صنعاء، اليمن، 14 اكتوبر 2013، الجزيرة
تبنت القاعدة في جزيرة العرب هجوما على مقر للجيش اليمني في جنوب البلاد أواخر الشهر الماضي. وكان عشراتُ المسلحين اقتحموا في الثلاثين من سبتمبر أيلول الماضي مقرَ قيادة الفرقة الثانية للجيش اليمني في مدينة المكلا بحضرموت، واحتجزوا بعض العسكريين رهائن، وقال مسؤولون عسكريون إن أربعة جنودٍ يمنيين قتلوا وأصيب تسعةٌ في هجوم مضاد ٍلاستعادة المقر.

وقالت وكالة رويترز إن البيان -الذي لم يتم التحقق من صحته- لم يشر إلى أي وجود أميركي في المنشأة ولم ترد تقارير عن مقتل أجانب في الهجوم.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تشن هجمات بطائرات من دون طيار لملاحقة من تصفهم بمتشددي القاعدة في جنوب البلاد، في حملة انتقدتها جماعات حقوقية واعتبرت أنها تضاهي عمليات الإعدام دون محاكمة.

وكان الجيش اليمني قد تمكن بدعم أميركي العام الماضي من إخراج مقاتلي القاعدة وحلفائهم من معاقلهم في جنوب البلاد، لكن هؤلاء المقاتلين أعادوا تنظيم صفوفهم وصعدوا من هجماتهم على مسؤولين ومنشآت حكومية، وقالت الحكومة إنهم قتلوا مئات الجنود وبعض كبار المسؤولين العسكريين.

يشار إلى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم جهادي مرتبط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري ويتخذ من الأراضي السعودية واليمنية مسرحاً لعملياته.

نشأ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إثر اندماج بين تنظيمي القاعدة في كل من السعودية واليمن في بدايات عام 2009م بعد تشديد السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم داخل أراضيها فلجؤو إلى الأراضي اليمنية مستفيدين من الوضع الأمني المتدهور بهذا البلد الذي تمزقه حرب الحوثيين في الشمال ومطالبة الحراك بالانفصال في الجنوب.

ظهر التنظيم إلى الوجود في بدايات تسعينيات القرن الماضي لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم. توالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم أخرون، لكن ظهر بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة.