ريف إدلب، سوريا، 22 أكتوبر، (محمد الدغيم، أخبار الآن)

في ظل الأوضاع التي يعيشها السوريون منذ اندلاع ثورتهم ضد نظام الأسد، وخاصة في الاونة الأخيرة، عمد الكثيرُ من الشبان الى السفر خارج البلاد لتأمين لقمة العيش لذويهم، ومع ما يمارسه النظام من حصار داخلي على الشعب، عمل ناشطون اعلاميون في ريف ادلب على تأمين وسائل تساعد الأهالي على التواصل مع ذويهم في الخارج.

“هل تريدين شيئا يا أمي” هذا ماقاله ابن ام محمد لأمه فترد قائلة له “لا أريد منك إلا أن تبقى سالما” وتدعوا له بالتيسير له والانتباه لنفسه ويودعان بعضهم.
بكلمات ممزوجة بالحزن، تودع ام محمد ابنها الذي يعيش خارج سوريا، إذ لم يبقَ لها وللأسر في ريف إدلب سوى عدد محدود من نقاط الإتصال بعد ان قطع النظام وسائل الإتصالات كافة، في محاولة لفرض حصار داخلي وللتعتيم على الجرائم التي يرتكبها بحق السوريين.

ولكسر هذا الحصار عمد ناشطون إعلاميون يمتلكون اجهزة اتصال فضائية، إلى اتاحة مجال لتلك الأسر لإستخدامها والتواصل عبر الإنترنت مع ذويهم خارج سوريا.
تقول أم محمد: “ابني غائب منذ خمس سنوات وكنا نتواصل عبر الهاتف الأرضي والخليوي ولكن انقطعت هذه الاتصالات واليوم لم يعد لنا وسيلة سوى خط الانترنت هذا الي الله يعطي العافية لهؤلاء الشباب الذين أمنوه لنا صرنا نتكلم معه كل فترة وفترة”.

يقوم المواطن مروان السعدو: “أتكلم مع أقاربي وأصدقائي في الخارج عن طريق النت الفضائي الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم لأن النظام قام بقطع وسائل الاتصال كافة الأرضية والخليوية فأصبحنا الان نتواصل معهم عبر النت الفضائي”.

في هذا المنزل يجتمع الناس للتواصل مع أقاربهم عن طريق البرامج الصوتية المتاحة على الانترنت محاولين تعويض قطع الاتصالات بهذه  الوسائل.
يقول الموطن عبدو الصالح أنه قدم إلى هذا المكان لتأكيد حجز طائرته في الاردن مع اقاربه هناك.
 تعد الأجهزة الفضائية هي وسيلةَ الاتصال الوحيدة المتاحة حاليا في معظم المناطق الخارجة عن سلطة النظام للتواصل مع العالم داخل وخارج سوريا وقضاء الحوائج.