشرت بشكل لافت حواجز النظام في الحيين المذكورين، ولوحظ على عناصر الحواجز حالة من الخوف والقلق حيث يقومون بتفتيش المارة والسيارات تفتيشا دقيقا مصحوبا بتدقيق في الهويات.
إلى ذلك قال أهالي حيي القصور والجورة لأخبار الآن إن قوات النظام تقوم كل يومين بحملة دهم واعتقالات تستهدف الشباب الناشطين في الحي وهذا الإجراء الامني الاحترازي يذكرنا بمشهد ما قبل المجزرة الكبرى في دير الزور حيث سبقت المجزرة عملية أمنية ضخمة طالت الكثير من الناشطين والإعلاميين والصحفيين.
لابد هنا من التنويه إلى أن 25-9-2013 يصادف الذكرى الاولى لمجزرة الجورة والقصور والتي تعد أحد أكبر المذابح في مدينة دير الزور وثاني أكبر مجزرة بعد مجزرة جديدة الفضل في ريف دمشق حيث سقط ما لا يقل عن 460 شهيد في دير الزور قضى معظمهم ذبحاً وحرقاً بالإضافة إلى عشرات الإعدامات الميدانية والتي تبعتها ببعض الأحيان إحراق الجثث، ولا زال أهالي دير الزور إلى هذا الوقت رغم مرور عام كامل على المذبحة يكتشفون المزيد من المفقودين ممن اختفوا يوم المجزرة ولم يتم التعرف على جثثهم.
أهالي الجورة والقصور اليوم يعيشون ذكرى المجزرة وسط جو مشحون بالقلق والحزن فمن جهة هم الذين لم ينسوا تلك المناظر المؤلمة ومن جهة اخرى فإن هذه الخنادق والحواجز التي تحيط بهم كفيلة بنشر حالة من الرعب والتخوف من مذبحة جديدة.