سرمدا، ريف ادلب، سوريا، ٠٥ نوفمبر، ( مصطفى جمعة، أخبار الآن ) —

منذ إنطلاق الثورة في سوريا والنظام يسعى إلى عزل السوريين عن ما حولهم ، وذلك من خلال عدة ضغوط يمارسها ضد المواطنين ، وخاصة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الحر ، فأوصال الحياة في هذه المناطق معدومة بشكل كامل ، كالإتصالات الخليوية والأرضية ، مراسل أخبار الآن مصطفى جمعة يشرح لنا المزيد في التقرير التالي .

بعد أن قام النظام بقطع أوصال الحياة أمام المواطن السوري منذ إنطلاق الإنتفاضة الشعبية في سوريا ، بدأ المواطن في البحث عن حلول بديلة وناجعة ،تمكنه من التواصل مع ذويه الذين فارقهم ، بسبب الضغط المتنوع الذي يمارس ضدهم من النظام نفسه ، سيما بعد أن قطعت الإتصالات بكل أشكالها عن المناطق المحررة، فكان لابد للحياة أن تستمر رغم ضيق عيشها .

مقاهي الإنترنت كانت هي الحل البديل ، الذي يستطيع السوريون من خلاله التواصل مع عائلاتهم في داخل وخارج سوريا ، فهي المكان الحصري الذي يتيح المجال أمام من يبحث عن وسيلة حيوية وسط التراجع والتدهور بسبب الحرب الدائرة .

مصطفى عباس ، مواطن من ريف إدلب الجنوبي يقول : “بالنسبة للمتواجدين في سورياأو في خارجها، كل هؤلاء الناس يعرفون كما تعرف أنت ، أن الناس قلبها محروقلترى أهاليها لتعرف أي خبر عنهم ، هل هم أحياء أم إستشهدوا أو مرضى أو … أو… ، فالطريقة هي الإنترنت بالمئة مئة ، لأن النظام لم يترك وسيلة ، والناس إرتاحت لهذا الأمر”.

خطوة تعتبر من أهم الأعمال التي أدخلت للمواطن في المناطق المحررة ، فالآن أصبح بمقدوره تسيير أعماله من خلالها أيضاً ، حيث سيتمكن من الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لساعات مطولة وبسعر رمزي ، والتي ستكون كفيلة بتسيير أعماله وتواصله مع أقاربه ، الذين ينتظرون أي خبر يبرد صدرهم عنه .

محمد حسام القد ، صاحب فكرة أول مقهى إنترنت على الحدود يقول : “هو أن نقوم بمساعدة أكبر عدد من الأشخاص الغير قادرين على التواصل مع أهلهم عن طريق الإنترنت ، وبأسعار رمزية جداً ، سيتمكن الشخص من إستخدام الأنترنت لمدة ساعة أو إثنتين أو ثلاث ساعات متواصلة ، ويحدثهم عن طريق السكايب أو الفيسبوك أو
التويتر ، وأن يطمئن عليهم” .

وبعد أن لقت هذه الخطوة إستحساناً وإقبالاً عند الجميع ، توسعت هذه الفكرة لتشمل مناطق أكثر ومقاهي ذات إستيعاب أوسع ، والتي تتطلب تكاليف كبيرة ،كالمولدات الكهربيائية وتجهيزات إحتياطية ، كما أنها بحاجة إلى مخدمات أفضل
وأسرع .

يأمل السوريون لو أن خطوة كهذه تمتد وتتسع إلى مناطق العمق المحرر ، والتي قد تكون ملأت شاغراً في كل بقعة نالت نصيبها من غضب وسخط النظام ، في الوقت الذي تبقى فيه قضيتهم معلقة مابين مد وجزر .