المليحة، ريف دمشق، سوريا، 20 أكتوبر، (جواد العربيني، أخبار الآن )
سيطر الجيش السوري الحر على مجمع تاميكو في بلدة المليحة بريف دمشق، بعد مقتل عدد من عناصر النظام المتمركزين فيه وانسحاب آخرين ، وبدأت معركة السيطرة على مجمع تاميكو الذي كان معملا للأدوية قبل أن يحوله النظام إلى ثكنة عسكرية ، بانفجار سيارة على نقطة تفتيش للنظام صباح أمس ، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من قوات النظام ، وتلا ذلك معارك واشتباكات عنيفة .
استطاع الجيش الحر أمس السيطرة على حاجز معمل تاميكو في عملية نوعية تهدف إلى فك الحصار عن الغوطة الشرقية وفتح طريق إلى العاصمة دمشق، كما تمكن من ضرب حاجز النور القريب والمؤلف من سبع حواجز ويعتبر خط الجبهة الأخير نحو جرمانا، وتعتبر العملية الهجومية هذه الأوسع التي يقوم بها الجيش الحر في الغوطة الشرقية, وربما قد تكون الأهم فيما لو تحققت أهدافها.
تقع أهمية حاجز أو ثكنة تاميكو بالموقع الذي يستطيع أن يكشف مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية ، التي توفر عمق حماية وتمنع أي محاولات تسلل لمقاتلي الجيش الحر ، إضافة إلى أن الحاجز يعتبر درع حماية اساسي لادارة الدفاع الجوي .
يعتبر حاجز تاميكو مسؤولاً عن جرائم عديدة بحق المدنيين في الغوطة الشرقية لدمشق، حيث قتل عشرات المدنيين هناك، إضافة للحصار الذي يفرضه على البلدات القريبة منه كالمليحة وكفر بطنا، هذا وكانت الكتائب المشاركة في العملية قد أعلنت عن إطلاق معركة “أصحاب اليمين” والتي تهدف إلى تحرير حاجزي معمل تاميكو والنور.
وقد تمكن الجيش الحر من قتل قرابة ثلاثين عنصراً متواجداً هناك من بينهم ثلاث ضباط برتبة عقيد ونقيب وملازم، بالإضافة إلى إصابة قائد حاجز تاميكو المقدم علي سليمان بإصابات خطيرة وهو متواجد في المشفى العسكري بالمزة “601”، وسيطر الحر على المجمع بشكل كامل، كما تمكن من أسر عشرة عناصر لقوات الأسد، فيما تستمرت المعارك على حاجز النور.
الجولة صور للمدخل الرئيسي لمبنى تاميكو للادوية ومكان الانفجار واستمرار احتراق الادوية نتيجة القصف العنيف من مدفعيات النظام.
فريق أخبار الآن دخل معمل تاميكو للادوية هذا المعمل الذي حولته قوات النظام لثكنة عسكرية لقواتها. الهجوم بدء بعربة مصفحة المقاتل الذي كان يقود هذه العربة تمكن من ركنها والانسحاب لتبدء عمليه التفجير عن بعد لتحدث حفرة عميقة.
داخل معمل تاميكو الذي يحتوي على مئات الالاف من علب الادوية نلاحط ان كميات كبيرة تعرضت للاحتراق بسبب قذائف النظام. أحد مقاتلي الجيش الحر يشرح لنا عملية الهجوم فيقول: “الخطة صارت بتفجير عربة مصفحة بواجهة مبنى تاميكو تم قتل قناصة النظام من خلالها وبعدها تم تمشيط الابنية بالاسلحة الثقيلة وتم عملية الاقتحام”.
غارات الطائرات الحربية الميغ مازالت حتى اللحظة تحلق فوق سماء تاميكو عدة غارات قامت بها طائرات النظام منذ الصباح خلفت دمارا كبيرا في المعمل. يقول أحد مقاتلي الجيش الحر لواء بدر: “حاجز تاميكو يسميه النظام قلعة الجيش السوري، قمنا منذ سنة وشهرين ب3 اقتحامات وكانت تأتي تعزيزات ضخمة للحاجز، أهميته الاستراتيجية تكمن في أنه بوابة دمشق، وأنه مصدر للتعزيزات لإدارة الدفاع الجوي ونحن بالسيطرة علي قطعنا طرق الإماداد عن النظام.
شاهدنا كميات كبيرة من صناديق الادوية التي كانت ستساعد كثيرا المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية، يقول أحد المقاتلين: “احترقت الادوية التي كان محتكرة من قبل قوات النظام منذ سنة واربعة شهور ولم يخرج منها شيء”.
ساعة ونص امضيناها داخل معمل تاميكو،الجيش الحر يحشد قوات كبيرة ودبابات في محاولة للسيطرة على حاجز النور مدخل مدينة جرمانا. أكثر من مئة قذيفة تعرضنا لها ونحن نقوم بهذه الجولة.