بغداد، العراق،  01 ديسمبر 2013، وكالات – 

قالت وزارتا الصحة والدفاع في بغداد إن 950 شخصا قتلوا في أعمال العنف الشهر الماضي وهو رقم يقارب إحصائيات شهر أكتوبر ليكون بذلك الشهران الأكثر دموية في خمس سنوات

وتشمل الهجمات اليومية سيارات مفخخة واحزمة ً ناسفة وعبواتٍ واسلحة ً رشاشة وعمليات اغتيال، وتستهدف الى جانب المقاهي كل اوجه الحياة ، من ملاعب كرة القدم، الى المطاعم ومراكز الترفيه وحتى المساجد ومجالس العزاء.
              
في هذا الوقت، قتل 28 شخصا واصيب العشرات بجروح الاحد في هجمات متفرقة بينها تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف تشييع جنازة في محافظة ديالى المضطربة بشمال شرق بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
             
واشارت الارقام التي حصلت عليها وكالة فرانس برس من وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية الى مقتل 948 شخصا الشهر الماضي، هم 852 مدنيا و53 من عناصر الشرطة و43 عسكريا.
             
كما افادت الحصيلة عن اصابة 1349 شخصا خلال الشهر الماضي هم 1208 مدنيين و89 شرطيا و52 عسكريا.
             
وحصيلة ضحايا شهر تشرين الثاني/نوفمبر مقاربة لحصيلة ضحايا الشهر الذي سبقه والذي قتل خلاله 964 شخصا، وهي الحصيلة الرسمية الاعلى لضحايا العنف منذ نيسان/ابريل 2008.
             
ومنذ مقتل 50 شخصا في اقتحام قوات الامن لاعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في الحويجة شمال بغداد في نيسان/ابريل، يشهد العراق تصاعدا كبيرا في اعمال العنف.
             
وقتل منذ بداية العام نحو ستة الاف شخص بينهم 950 في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحده، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية طبية، في موجة عنف غير مسبوقة منذ النزاع الطائفي بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008.
             
واتخذت الاجهزة الامنية اجراءات عدة للحد من تصاعد العنف، بينها شن عمليات توقيف واسعة، وتنظيم سير المركبات على الطرقات بحسب ارقام اللوحات، من دون ان يؤدي ذلك الى تقليص معدلات العنف.
             
وقال ابو محمد وهو صاحب محل لبيع المعدات الكهربائية في وسط بغداد ان “سياسة الدولة والاجراءات الامنية هي السبب في ما يحدث في البلد، اذ انه يفترض مثلا ان تكون الاجراءات الامنية مشددة حول المدينة بدل نشر عناصر الامن في الشوارع”.
             
واضاف “حتى الارهاب، من اين جاء؟ فلو كانت هناك مؤسسات مستقلة تعمل بعيدا عن تدخل الاحزاب والطائفية لكانت الاوضاع افضل”.
             
وراى من جهته ابو عقيل الساعدي (70 عاما) وهو بواب يعمل في مبنى في وسط بغداد ايضا “ما دامت الدول الخارجية تدعم الارهاب في العراق، فاكيد سيقتل عراقيون كل يوم”.
             
وتابع “يجب ان تكون القيادة بيد رجل واحد، يتخذ القرارات بعيدا عن تدخلات السنة والشيعة”.
             
واليوم، قتل 12 شخصا على الاقل واصيب 28 اخرون في تفجير انتحاري بحزام ناسف.
             
واوضح ضابط برتبة عقيد في قيادة عمليات ديالى لوكالة فرانس برس ان “انتحاريا فجر نفسه في جنازة نجل الشيخ علي الشلال العراكي، داخل مقبرة في منطقة الوجيهة (25 كلم شرق بعقوبة)، ما اسفر عن مقتل 12 واصابة 25 اخرين”.
             
وقتل نجل الشيخ علي الشلال شيخ عشيرة العراكية في ديالى مساء السبت بانفجار عبوة ناسفة قرب منزله في منطقة الوجيهية، بحسب الشرطة.
             
ووقع الهجوم الانتحاري صباح اليوم لدى وصول المشيعين الى مقبرة المدينة.
             
وتعد محافظة ديالى، كبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، احدى المناطق المضطربة في العراق وتشهد هجمات ضد قوات الجيش والشرطة بشكل متكرر.
             
كما قتل خمسة اشخاص في هجمات متفرقة في بغداد، وشرطي في الموصل، وشخصان في الفلوجة، وشرطيان في ابو غريب، وخمسة اشخاص في انفجار عبوتين في بعقوبة، فيما عثر على جثة شخص في الحويجة، بحسب مصادر امنية وعسكرية وطبية.
             
والى جانب اعمال القتل اليومية، عادت الى العراق مؤخرا عمليات الاعدام الجماعي.
             
فقد عثر على جثث 28 شخصا قتلوا بالرصاص او ذبحا الجمعة في العراق ما ذكر باعمال العنف الطائفية التي ادمت هذا البلد بعد الغزو الاميركي في ربيع العام 2003.
             
وجاء ذلك بعدما عثر الاربعاء على 19 جثة لاشخاص قتلوا بالرصاص في مدفنين ومنزل في بغداد.