بزاعة، حلب، سوريا، ١٩ نوفمبر، ( ثائر الشمالي، أخبار الآن ) –
مع اقتراب فصل الشتاء، يستعد السوريون بقلق كبير، لمواجهة كارثة الصقيع والتدفئة في سوريا، فمع قلة المساعدات، وكثرة النزوح، والإقامة في مساكن مفتوحة على العراء، ينتظر السوريين الكثير من البرد والمرض، والقليل من الدفء والعافية،
مراسلنا في حلب ثائر الشمالي، التقى بعائلة نازحة، فقدت منزلها ومصدر عيشها، ولجأت إلى خيمة صغيرة في العراء لتأويها وتخفف عنها ظروف الحياة القاسية . تحفُرُ سمرُ مع أخيْهَا وتساعدُهُ لعلَّهُم يُنهونَ أساساتِ مشروعِهم قبلَ غروبِ الشمس ويقطعونَ خُطوةً في بناءِ بيْتِ الخلاءِ هذا ، بعدَ أنْ نزحتْ عائلتُهم من السفيرة بعدَ إقتحامِ قواتِ النظامِ للمدينةِ ؛ قادمينَ إلى هنا مبتعدينَ عن الموتِ ، ليَسكنُوا في العراء لا مأْوى لهُم سِوَى خيمةٍ رقيقةٍ صنعوهَا من القُماشِ ، يبنونَ الحمَّامَ من موادٍ أولية ، طينٌ و حجر فلا بديلَ سوى ذلكَ لقضاءِ حاجتِهِم .
تقول سمر و هي طفلة نازحة مع عائلتها : “نحن عم نحفر منشان نحط أساسات التواليت لان عايشين بالشارع ، و ما عنا تواليت بالسفيرة ، كان عنا كل شي بس الجيش اقتحم و هربنا من القصف و القتل” .يحكيْ لنَا الأبُ قصةَ نزوحِهِ بغصةٍ ظهرتْ على عينيْهِ ، في حينْ يراقبُنا الأطفالُ و ينتَظرونَ منَّا أيَّ شيء يساعدُهُم وينقُلُ حالَهُم إلى الأفضل ، شيء يبقيْهِم آمنينَ لا يسمعونَ صوتَ طائرةٍ ولا مدفعية .
يأكلونَ و يشربونَ و ينامونَ هنا على الحجرِ ، تُحيطُهُم الحشراتُ بمختلَفِ أنواعِهِا لتختلِطَ مع طعامهِم و شرابهِم ، في حين تنتشرُ الأمراضُ في كلِّ مكانٍ لا سبيلَ لتقديمِ العنايةِ الطبيةِ لهُم ، هذهِ هي المياهُ التي تروي عَطَشَهُم والتي أَتَوا بها من بئرٍ قريبٍ من هنا غيرُ صالحةٍ للشرب.
أما الأخُ الأكبرُ ، فيقومُ بجمعِ أشياءٍ من القمامة ، علَّهُ يستطيعَ أنْ يَبيعَها و يأتي بنقودٍ تكفي لشراءِ خُبزٍ يَسدُّ جوعَهم .رغمَ الفقرِ و الحالةِ المآساويةِ التي تعيشُهَا هذه العائلة ، أصرَّ الأبُ أن يُسقيْنَا كأساً من الشاي قبلَ مغادرة ِالمكانِ مؤكداً لنا أن الحربَ والجوع لن تسرقَ منْهُ كَرَمَهُ للضيف .