تونس، 3 تشرين الثاني، إيناس بوسعيدي، أخبار الآن –
في كل مرة تكتشف بؤرة جديدة للفقر، قرى نائية و أناس يعيشون في أكواخ صغيرة ، يكتسون الارض لحافا.
الحاجة حليمة التي تتجاوز الثمانين من العمر هي من بين هؤلاء. تقطن في منطقة الخزان التابعة لمعتمدية فرنانة من محافظة جندوبة التونسية هي و ابنها العاطل عن العمل.
لا تملك في هذه الحياة سوى غرفة صغيرة تحتمي بها من برد الشتاء. فور دخولك الغرفة ترى ظلمة سببها غياب الكهرباء، أما عن مكونات الغرفة فهي كثيرة على اعتبار أنها مطبخ وغرف نوم وجلوس في آن واحد: أواني جد قديمة و حطب و سرير حديدي و أغطية بالية وجدران اسودّ لونها. سألنا الحاجة حليمة كيف تدبر قوتها اليومي فقالت “أعيش بما أحصل عليه من ملاليم قليلة يعطيني إياها بعض المارة”، تشتري الطحين للخبز و الشمع لتضيء ليلها لأنها غير قادرة على شراء الزيت للمصباح.
” لا أملك شيئا” تقول الحاجة حليمة ” لا اب و لا زوج و لا ارض لا تتركوني فأنا في حاجة لمساعدتكم مها كانت قيمتها”.
سنين الفقر أنهكتها و صحتها لم تعد تسمح لها بالعمل لتدبير قوتها أما زوجها فقد توفي منذ زمن بعيد تاركا إياها وحيدة مع ابنها الذي يغادرها في كل مرة إلى العاصمة من أجل العمل فيعود بخفي حنين.
الحاجة حليمة لا تطمع بالكثير و لا تبحث سوى عما يسمح لها بمواصلة ما بقي من عمرها بكرامة و في راحة لأنها تعبت في سنين عمرها الماضية ، أفلم يحن الوقت لترتاح؟مثل الحاجة حليمة كثيرون منهم من كشف الإعلام أوضاعهم فهب عديد الناس لمساعدتهم ومنهم من لايزال يعيش تحت وطأة الفقر و في العتمة بعيدا في إقليم الشمال الغربي الذي يتميز بكثافة غاباته و جباله و بكثرة القرى و المنازل النائية.