دمشق، سوريا، 13 أكتوبر، (سيف الدين محمد، أخبارالآن) –
بين عيدين يمران على دمشق وسكان الضواحي فيها والنازحين في أرجائها، تبدو المسافة قصيرة محملة بالألم والدم.
عيد الأضحى .. ذكريات الماضي
يستذكر الأهالي في مدينة دمشق تلك الطقوس المرتبطة بعيد الأضحى من تقديم الأضاحي المختلفة وتوزيعها على الفقراء وما يلحقها من طقوس الكعك وتوزيع الحلوى والمساعدات المالية.يقول “أبو محمد” من سكان الميدان: “أضاحي العيد صاروا شباب البلد، كل يوم شهيد وكل يوم معتقل ومفقود. العيد مو النا”.تلك العادات قد نسفها النظام السوري وآلته العسكرية والتشبيحية والأمنية، وذلك مع انهيار الوضع الاقتصادي للأسر المتواجدة في دمشق وضواحيها.
أساليب تغييب العيد .. قهر يومي
تراوح سلوك النظام بين عدم احترام الطقس الاجتماعي للعيد وخروج الأسر وخاصة النساء والفتيات للتسوق حيث التحرش بدا واضحا خاصة للفتيات المحجبات، وبين القسوة في التعامل مع طقوس إسلامية مثل تقنين زيارة الأضرحة والتدقيق الأمني على الصلاة ناهيك عن السخرية والتهكم بطريقة مستفزة، وملاحقة من يقدمون المساعدات كزكاة عن أموالهم وغيرها من التقاليد المتعارف عليها دينيا واجتماعيا.تقول السيدة “ل.ط” إحدى الناشطات في المجال الإغاثي والخيري: “هناك محاولات دائمة لاسترضاء أذرع النظام من لجان وحواجز وعناصر أمن من أجل تحقيق أهدافنا. وفي هذا العيد يبدو التشديد الأمني أكثر من الفترات السابقة، يزيد الوضع صعوبة أننا محجبات وتلك يبدو أصبحت نقطة تثيرهم كثيرا”.
التسوق .. بما تيسّر
وسط كل هذه الظروف، ينصرف الأهالي الذين يعيشون حياتهم على ما تيسر من معونات مختلفة إلى أسواق الملبوسات المستعملة أكثر من مرة ذلك أن أسواق (البالة) باتت هي الأخرى تحتاج دخلا جيدا لشراء الملابس، خصوصا مع تدهور حال الطبقة الوسطى إلى أدنى السلم الاقتصادي، فترى النساء وهن يبحثن عن قطعة ثياب لأولادهن وسط ركام الفوضى ورائحة الملابس المنفرة.”ممكن نلاقيلنا شي قطع تياب رخيصة ومو مهرية كتير .. الولد بيفرح باي شي جديد”، هكذا تعلق النساء وتتهامس وهن منكبات على ركام البسطات المختلفة.وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية فإن مقولة “لا عيد وفي كل بيت شهيد” باتت وكأنها تطبق اليوم. فما معنى (العيد الكبير) كمان يسميه الأهالي مادام النظام مطبقا على أسباب الحياة.