ريف إدلب، سوريا، 6 نوفمبر، (أحمد عنكير، أخبار الآن)
في ريف إدلب، تعيش الأسر النازحة في العراء جراء قصف النظام قراهم وبلداتهم. منهم من اتخذ المغارات مسكنا ومنهم من نصب خيمة تؤيه هو وأسرته. تلك المساكن ومع قدوم فصل الشتاء لم تعد ملاذا آمنا ومكانا مناسبا للعيش خاصة عند سقوط الأمطار على المنطقة وانعدام وسائل التدفئة. مراسلنا في ريف حماة أحمد عنكير اطلع على حال تلك الأسر ووافانا بالتقرير التالي.
شتاء السوريين في العام الثالث من الثورة طرق بابهم بشدة دون أن تلوح في الأفق أي ملامح لربيع قادم قد يزين حياتهم. فصل الشتاء جلب معه فصولاً جديدة من المأساة المستمرة منذ حوالي الثلاثين شهرأ. شتاء بدء باكراً هذا العام أيامه الأولى توحي بقسوته.
تقول أم محمد وهي ربة أسرة: “صار لنا تسعة أشهر نازحين صارلنا من الربيع لهلأ نازحين ودخلنا على الشتاء وماعندنا صوبات ولا مازوت ولا عنا شي نجهز للشتاء، قاعدين بالمغر وبالخيام وعم نستنا رحمة الله”.
هنا في السهول والبراري المنتشرة ما بين ريفي إدلب وحماة يقطن عددُ كبير من العائلات النازحة والتي إتخذت من الكهوف والمغاور أو خيام أقاموها بأنفسهم مساكن لهم، لكن مع دخول فصل الشتاء ثمة صعوبات كبيرة تواجههم أهمها التدفئة التي يزيدها ضعف أحوالهم المادية كما يقولون.
يضيف سمير حيدر النازح ورب الأسرة من ريف حماة: “صار مطر ليلة واحدة طفنا كلياتنا، لحد اليوم عم نشف بالغراض. عنجد لحد اليوم عم نشف فيها صار عنا ليلة واحدة مطر اللي صارت وشوية هواء. لليوم لسا عم ننشف ونطالع ونفوت عالشمس بس مشان نحسن ننيم الأولاد”.
محمد رب لأسرة صغيرة، نزح مع أطفاله من بلدة كفرنبودة في ريف حماة وجال معهم عدة بلدات لينتهي به المطاف هنا. يحاول بناء غرفة صغيرة في مقلع حجري قد تكون مأوى له في هذا الشتاء.
يقول محمد المجبل النازح من ريف حماة: “المرة الماضي دخل المطر على أحدى الغرف وانهدم الحيط، الحيط حجر وطين كان الحيط متواضع ماعنا غير هالطريقة اضطررنا نحضر للشتاء نعرض الحيط ونكتر حجار وطين ماعنا غير هالطريقة.