دمشق، سوريا، 7 نوفمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)
تعد ظاهرة الأكشاك في مدينة دمشق واحدة من أساليب النظام المكشوفة لمراقبة أي تحرك مريب أو تجمعات قريبة، وهو ما يفسّر الهجوم على بعض الأكشاك من قبل الجيش الحر.
أكشاك للبيع .. وسلاح
ليست مهمة الأكشاك رصد التجمعات المشكوك فيها ومتابعة التحركات في الشوارع المحيطة فقط، فكل ما يحتاجه الشباب في طريقهم موجود من علب السجائر والمشروبات المختلفة وحتى الأفلام وإن كان أسلوب بيعهم يتسم عموما بالنزق والتعالي.
لكن الكشك تشكّل على أنه فرع أمني صغير يكون هناك مسؤول عنه وعن عدة أكشاك، ويتزود البائعون ومن معهم بالسلاح الفردي إضافة إلى أسلحة متوسطة مخبأة داخل الكشك أو في مكان قريب جدا. وهي تظهر وقت وجود مشكلة إذ ترى أفراد الأمن وقوات النظام باللباس المدني وقد طوقوا المكان.
يقول الشاب “م.د” إن حادثة إطلاق النار على جسر الثورة منذ أشهر عدة مضت: “فاجأت الجميع بالكمية الكبيرة من الأسلحة ورجال الأمن حين طوقوا فندق سميرا ميس وما حوله”.
أكشاك مستهدفة .. وأبراج للمراقبة
بسبب من وضوح عملها ومشاركتها في عمليات “التشبيح” فقد تم استهداف بعض الأكشاك وخصوصا كشك المزة الشهير الذي تم تفجيره وسقط قتلى كثر من الشبيحة فيه، أو كشك منطقة القصور الذي انفجر بعبوة ناسفة دون سقوط قتلى.
لكن الهدف الأمني يبقى هو الهاجس الرئيس لوجود هذه الأكشاك على النقيض من ضرورتها في تقديم الخدمات خارج نطاق المتاجر الملتزمة بأوقات عمل محددة كما في دول العالم دون استثناء. وهو ما يبرر ارتباط صاحب الكشك بالأمن سابقاً ووجوده كعنصر أمن حالياً وخصوصا من المنطقة الساحلية.
أمن .. وليس أمان
تشكل المحال التجارية عموما مثل الأكشاك هامش للأمان في المنطقة المتواجدة فيها من حيث الإنارة الدائمة ووجود أكثر من شخص يقوم بالخدمات المختلفة، لكنها هنا في دمشق هي مجرد مفارز أمنية مصغرة يلجأ إليها في الليل العناصر الأمنية المختلفة سواء على الحواجز أو أصحاب المهمات “الوطنية”.
ويطل صباح اليوم التالي محملاً برائحة علب وزجاجات الخمر المرمية باستهتار بعد أن يكون “أمن الوطن” قد أدى مهامه على أكمل وجه في تكريس الخوف لدى الناس.