دمشق، سوريا، 14 نوفمبر، (جابر المر، أخبار الآن)

مع حلول الظلام في دمشق يزداد التدقيق الأمني ضراوة على حواجز المدينة، هذه القاعدة التي حفظها السوريين عن ظهر قلب وباتوا يوصون أبنائهم بعدم التأخر خارج المنزل خوفا من عودتهم في الظلام، يأتي التوقيت الشتوي لينسفها مطالبا الجميع بالبحث عن قواعد جديدة للحركة في المدينة.

حلول الظلام المبكر

بعد أن دخل التوقيت الشتوي حياة السوريين منذ فترة وجيزة بات سكان دمشق مجبرين على المرور ليلا من حواجز النظام إذ صار الظلام يحل في الساعة الرابعة والنصف مساء، أي قبل أن يتمكن طلاب الجامعات من مغادرتها تقريبا أو قبل أن يجد الموظفون وسيلة نقل تأخذهم إلى منازلهم في ظل أزمة المواصلات الخانقة التي تشهدها دمشق، تقول طالبة الجامعة هيلا: “نحنا منطلع من محاضرة بتكون الدنيا عتمت وقبل ما إطلع بيكونو أهلي بلشو يبعتولي رسائل عالموبايل إنو إرجع قبل ما تعتم الدنيا، صرت متخانقة مع أهلي كذا مرة مشان يخلوني إنزل عالجامعة”.


حواجز النظام لا تفهم التوقيت الجديد

“كل حاجز بدك تمرق عليه بدو يسألك شو بعدك عمتساوي برة لهلوقت؟ بتحكيلو بعدها الساعة خمسة المسا، ما بيفهم وبيرجع بيحكيلك ما تنقبر ترجع على بيتك بكير!!” هكذا يشرح مصعب أزمته على حواجز المدينة، فمع حلول الظلام يخاف عناصر الحاجز من العتم ويشرعون بإيقاف السيارات في طوابير طويلة جاعلين منها درعاً ضد أي استهداف ممكن من عناصر الجيش الحر، ودائما ما يبدي العسكري على الحاجز استغرابه من تأخر الناس خارج بيوتها إلى هذه الساعة علما أنه لا وقف فعلي للحركة، وليس هناك حظر تجول مفروض من الحكومة نفسها، إنما يعود الأمر في الغالب إلى مزاج العسكري على الحاجز وأخلاقه، ناهيك عن أوامر إطفاء ضوء السيارة عند الوصل إلى الحاجز والسير على مهل، يشرح سائق سيارة الأجرة أبو وصفي معاناته على الشكل التالي: ” مرة نزلوني من السيارة ودبحوني من القتل لأني كنت رح إدعس العسكري بالليل وأنا طافي ضو السيارة، شلون بدهن يانا نمشي ما عاد فهمنا”

حملة شبابية تطالب بإعادة الساعة للتوقيت الصيفي

أنشأ شباب يطلقون على أنفسهم “مواطنون سوريون” حملة على فيس بوك تدعو لإعادة التوقيت الصيفي والعمل به، موضحين سبب مطالبتهم بما يلي: “هنالك العديد من الأشخاص والطلاب والنساء ممن لا يكونون قد انهوا دوامهم وأعمالهم مما يعرضهم للخطر أثناء التنقل ليلاً”، كما أنهم ينفون العلاقة ما بين تأخير الساعة والمناخ، بل يقولون أنها عادة عالمية اتبعتها الحكومات لأسباب اقتصادية والكثير من هذه الحكومات تخلت عن هذه العادة”.
وعن الأمر اللافت في هذه الحملة فهو أن شباب موالين لنظام الأسد يشتكون من العمل بالتوقيت الشتوي كما يشتكون من تجاهل الحكومة لمطالبهم، صاحبة اسم وهمي تسمي نفسها ب (الولاء للأسد) تقول على جدار الحملة: “وكأنو حدا رح يرد علينا؟ ع المطالب الأكثر أهمية ما عم يردو ليردو عهالطلب.. مو تشاؤم بس هاد الواقع”.

تكثر مضايقات الحواجز في دمشق وتزداد مع الوقت، لكن الخوف من الظلام الذي يعتبر عرفا عالميا، أصبح بالمعنى السوري الخوف من حاجز في الظلام لا يريد إلا إذلال المارة دون سبب أو ذنب.