ريف حلب، سوريا، 3 نوفمبر 2013، ثائر الشمالي، أخبار الآن –
وسط معاناة السوريين في ريف حلب من قصف قوات النظام السوري وتقدمها للسيطرة على قراهم وبلداتهم، ينزح الأهالي من مكان لآخر، محرومين من أبسط مقومات الحياة ، ثائر الشمالي رصد معاناة بعض الأسر في بلدة السفيرة
تجلسُ وحيدةً في ساحةِ المدرسةْ، بعدما نزحتْ مع ابنائِها من السفيرة بريفِ حلبْ لتتركَ ورائَها منزلَها المدمر، استقبلتنا ام عبد الله والغصةُ لا تفارقُها لما آلَ إليهِ حالُها.
تقول ام عبد الله: “الله يخليكم و يحفظم بدي دوا و الله ماني قدرانة اتنفس الله يحفظكم لاهاليكم”.
القصفُ العنيفُ على السفيرة أجبرَ الأهالي على النزوحِ إلى أماكنَ أكثرَ أمنًا، لم يحملوا معَهُمْ سوى أملَ العودةِ ليرحلوا باحثينَ عن ملجئٍ أو خيمةٍ تقيهِم برودةَ الطقسِ، فآلةُ النظامِ العسكريةُ جعلتْ من السفيرة في ريفِ حلب مدينةً منكوبةً ومدمرةْ قبلَ أن تقتحمَها وتسيطرَ عليها.
يقول أبو علي نازح من السفيرة : “طلعنا من السفيرة حفاة عراة وما عرفنا كيف طلعنا .. هلأ محتاجين دوا و اكل وجايين على شتا وما في عنا شي هون”.
بالرغمِ من كلِ ذلك لم تغادر البسمةُ شفاهَ الأطفالِ إذ يبدو أنَ ألعابَهُم ما زالتْ أكبرَ همومِهم غيرَ آبهينَ بقسوةِ معاناتِهم.
غرفٌ لا يوجدُ فيها أدنى متطلباتِ الحياةِ الكريمة .. لا ماءَ لا كهرَباء ولا حتى دوراتِ مياه .. سوءُ الوضعِ الصحي في المكان ينبؤُكَ به انتشارُ الروائحِ الكريهةِ في كلِ زاوية. منهم من لم يستطعْ السكنَ هنا فكانَ عليهِ اللجوءَ إلى خيمةٍ في ساحةٍ المدرسة .. معاناةٌ يعيشُها كلُ نازحٍ ويخفي بداخلِ قلبِهِ أسرارًا وذكرياتٍ مؤلمةً سيحكيها لجيلٍ جديدْ قبلَ أنَ يحينَ أجلُه.