كفرزيتا، ريف حماة، سوريا ، 4 ديسمبر 2013، ( مصطفى جمعة، أخبار الآن ) –
تعتبر مدينة كفرزيتا بريف حماه الشمالي هدفاً يومي لطائرات النظام منذ ثلاثة أشهر ، فالبراميل المتفجرة التي تلقى من تلك الطائرات ، تسببت في تدمير عدد كبير من منازلها ومؤسساتها الخدمية ، إلا أن بعض هذه البراميل تسقط ولا تنفجر ، ليأتي بعدها دور كتائب الهندسة في الجيش الحر بتفكيكها و الإستفادة من محتواها ، تقرير مراسلنا مصطفى جمعة و التفاصيل .
لجأ أهالي مَدينةُ كفرزيتا إلى الأقبية والملاجئ عند سماعهم لهذا الصوت ، فهم إعتادوا على سماعه منذ ثلاثة أشهر من القصف المتكرر بالبراميل المتفجرة ، حتى أصبح روتيناُ يومياً وقصة تسرد فيما بينهم ، وعند رؤيةِ أحدِهم لطائرة تحومُ في الأجواء ، سيتوجب عليه بث الخبرِ ورصدِها ومتابعتِها ، فليس من عادة الطيار أن يمر في أجوائها إلى و يرمي برميلاً واحداً على الأقل ، يكون فيه حصةً ونصيباً لكفرزيتا ، وذكرياتٌ تدفن تحت الأنقاض التي سيخلفها الإنفجارُ الهائلُ بعد قليل .
نضال فرج – مواطن دمر بيته : “أتاني خبر بأن منزلي قد تدمر ، إستهدفته الطائرة وتدمر المنزل ، وأتيت إلى هنا ورأيت هذه الحالة ، ماذا سنفعل ؟ حسبي الله ونعم الوكيل ، منذ شهرين أو ثلاث يستهدفوننا بالطيران ، نفر من مكان لآخر ، وهذه هي حالتنا ، منزلي تدمر وذهب معه كل شيء ، يعوضني الله”.
الحَملة الشرسة التي تشنها الطائرات على المدينة ، لم يجد لها الأهالي أي مبررٍ يجبر النظام على إستخدام هذه القوةِ المفرطة ، إلا أن كفرزيتا هي خطُ الإمداد والحياة للجبهات المشتعلة في الريف الشمالي ، الذي حاول النظام جاهداً السيطرة عليه فكسر ظهره .
القصف المستمر على هذه المدينة تسبب في تدمير عدد كبير من منازل المدنيين والمؤسسات الخدمية ، كما كان سبباً في تهجير وتشريد أكثر من 90% من سكانها .
نسبةٌ لا بأس بها من تلك البراميل تسقط على المدينة ولا تنفجر ، ما يجعل صوت تكبيرات الأهالي يسمع في كل زاويةٍ من أرجائها ، ليتجسد عند ذلك الحدث دور كتائب الجيش الحر في تفكيك وإخراجِ تلك المخَلَفات بل والإستفادةُ من ما تحتويه في ما يخدم عملهم .
مهند دامس – أحد عناصر كتيبة الهندسة في المدينة : “نحن في كتيبة الهندسة هنا في المنطقة ، نحاول دائماً أن نبعد الأذى والشر الذي ترميه الطائرات الأسدية أو الصواريخ التي من الممكن أن ترميها ولا تنفجر ، نحاول أن ننقلها ونبعدها عن الأذى الذي قد تسببه للمدنيين ، فمهمتنا على الأغلب تكون هي بالدرجة الأولى إزالة ، وثانياً نحاول أخد هذه المخلفات لنحاول ردها إلى النظام بنحره إن شاء الله”.
وعلى هذا المنوال تعيش كفرزيتا يومُها ، الذي يستحال أن يمر من دون طائرة تشتت فكر من بقي فيها وأبى أن ينزح .