حلب ، سوريا ، 05 أكتوبر 2013 ، مصطفى عباس ، أخبار الآن –
تعاني الأسر السورية النازحة من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة ، عائلة أبو بكر واحدة من آلاف العائلات السورية التي أصبحت من دون مأوى بعد أن طردت من بيتها لتتخذ من مغارة تحت الأرض مسكنا لها .
تفاصيل القصة مع مراسلنا من حلب مصطفى عباس …
أم بكر – ربة منزل
لم يستطع دفع اجار المنزل فطرد منه .. فلجأ أبو بكر وعائلته إلى خيمة قبل أن يسكن في مغارة لايدخلها هواء ولا ترى الشمس .. الأمر الذي سبب امراضا لأطفاله الصغار .. ولكن الغريب في القصة هو أن أبا بكر يدفه أجارا شهريا لقاء السماح له بأن يسكن هذه المغارة. مراسلنا مصطفى عباس يرصد لنا حال هذه الأسرة في التقرير التالي.
تمضي الأم وأبناؤها الثلاثة إلى مأواهم، ليس بيتا عاديا إنه مغارة حفرت في جوف الأرض، في هذه الغرفة الصغيرة تنام العائلة المكونة من خمسة اشخاص وهنا المطبخ والمأكل والمشرب، حيث لا شمس تدخل ولا نسمه هواء تتسلل. خلال التصوير ضاق نفسنا في هذا المكان، فمابالك بالأطفال الصغار الذين وكنتيجة طبيعية أصيبوا ثلاثتهم بالربو فضلاً عن أمراض أخرى.
تقول أم بكر ربة المنزل: “كان عندنا بيت بالأجار زوجي اختلف مع صاحب البيت، وسكنا في الخيمة، فقال لنا أصحاب الخير تعالو اسكنو في المغارة لان الجو حر وغير آمن من الشظايا والرصاص، وصار مع ابنائي الثلاثة مرض الربو وهذا الصغير معه ايضا جفاف”.
يلهو الأطفال غير عابئين بما يمكن أن تشكله السكنى في هذا الكهف من امراض على صحتهم في المستقبل. الكهرباء هنا أصبحت ترفا لا تفكر فيه هذه العائلة التي لاتجد أحيانا ما يسد الرمق، بل وتخاف أن تطرد من هذه المغارة. هذا هو الحمام ولا بأس من تربية دواجن، تكون سندًا للأمعاء الفارغة في ساعة عسرة.
رب العائلة يعمل بائعا للمثلجات على دراجة هوائية، ولكن عندما تسمح له الظروف الأمنية بالخروج للعمل، يخسر نتيجة الحر وعدم وجود الزبائن، فيما يبقى شغله الشاغل صحة أولاده الذين رفض أخذهم إلى مستشفيات النظام.
يقول أبو بكر رب الاسرة: “المغارة غير صحية أولادي مرضو نتيجة ذلك وصار معهم ربو وكل انواع الأمراض، فأخذتهم الى مشفى عبد العزيز الذي حوله بدوره إلى مشفى الجامعة، أنا هنا تفاجأت عندما رأيت ورقة الجامعة، قلت لها نحن لا نذهب الى مستشفيات النظام، خلي أولادنا يموتوا ولن نذهب لعند النظام لانه قتل الناس كلها، ولا نحبه ولن نذهب لعنده ابدا”.