دبي، الامارات، 10 ديسمبر 2013، أخبار الآن –
الصفقة المرحلية التي عقدتها إيران مع الغرب؛ ما الذي تعنيه بالنسبة للمنطقة؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد بشكل كبير على ما إذا كانت إيران ستصدق النية وتُسرّع في اتخاذ خطوات حاسمة؛ وهاتان: صدق النية والتسريع ليستا صفتان تميزان الدبلوماسية الإيرانية في الآونة الأخيرة. إذا، إلى أين سيأخذنا هذا؟ في بحثنا عن هذه الإجابات، نود اليوم أن نقدم لكم تحليلا من صحيفة ألـ ديلي ستار اللبنانية.
أثناء جولته الأخيرة في الخليج العربي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على إيران والسعودية “أن تعملا معا من أجل تدعيم السلام والاستقرار في المنطقة.”
وهذا هدف نبيل وحاجة ملحة، ولكن عبارة “تعملا معا” هي ما يجب التوقف عنده. فلا شك في أن إيران تستطيع أن تبدأ بالعمل على سلوكها هي أولا وحلحلة جملة من القضايا العاجلة التي تؤثر على جيرانها جميعا في الخليج.
إحدى هذه القضايا تتعلق بالمنطقة الشرقية من العربية السعودية. تستطيع طهران أن تتخذ خطوات عاجلة لتخفيف حدة التوتر الطائفي الذي وصل مستويات مُقلقة؛ وأن تثبت حسن نواياها بعدم التدخل في شؤون جيرانها.
وبالانتقال إلى مكان آخر من شبه الجزيرة العربية، نأتي إلى البحرين. وهنا أيضا لإيران دور خاص تلعبه وهو الإحجام عن التدخل في الصراع الدائر بين السلطات وبين المعارضة التي تتميز بتركيبة معقدة. ومن هناك ننتقل إلى الإمارات وحالة من التوتر طال عليها الزمن وهي استمرار إحتلال إيران لثلاث جزر صغيرة تابعة للإمارات.
فإن كانت إيران معنية بالاستقرار وإقامات العلاقاة الطيبة، فلا شك في أن إنهاء هذا الاحتلال يجب أن يحظى بالأولوية القصوى. ثم هناك الحرب التي تستعر بين الحين والآخر في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية. في اليمن. هنا إيران ورطت نفسها بدعم المتمردين الحوثيين الشيعة. لدى إيران أوراق كثيرة تلعبها إن هي أرادات فعلا أن ترى تحسنا في العلاقات مع دول الخليج العربي فرادى أو جماعات.
فإن أخذت زمام المبادرة في مسألة أو أكثر مما ذُكر هنا، سيكون ذلك تعزيزا لإعلان طهران نيتها فتح صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية. فلو حصرنا تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي أطلقوها لسنوات حول نيتهم تحسين العلاقات مع بقية العالم لملأت تصريحاتهم مكتبة بأكملها.
الكثيرون يأملون في أن الأمور ستتغير جذريا هذه المرة في منطقة تعاني من ارتفاع حدة التوترات الطائفية وانتشار الأسلحة ناهيك عن التحدثات الاقتصادية. غالبا ما كان قادة إيران يتلزمون بموقف متشدد في تعاملاتهم مع الخليج؛ ربما لاعتقادهم أن على دول الخليج أن تأخذ بالاعتبار توجهات ومصالح جار متسلط مثل إيران.
لكن نظرة خاطفة على الحظوة الاقتصادية التي أحرزتها الإمارات والتي تدفقت إليها في السنوات الأخيرة خبرات إيران ورأسمالها، كافية لتُظهر مقدار حاجة إيران لجيرانها. السؤال المركزي لجيران إيران هذه الأيام هو ما إذ كانت أفعالا معتبرة ستعقب الأقوال الرنانة.