الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، 15 أكتوبر، جواد العربيني، أخبار الآن
لم يثن الغلاءُ وقلةُ المواد الأولية في سوريا, عزيمةَ حرائر الغوطة الشرقية عن العمل على صناعة حلوى العيد وتوزيعها على الأطفال.
وإن كان السوريون رفعوا شعارا موحداً ” مافي عيد وكل يوم شهيد ” فإن ثمة نساءٌ دمشقياتٌ قررن تحدي الموت الذي يرسله النظام, وأن يُدخلن الفرحة على قلوب الأطفال ولو بقطعة حلوى.
يأتي العيد على السوريين ويحملُ معه الكثيرَ من الذكريات الجميلة لكن السوريون يأبون ان تمحي قذائفُ النظام تلك الذكريات ويُصرون على استقبال العيد ولو بقطعة من الحلوى.
تقول أم محمد: “نحنا حرائر الغوطة الشرقية من اجل الحرية تطوعنا لحتى نساوي معمول العيد وبسكوت العيد مشان نفرح الاطفال خليهم يفرحوا شوي يعني البسكويت ما عم نقدر نجبلهم ياه مشان هيك عم نعملهم بسكوت لنفرحهم عالعيد”.
يجتمع عدد من النساء في احدى المنازل في ريف دمشق ويقمن بصناعة حلوى العيد كما يفعلن في كل عيد ولعل صناعةَ المعمول هو اشهر ما تقوم النساءٌ السورياتَ بصناعاته لكن الغلاء الكبير ونُدرةَ معظم المواد جعل حشوة المعمول هذا العيد تقتصر فقط على التمر والاستغناءُ عن حشوة الفستق والجوز.
تتبدل ظروف العمل لكن يبقى الهدف هو الاساس فعدم توفر الغاز والغلاءُ الكبيرُ في الطحين واجواء الحرب اليومية لم تثني عزيمةُ هؤلاء السيدات.
تقول أم ياسر: “نحنا بالغوطة الشرقية كتير عم نعاني لنامن مادة الطحين بدنا نساوي شوية معمول وشوية بسكويت مشان نفرح الاطفال بالعيد لانو انحرموا كل هالشي بسبب الحصار الخانق عالغوطة الطحين غالي كتير الكيلو ب500 ليرة وجيبو كتير صعب من الشام حتى الغاز نسيناه صار شغلنا كلو عالحطب”.
لانه العيد والعيد يعني الفرح فرسم ضحكةِ على وجوه الاطفال هو سبب اخر يجعلُ هؤلاء السيدات يناضلن في سبيل صناعة قطعة من الحلوى بالرغم من بساطتها لكنها تعني الشيء الكثير في زمن كثرت فيه الدموع وغابت عنه الابتسامة.