دركوش، ريف ادلب، سوريا، 14 أكتوبر، ( مار أحمد، أخبار الآن )
أرتفع عدد القتلى في الإنفجار الذي وقع في بلدة دركوش بريف إدلب الى سبعة وعشرين شخصاً. وقالت مصادر لأخبار الان إن الإنفجار كان نتيجة ُ إنفجارِ سيارةٍ مفخخة. اتحادُ تنسيقيات الثورة قال من جانبه إن قواتِ النظام قامت بقصفتِ البلدة بالمدفعية الثقيلة َبعد التفجير. مراسلنا والتفاصيل..
وبث ناشطون اشرطة ًقصيرة ً مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اللحظاتِ الاولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمارٍ ٍ كبيرٍ/ واحتراق ِعدد من السيارات.
تقرير حصري حول مجزرة دركوش التي حدثت اليوم بجسر الشغور
المتحدثون :
1. ناجي من الأنفجار
2. أحد النازحين
3. د. أحمد الخطيب – مدير مشفى أورينت الميداني
4. د. محمد كلثوم – أحد الأطباء العاملين في المشفى
هذا ليس موقع لتصوير أحد الأفلام الهوليودية , إنما هي ساحة مدينة دركوش التي ارتوت بدماء أهلها صباح اليوم بينما كانوا يحضرون أنفسهم لاستقبال فرحة عيد مكلل بهدنة مرتقبة علّ شيء من الفرح يدخل قلوبهم.
استفاق الجميع اليوم على صوت دوى و عم الأرجاء, ففي التاسعة صباحاً وبواقعة هي الأولى في منطقة جسر الشغور انفجرت سيارة مفخخة في ساحة بلدة دركوش التي تحتوي سوقا تجاريا يغذي الريف الشمالي للمدينة ، مما خلف أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والكثير من الدمار .
إلا أن أصابع الإتهام وجهت مباشرة نحو النظام السوري ، فعلى حد قول الأهالي بأنه هو الوحيد المستفيد من هذا العمل الجبان كما وصفوه .
ويخبرنا ناجِ من الانفجار: “بأن النظام أرسل لهم هذه الهدية اليوم بمناسبة العيد ، ويقول إنه عمد الى استهداف المدنيين وأصحاب المحلات التجارية المتواجدة ، ولم يستهدف الثوار أو الإرهابيين كما يطلق هو عليهم” .
ويضيف أحد النازحين “بأن حدث اليوم هو حدث جليل , إذ أنها المرة الأولى التي يحدث بها شيء مشابه , ويبين بأن هذه المنطقة لا يوجد إرهابيون كما يطلق النظام على الثوار ، وأن جميع شهداء اليوم والجرحى هم من المدنيين فقط”.
ويدلي بشهادته ويقول “بأنه لم ير أية جثة لأحد الثوار بين جثامين ضحايا اليوم وأن الإرهابي الوحيد هو النظام السوري متمثلا ببشار الأسد” .
بدأت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى بينما بدأ الأهالي بالبحث عن أشلاء جثث الضحايا بين الركام ، حيث اختلط الدم بالطعام بلباس الأعياد .
هذا وقد اغتصت المشافي الميدانية وغرف العمليات وبدأت سيارات الإسعاف التركية بالتواجد على الحدود القريبة علها تساعد في إنقاذ حياة شخص ما ، بينما ممن هم حالتهم ليست بالسيئة كانوا في الانتظار بممرات ملأت بالدماء .
ويطلعنا الدكتور أحمد الخطيب وهو مدير مشفى أورينت الميداني : “استقبلنا العديد من الإصابات اليوم بسبب الانفجار الذي حدث في ساحة بلدة دركوش ومنذ التاسعة صباحا بدأت الإصابات تتوافد على المشفى بأعداد كبيرة جدا حتى أن الأسرّة ملئت بالكامل لذلك افترشنا لبعض المرضى بالأراضي والغرف , وقمنا حتى الآن بأربعة عمليات جراحية كفتح بطن وعمليات جراحة عظمية ، وما نزال حتى الآن لدينا بعض الحالات بانتظار إجراء عمليات لهم , وتم السيطرة على الوضع حتى الآن بشكل كامل” .
ويخبرنا أكثر الدكتور محمد كلثوم عن أعداد الشهداء والجرحى وهو أحد الأطباء العاملين في المشفى: “وصلنا ما يقارب الـ 30 جريح حتى الآن بإصابات مختلفة من إصابات في البطن وكسور عظمية وتم إسعافهم جميعا ولله الحمد ” .
أتى العيد هذه المرة بحلة جديدة عما عهده أهالي دركوش فكان لباسهم اليوم يقتصر على أكياس الموتى والأكفان , والكثير الكثير من الدموع .