الغوطة الغربية، ريف دمشق، سوريا، 5 نوفمبر، (جابر المر، أخبار الآن) —
في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، يواصل أحرار الغوطة الغربية معاركهم ضد النظام وقد أصبحوا هم المبادرين بإثخان معسكراته بعد أن كانت قراهم وبلداتهم هدفا سهلا لمدفعيته وقواته.
فبعد الاستطلاع المكثف على فوج المدفعية التابع للفرقة السابعة، قام ثوار تحالف الراية الواحدة بالمسير ليلا باتجاه الفوج 137 مدفعية والذي يمتد على مساحة 3 كم بجانب الكثير من القطع العسكرية وقيادة الفرقة السابعة الملاصقة له ضمن ما أسموه معركة (ادخلوا عليهم الباب)، وبعد تمركز الثوار على أطراف الفوج قامت سرية المهاجرين بالتسلل إلى داخل الفوج والاشتباك مع قوات النظام على بعد أربع أمتار إلى أن فروا وتركوا أسلحتهم ودباباتهم، فأمطرتهم سرية الهاون التابعة للتحالف بقذائف الهاون 120-82 والتي تم تصنيع الكثير منها بمعامل الدفاع التابعة للتحالف.
وللتخفيف عن الثوار داخل الفوج اشتبكت مجموعات من التحالف مع حاجز شقحب وحواجز أوتستراد السلام وكتيبة التسليح في الفرقة السابعة حيث قتل أكثر من 45 عنصرا من الفوج وتمكن الثوار من تفجير دبابة وإعطاب عربة ب م ب وإعطاب المدافع التي وقعت تحت أيديهم إلا أن اشتداد القصف براجمات الصواريخ من القطع العسكرية المحيطة إضافة إلى كبر مساحة الفوج اضطر الثوار للانسحاب مع الفجر بعد أن دمروا الكثير من آليات النظام وأسلحته الثقيلة ومستودعات ذخيرته.
هذا وانطلق الثوار باتجاه بلدة دروشا التي يسيطر عليها النظام كليا وجعلها منطقة عسكرية بالكامل وهي البلدة الأولى له باتجاه الشام على طريق دمشق القنيطرة، إلا أن إصرار الثوار على انتزاعها مكنهم من تحرير بنائين على مدخل البلدة كانت قوات النظام تتمركز فيهما وتغدر قناصته المارة منهما، كما تمكن الثوار من اغتنام عددا من الآليات والأسلحة.
خسر الجيش الحر قرابة خمسة عشر مقاتلا، بينما تكبد النظام خسائرا فادحة في العدة والعتاد كما سقط العشرات من قواته بين قتيل وجريح.
تتوالى المعارك في الغوطة الغربية، وتقتل الكثير من شبابها، إلا أن أكبر المصائب التي يعاني منها السكان هي استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه حواجز النظام على تخومها، فتسلب ما تيسر لها من السكان كلما أرادوا الذهاب لأعمالهم، وتزيد من حالات الاعتقال العشوائي دونما ذنب أو سبب، فقط لعجزها عن مواجهة الجيش الحر فتفرغ كل أحقادها بالمدنيين.