دمشق , سوريا (محمّد صلاح الدين , أخبار الآن )
” العفو العام يسقط عنك العقوبة الأصلية والفرعية لجريمة الفرار الداخلي ويحولك من شخص محكوم عليه إلى غير محكوم عليه , شرط أن تسلم نفسك خلال 90 يوماً . ج.ع.س “
بهذه الرسالة النصيّة ومثيلاتها تروّج الإدارة السياسية في جيش النظام لمرسوم العفو العام الذي أصدره الأسد في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي بغية رأب الصدع الذي أصاب جيش النظام نتيجة الإنشقاقات التي لم تستثني أياً من تشكيلاته عدا عن آلاف القتلى والمصابين الذين سقطوا خلال معارك النظام ضد الجيش الحر وكتائب الثوار ..وتأتي هذه الخطوة حسب مصدر خاص في إدارة السجلات العسكرية بهدف تخفيض حجم الإنفاق الهائل الذي تتكبده خزينة النظام جراء المبالغ الكبيرة التي تُدفع للمرتزقة المحليين والأجانب الذين اضطر النظام لإشراكهم في القتال بعدما خسر قرابة الثلثين من قوام الجيش النظامي .. وقال المصدر إنّ عدد المنشقين الذين استجابوا للعفو وبادروا لتسليم أنفسهم لا يتجاوز مئتي منشق على امتداد سوريا ..
أخبار الآن استطاعت الوصول إلى واحدٍ ممن سلموا أنفسهم وعادوا إلى الخدمة العسكرية وقد أختار اسماً مستعاراً لأسبابٍ امنية ودار الحديث الآتي :
– أخبار الآن : ما الذي دفع بك لتسليم نفسك وكيف تمّ الأمر ؟
— مجدي : عندما قررت ترك الجيش ظننت أنّ زمن الأزمة سيكون فترة محدودة تنتهي في وقت قريب ولم أرغب في المشاركة بالقتل لذلك لم انضم للجيش الحر ولكنّ هذا القرار أثّر على حياة عائلتي فباتت ملاحقة من قوى الأمن خصوصاً أننا نقطن في منطقة لا تزال تخضع لسيطرة النظام وتعاني من حملات مداهمة مستمرة ..
وبعد اتصالات عديدة تحملُ في طيّاتها التهديد أحياناً والترغيب أحياناً أخرى من قائد وحدتي الذي حاول إقناعي بالعودة إلى (حضن الوطن) خصوصاً في الفترة التي بدأت أرى فيها أنّ الأزمة لن تنتهي بوقتٍ قريب وأنّ النظام وحده القادر على تقديم سبل الحياة فيما يحاصر المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ..
أمّا عن الإجراءات التي تمت حتى عدتّ إلى الخدمة دون التعرض للإساءة فقد اتصلت بضابطٍ تجمعني به صلة قربى واتفقنا على موعد للقاء اصطحبني بعدها إلى وحدتي العسكرية وتمت تسوية وضعي .
– أخبار الآن : وماذا عن وضعك الآن كيف تتم معاملتك من قبل قادتك؟
— مجدي : أنا الآن في مكان خدمتي العسكرية ولا يأمن قادتي على إخراجي في مهامٍ قتاليّة وهذا شيء جيدٌ بالنسبة لي .. ولكن من المؤلم أن تعيش في بيئة لا تثق بك .. أنا الآن أخرج للحراسة ببندقية بدون ذخيرة وقبل ذلك خرجت في مهمة شاقة وهي تجهيز المتاريس للحواجز العسكرية .. لا أشعر بالارتياح لكن لا خيار آخر بالنسبة لي .
– أخبار الآن : هل تصلكم أخبار الانتصارات الأخيرة التي يحققها الجيش الحر على حساب قوات النظام .. و كيف ستتصرف في حال وصلت المعارك إلى حيث أنت ؟
— مجدي : تصلنا بعض منها ولكن بشكل متقطع عن طريق التسريبات أو من خلال الإجراءات الاحترازية التي نقوم بها وأحياناً عن طريق زملائي الذين يعودون من مهام قتالية .. وأمّا عن ردة فعلي وكيفية تصرفي في حال تعرضنا لهجوم من الجيش الحر لا أعلم بالضبط ماذا سيحدث لكن بكل تأكيد لن أشارك في القتل حتى لو تعرضت أنا له .