دمشق، سوريا، 4 نوفمبر 2013، وكالات —
ناشطون من الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق نقلوا صورا مؤثرة عن صراع الطفل عبد الحي البالغ أربع سنوات مع المرض , ولحظات الألم الأخيرة قبيل وفاته نتيجة الحصار المطبق الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة ضمن سياسة التجوع.
ذنب الطفل عبد الحي الوحيد.. أنه ولد في حي الحجر الأسود في ريف دمشق وسط الحصار ونقص الغذاء والدواء مما تسبب له بالجفاف .. أحد لم يستطع إنقاذ حياة كان بالإمكان الحفاظ عليها لو توفرت المساعدة المناسبة.
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مرارا عبر بياناته وبالتواصل مع المنظمات الدولية بفك الحصار عن المناطق التي تحاصرها قوات نظام الاسد حصارا مطبقا وتمنع عنها الغذاء والدواء، كما طالب بالسماح بمرور قوافل الإغاثة إليها.
المناطق المحاصرة التي لم تستطع الأمم المتحدة في أغلب الأحيان من الوصول اليها تضم عدداً كبيراً من المدنيين السوريين ممن يعانون ظروفاً معيشيةً صعبة للغاية.
ويبدو أن أحدا لا يستجيب لنداءات سكان المناطق المحاصرة.. وفوق كل هذا تقصف بشكل يومي.. لا وبل تتحدث تقارير الناشطين المعارضين الواردة من سوريا عن تصاعد متزايد للقصف على مناطق الحجر الأسود والمعضمية والسبينة والمليحة والعسالي.
وتدك في ذات الوقت أحياء دمشق الجنوبية خصوصا جوبر والقابون وبرزة التي تحدثت الهيئة العامة للثورة عن اشتباكات عنيفة وقعت هناك استعاد مقاتلو المعارضة على إثرها بعض المناطق التي خسروها سابقاً.
التطورات الميدانية لا توفر أياً من المناطق التي يتواجد فيها معارضو الأسد مدنيون أو عسكريون ، فالطيران الحربي يستمر بقصف المباني السكنية في مدينة كفرزيتا بريف حماة بالبراميل المتفجرة منذ أيام.
كما استهدفت عدة مناطق في درعا بقذائف الهاون على رأسها بصرى الشام وعتمان.
الوضع لا يختلف كثيرا في حي الوعر في حمص، حيث قالت شبكة شام الإخبارية إن القصف اليوم لم يوفر أيا من أحياء مدينة دير الزور.
وفي سياق متصل, الائتلاف يحذر من مجازر في جنوب دمشق.. و«الحر» يشن معركة تخفيف الحصار عن المعضمية
واصلت قوات النظام السوري حملتها على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي، بحسب ما أعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بالتزامن مع بدء «الجيش السوري الحر» معركة جديدة لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام.
وأوضح الائتلاف في بيان له أن «النظام السوري حشد عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود وأفراد الشبيحة في هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، محذرا كذلك من «ارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق، تتويجا للحصار الخانق المستمر منذ عام تقريبا، الذي حرم المدنيين من الكهرباء والماء والغذاء والدواء».
وطالب الائتلاف «بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وحتى البدائية، في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية».
في موازاة ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في منطقة دروشا وتل الكابوسية واللواء وحاجز 68 في منطقة خان الشيح في ريف دمشق، في حين أفادت شبكة «سانا الثورة» بأن «الجيش الحر» بدأ معركة جديدة سماها «معركة الصافات»، يسعى من خلالها لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام، والسيطرة على الحواجز النظامية المنتشرة على جسر السلام الرابط بين دمشق والقنيطرة. وقالت «شبكة شام» إن القوات النظامية قصفت مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام ويبرود وداريا في ريف دمشق.